الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي وسيلة لارتقاء الذات البشرية

اسراء الجزائري

2012 / 1 / 2
الادب والفن



تعتبر سنة الصراع الازلي بين نقائض الواقع(الخير والشر الحق والباطل)عجلة تدفع بالمنظومة البشرية للامام,فهي المحرك والدافع الضروري لديموتها, وذلك من خلال التمييز بين هذه النقائض ومعرفتها على الوجه المحدد والامثل,وتكمن اهمية معرفتها بدرجة الاساسية بتحديد الدور القيمي للانسان للارتقاء به وتأهليه لادارة كفة الصراع والتحكم بها نحو الاتجاه الايجابي المحدد وفق السنن الالهية السوية......
وذلك ما لايمكن للانسان بلوغه الا عن طريق تسلحه بالوعي وهو ادراك الاشياء على حقيقتها,وحقيقة الاشياء ومعرفة ماهيتها الاساسية امرمحكوم بمقدرة الانسان على التفكير والتأمل بأعتبارها اهم مدلول من دلالات الوعي والادراك,للوصول لاهم خاصية بشرية وهي المعرفة....
فتفعيل معايير الوعي وتوظيف آلياته لاعتمادها بالتمييز والقياس بين كل مايقع تحت سطوة الالتباس والتؤؤيل خصوصآ اذا تعددت المقايس وتباينت المعايير في تحديد وجة الايجاب او الارشاد لصواب,وتحديدآ في وقتنا الحالي حيث تعدد المقايس واختلافها بنظر لخضوعها للاهواء والمزاجيات والمصالح والاجتهادات الشخصية,مما اصابها بتشويش وتضليل متعمد وبات التمييز بين الصواب والخطأ اوالحق والباطل من الكبائر التي يصعب للعامة البشر بلوغها,او حتى الامتثال بها,حتى غابت البصيرة وتلاشت,غاضين البصر عن المعايير الواضحة والدقيقة التي يقوم عليها الوعي المستند على دعائم التفكير والمعرفة والتأمل,وكما يقول هيجل"الانسان كائن ذو وجود مزدوج لانه يوجد على شاكلة الاشياء الطبيعية مباشرة وبكيفية واحدة, ومن جهه اخرى يوجد من اجل ذاته يتأملها يمثلها ويفكر بها,لان فاعليته تشكل وجود الاصل ذاته"
اذن فاعلية الانسان ونشاطه البشري محصور بجوهر الفكر والقناعة التي تميزه عن سائر الكائنات,وترتقي به لاداء دوره المرسوم ومحدد داخل المنظومة الانسانية,ونكوص عن اداء هذا الدور يؤدي لاختلال واضح,يقود للجهل والخطأ وتبعاته من خرافة ووهم وباطل,لذا ادراك الانسان لنعمة التفكير والالتفات لاهميته يعد من اسس التي يجب لكل شخص متوازن التسلح به لدمغ الباطل والجهل واعطاء الراية لحكم العقل....
فتقليد والاتباع والانقياد والانصياع من دون ارادة او تفكير جميعها مرادفات للجهل والوهم والخطأ,ان لم تستند لعلم يقيني ودراية فعلية قائمة على وعي وانتباه,فالعلم الفعلي تنتجه الذات بنفسها ولاتطلبه من الغير,وذلك بأسناد العقل الباطن للبديهي والضروري والاستدلالي,حتى ندرك حقيقة الاشياء والغاية منها حيث قال احد الحكماء,(ان العلم هو وصول النفس لمعنى الشيء,وهو حصول صورة الشيء بالعقل)بأدارك العقل لماهية الامور وحقيقتها,ومدى تطابقها مع المنطق والواقع,ولتبلغ افعالنا درجة الوعي ولنسمو لدرجة الحكمة,ف الحكمة ليست صفة مقرونة بالحكماء فهي كما يعرفها ديكارت(فالحكمة ليس المقصود بها الاتصاف بالحيطة واخذ الامور بالاحزم فقط وانما معناها المعرفة الكاملة)والمعرفة الكاملة تتحقق بكل ما يمكن معرفته بالحياة من تدبير و التفقه والاتصاف بالافضل والقدرة على التمييز واحترام كل طرف لنظيره,لتكون علاقة بجوهر التوازن بين الاكفاء,والاكفاء هم الذين يدركون ان العقل هو اعدل الاشياء توزيعا بين الناس,وليكون بذلك الصورة الحية الناطقة المتحركة بالحق,وكما يقول امير المؤمنين علي(عليه السلام)انما يعرف الرجال بالحق ولايُعرف الحق بالرجال)ما معناه ان الحق هو المعيار وليس الاشخاص,مما يؤكد قدرة بني البشر للوصول للحقيقة الاشياء بملكيتهم الذهنية,لكون هذه الاشياء تمتلك كيان يحدد وجودها,ومعيار تستند اليه في تطبيقها,فكل انسان يمتلك خاصية التمييز الا انها تتفاوت بصورة نسبية بين شخص واخر ويكون ذلك محكوم بدرجة الوعي,ف الوعي هو الذي يعطي صورة حقيقة للواقع والذات,فتسلح الانسان بالوعي هدف لحمايته من سطوة التخلف والوهم الخرافة ووسيلة لانعتاق من اغلال التبعية والتقليد والخضوع الامنطقي,ليكون كل انسان القدرة على تطوير ذاته باطلاقها نحو الاطلاع والتفكير والاندماج داخل المجتمع ليتحقق بذلك الكيان الذاتي لمشروع النهضة الشاملة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال