الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الكم ام النوع

روفيدا كادي هاتان

2012 / 1 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


من يقرا بين سطور الماضي والحاضر يلتمس تفاوت ملحوظ حتى اصبح كالهوة السحيقة التي تفصل بين عالمين مختلفين تتصارع بينهما القيم والمباديء وما يضاف اليها من البديهيات المتعارف عليها حتى اصبحت الصفات تطلق كاسماء وليس كوصف يعطي انطباعا عما يصفه وقد اصبح هذا الفرق بعيدا عن الاستغراب لما تشهده المجتمعات من نمو سريع في الاعداد البشرية وفي سرعة التنقل بين الاماكن وبين الثقافات واختلاط الفكر وكثرة الجدل والنقاش في استعراض كل ما يخص الفكر الانساني وفي ظل هذا التمازج والاختلاط والكثرة والسرعة التي تسير بها هذه المجتمعات افرزت الكثير من التغيير بين الامس واليوم فالافكار التي كانت تطلق بالامس بنطاق ضيق اصبحت اليوم منتشرة بين الجميع ومتداولة الى ابعد حد واصبحت المجتمعات تستقرا زيادة ملحوظة في اعداد المتعلمين والمثقفين والمتدينين واصحاب المباديء السامية والمناضلين واصحاب الراي والفكر الحر والمطالبين بكل الحقوق التي تنص عليها قوانين حقوق الانسان حتى اصبحت المثالية هي الطابع المميز لكل الاشخاص وبالتالي المجتمعات التي اصبحت مصبوغة بلون عقلاني لا تشوبه شائبة.
ولكن....... مع ما نعيشه اليوم في ظل مجتمعاتنا اصبحنا نعي بان ما يغلف مجتمعاتنا من انطباعات خارجية لا يدخل الى صلب الحياة الواقعية فزيادة الاصلاحات المطروحة سطحية مسيسة حسب المصالح الشخصية وليس لصالح المجتمع واصبحت المباديء التي تحمل طابعا انسانيا بحتا تتغير مع تغير المصالح والظروف واصبحت الاعداد المتزايدة من المثقفين والمتعلمين مجرد ارقام لا تغني ولا تنفع وصفة الدين المنتشرة اصبحت من اجل نيل المكاسب ورفع الدرجات والحصول على المطامح وليس للاعتقاد الحقيقي بمباديء الدين واصبح الجميع ينادي بافكار هي اقرب الى المدينة الفاضلة في ظل مجتمع يفتقر الى ابسط المقومات الاخلاقية فالجميع يعلم ما هو جيد وما هو صالح ولكن التبرير سيد الموقف عند التنفيذ .
وعليه ما كان قليلا نفيسا قيما وراقيا اصبح دارجا كثيرا ليس له معنى مستهلكا مختلفا في كل شيء واصبحنا نعيش في زمن الكم وفقد النوع .
فهل اصبح تبادل الافكار السريع بين المجتمعات والوقع السريع لتقدم المجتمعات يتطلب من الانسان تبني افكار ضرورية له بسرعة من غير التعمق الحقيقي في هذه الافكار وبالتالي فان طريقة طرحا ونشرها اصبحت عشوائية غير متينة وغير قادرة على حمايتها حتى اصبح التخلي عنها اسهل بكثير من الالتزام بها وهل اصبح المثقف مجرد لقب يطلق على أي شخص يقوم باثارة الجدل والفتن من غير براهين علمية ولا فائدة مرجوة حتى اصبحت مجتمعاتنا اليوم تعاني من كثرة الجدل الذي لا ينفع وقلة العمل وما اكثر المدعين الثقافة والذين باثارتهم الجدل بامور لا يفقهون عنها الكثير اوسعوا مجتمعاتنا بالفتن والخلاف حتى اصبحنا نخشى الجدال باي اتجاه أو موضوع لئلا يعلو ضجيج الفتنة فما اقرب مثقفي اليوم الى جهلة الامس مع احترام القلة المتمسكة برجاحة الراي واستيعاب الاخر وطرح الحوار باسلوب حضاري تقبل به النتائج المنطقية الصحيحة من غير اضغان أو احقاد
واختتم قولي بهذا الاقتباس لو سكت من لا يعلم سقط الخلاف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز