الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا حققت الحكومة العراقيه المؤقته؟

انيس الامير

2004 / 12 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشكلت الحكومة العراقية برئاسة اياد علاوي وفقا" لقانون ادارة الدولة المؤقت بعد مشاورات بين الاطراف الثلاثه المعنيه : الامم المتحدة وسلطة الائتلاف ومجلس الحكم . ويبدو ان للاخضر الابراهيمي ممثل الامين العام للأمم المتحدة دورا" كبيرا" في اختيار اعضاء هذه الحكومه حيث ان بصمات الابراهيمي تبدو واضحة في هذه التشكيله الوزاريه.
ولقد كان الشيء المثير للانتباه في تشكيلة هذه الحكومه انها تضم عدد كبير من البعثيين والبعثيين السابقين والمقربين من النظام السابق . فيما كانت مشاركة العديد من قوى المعارضه الحقيقيه للنظام السابق هامشيه او معدومه ( اسندت للحزب الشيوعي وزاره واحدة غير مهمه هي وزارة الثقافه فيما استبعدت حركة الدعوه الاسلاميه وبعض قوى المعارضه السابقه بشكل كامل).
وعلى اية حال ورغم ذلك فان جماهير شعبنا قد عقدت امالا" كبيره على هذه الحكومه في حل مشاكلها الحياتيه المتفاقمه سيما وان تشكيل هذه الحكومه قد تزامن مع ( تسليم السيادة للعراقيين) في 28/6/2004.لكن امال الجماهير بدأت تتلاشى شيئا" فشيئا" وبدأت تحل محلها مشاعر الخيبه والإحباط واصبحت الأوضاع تسير نحو الأسوأ على مختلف الاصعده: - فعلى صعيد الامن تفاقم الوضع في العديد من المناطق بشكل مريع وأصبحت الكثير من المدن العراقية خارج سيطرة الحكومة كالنجف وسامراء والفلوجه واخفقت الحكومه في حل مشكلة هذه المدن بشكل سلمي ( عدا مدينة النجف التي تم انقاذ الموقف فيها في اللحظه الاخيره بفضل مبادرة السيد السيستاني والتي جاءت بعد اسابيع من القتال والدمار).
وتطور الوضع في المنطقة المسماة ( مثلث الموت: اليوسفيه-اللطيفيه-المسيب) على نحو مأساوي واصبح سلوك هذا الطريق بالنسبة للمواطن العادي ضرب من المجازفه واستخدم الارهابيون هذه المنطقه في اعمال القتل والخطف وقطع الاعناق كوسيله لأثارة الفتنه الطائفيه. واثبتت الاحداث هشاشة بناء الاجهزه الامنيه والذي تجلى في سيطرة الارهابيين على العديد من مراكز الشرطه في الموصل والحله وغيرها دون مقاومه تذكر. وجاء حادث مهاجمة مركز شرطة حي العامل (استمرت المعركه ثلاث ساعات دون ان يصل أي اسناد لرجال الشرطه المحاصرين) لتثير العديد من علامات الاستفهام حول اختراق الاجهزه الامنيه من قبل العناصر المعاديه.لقد اصبح جليا" ان قوى الامن غير قادره على حماية نفسها ناهيك عن حماية المواطنين.
- وفي ميدان الخدمات ازدادت مشكلة الكهرباء تفاقما" في حين وصلت مشكلة المحروقات حدودا" غير مسبوقه فارتفع سعر البنزين والنفط الابيض والغاز السائل في السوق السوداء عشرات المرات ووصل سعر لتر البنزين 1000دينار علما" ان سعره الرسمي هو20 دينار!
- ولم تتخذ الحكومه اية اجراءات لتطهير جهاز الدوله من الفاسدين بل على العكس تماما" اصبحت الظروف اكثر ملائمه من ذي قبل لهؤلاء المتربعين في اعلى السلم الاداري للدوله للاستمرار في سلوكهم الأناني من خلال توظيف كل شيء ( صفقات,عقود, ايفادات) لخدمة مصالحهم الخاصه.
ان حكومة اياد علاوي التي كنا ننتظر منها انجاز ثلاث مهام اساسيه ( الامن , الخدمات الاساسيه, التحضيرللانتخابات) يبدو انها قد فشلت بامتياز في مجالي الامن والخدمات ويبدو ان لهذا الاخفاق اسباب ذاتيه تتعلق بتركيبة هذه الحكومة وأسباب موضوعيه ذات صله بالتركه الثقيله للنظام السابق وبتدخلات القوى الاجنبيه وفي مقدمتها الولايات المتحده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر