الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرض بتتكلم عبري

أحمد زكارنه

2012 / 1 / 3
القضية الفلسطينية


من منا يشجع على التطبيع مع الطرف الإسرائيلي؟ ومن منا لا يدرك مساحة الاستغلال الاسرائيلي للقاءات العلنية والسرية على حد سواء، فقط للقول إن هناك حواراً ما بين الفلسطينين والإسرائيلين؟ ومن منا يعلق أمالاً على فعل لقاءات غير رسمية، لم تستطع الرسمية منها فعل شيء يذكر؟ وأخيراً من يستطيع اقناعنا أن بإمكان عرّابي التطبيع، أن يصبحوا هم أنفسهم " عرّابي الديمقراطيات الجديدة؟!

القيادة الفلسطينية وبعد أن أثبتت للمجتمع الدولي، المرة تلو الأخرى، أن رسالة الشعب الفلسطيني، رسالة محبة وسلام، أصبحت على قناعة لا تقبل الشك أو التأويل، أن التفاوض في ظل مواصلة العدوان والاستيطان وتهويد الأرض وتزوير التاريخ، إنما فقط يخدم الطرف الإسرائيلي، ما دفع القيادة لوقف أية لقاءات رسمية، وإعلان الحرب على أية لقاءات سرية من شأنها أن تخترق الموقف الفلسطيني الرسمي، وهو موقف وإن جاء متأخراً، فهو يعد موقفاً سياسياً مستقيما والوضع القائم.
إلا أن تعميم ما يسمى ب " الفوضى الخلاقة" التي بدأت تلف المنطقة، في محاولة واضحة لترويض الحراك العربي لصالح تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، تكمن خطورتها بشكل اساسي في التمدد الأفقي لهذه الخارطة الجديدة، والذي وصل حد جهر بعض العرب، بضرورة استيعاب الكيان الاسرائيلي في سياق منطقتنا العربية تحت مسميات عدة، لا تستقيم وشعارات هذا الربيع العربي.

المسألة يقول قائل، ليست بهذا السواد القاتم، وإنما هي محط جدل واسع، خاصة أن عناصر النفي لهذا التحليل، توازي عناصر الاثبات، تحديداً فيما يخص مستقبل المنطقة وعلاقتها مع الكيان الغاصب بعد هذا الربيع الذي اسقط أنظمة كانت تدور في فلك المنظومة الامريكية لصالح الدولة العبرية، لترويج كعكة السلام الفاسدة أصلاً.
نعم هذا التحليل قد يقارب الصواب في إطاره العام، ولكنه لا يقارب وقائع المشهد في التفاصيل، فلو دققنا النظر قليلاً فيما يمارس من سياسات على هامش الصورة الملونة بلون الدم المراق هنا وهناك، سنجد الكثير مما يشير إلى إنتشار السرطان في كامل الجسد العربي من رأس المحيط إلى أخمص قدمي الخليج، تطبيقا لمقولة: إن الصواب هو ما تسطيع أن تثبته بالقوة مهما كان كاذباً، وأن الباطل هو كل ما تؤمن به، ولا تملك سيفاً تدافع به عن حقك وإن كان صادقاً.

وكي لا نقول كلاماً لا يفهم، نتساءل هنا من يستطيع تفسير أهداف الدراسة الاقتصادية والمالية التي سربت أخبارها بعض المصادر الأردنية الحكومية، وتؤكد أن وزير خارجية قطر السيد " حمد بن جاسم" تقدم بها للحكومة الأردنية، لإثبات أن الاستيراد والتصدير الأردني من وإلى أوربا، عبر مينائي " حيفا وتل أبيب "، أقل كلفة بكثير من الاعتماد على الموانئ السورية أو اللبنانية؟!. في سياق رد الوزير القطري، على مطلب الحكومة الأردنية من اللجنة الوزارية العربية، استثناء الأردن من تطبيق العقوبات التي أقرتها الجامعة العربية على سوريا.
ومن بإمكانه تبرير تشجيع السيد وزير الخارجية القطري أيضا، على تمدد رأس المال الصهيوني في الوطن العربي عبر دعوته رجال الأعمال الاسرائيلين الاستثمار في بلاده الغارقة بالنفط ، بحسب ما نشر في صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر يوم الجمعة 16-12-2011.
وكيف لنا أن نفسر صمت جامعة الدول العربية، على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس للتهويد، كتطبيق فعلي لمصادقة الكنسيت الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون ينص على اعتبار المدينة المقدسة المحتلة عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي والشعب اليهودي؟!!.

إن كرة ثلج الفوضى الخلاقة التي تجتاح المنطقة، في ظل تمرير مثل هذه السياسات، لن تجعل من جيل الغد يكرر أن " الأرض بتتكلم عربي" ، ولكنها كنتاج طبيعي لحالة الصمت العربي المتواطئ حتما ستهيئ لبيئة، تجعل من هذا الجيل منشدين جيدين لأنشودة " الأرض بتتكلم عبري ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح