الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس السنة الأمازيغية وعمق التاريخ

محمد بودواهي

2012 / 1 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بحلول التالث عشر من يناير من كل سنة يحتفل سكان شمال افريقيا ومنهم المغاربة بحلول راس السنة الامازيغية التي تصادف هذه السنة مرور2962 سنة على بداية احتفال المغاربيون بهذه الذكرى وهدا إن دل على شيء فإنما يدل على ان التقويم الامازيغي يعتبر من بين اقدم التقويمات التي استعملتها الانسانية على مر العصور، حيث استعمله الامازيغ قبل951 ق م
و بخلاف التقويمين الميلادي والهجري فان التقويم الامازيغي غير مرتبط باي حدث ديني او عقائدي، بحيث إرتبط - بحسب الكثير من المؤرخين - بواقعة هزم الامازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم شيشانغ للعرش الفرعوني وذلك سنة950 ق, م بعد الانتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة في معركة دارت رحاها في منطقة بني سنوس قرب تلمسان، حيث يقام سنويا والى الآن كرنفال"إيرار" والذي يعني الاسد ، مقارنة لقوة ملكهم شيشانغ وسلطانه بملك الغابة.
وتوثق النقوش التاريخية المحفورة على عدد من الاعمدة في معبد الكرنك في مدينة الاقصر بمصر لهذا النصر العسكري وتتحدث هذه الاثار بالتفصيل عن الاسرة الامازيغية التانية والعشرين والثالة والعشرين والرابعة والعشرين التي حكمت مصر لقرنين من الزمن.....
وبعد ذلك بدأ الامازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة جديدة حسب تقويم خاص بحيث اقتبسواعن الرومان أصل تقويمهم وعدله الشيء الذي ظهرت معه الى الوجود الشهور الامازيغية
وفي العديد من الروايات فقد صادف هدا الانتصار سنة فلاحية جيدة بعد تسلسل سنوات جفاف عجاف قاسى معها المواطنون محنة الفقر والمجاعة فكان الاحتفال مزدوج . وبهدا أصبح احتفال الأمازيغ بالسنة الفلاحية تعبير عن تشبتهم بالارض وخيراتها ويتجلى ذلك في الطقوس المرتبطة بالاحتفال حيث يتم بالمناسبة اعداد العديد من الماكولات والوجبات التقليدية المتعارف عليها والتي تختلف باختلاف المناطق وبانواع المحصولات المنتجة بها من حبوب وخضر وغيرها، ويتم اعداد"إمنسي" العشاء احتفاءا بالسنة الامازيغية والطعام الذي يقدم يجب ان يشكل رمزا لغنى وخصوبة ووفرة المحصول والذي يتكون بحسب المناطق من الكسكس بسبع خضر والبسيس وتاكلا وإيركمن .... وهوعبارة عن خليط من القطاني وبركوكس وهو عبارة عن طحين يخلط ويفتل بالماء ويمزج بعد ذلك بزيت الزيتون أو زيت اركان أوالعسل أوغيرها حسب المناطق .... وتعتبر هده الأكلات الأشهر وذات الرمزية العميقة في الثقافة الأمازيغية والتي يتم اعدادها بمناسبة رأس السنة الأمازيغية منذ القدم هذه الأكلات التي تبرز مدى تشبت إنسان تامزغا بالأرض وجرت العادة منذ القديم أن تناول هذه الوجبات في هذه المناسبة يكون مصحوبا بطقوس ثقافية من أهمها أنه يتم إختيار رجل أو إمرأة السنة وهو صاحب الحظ السعيد الذي يجد أثناء الأكل بدرة تمر يتم إخفاءها في الطبق المعد ...

ويصادف راس السنة الامازيغية شهر يناير من كل سنة وهو ما يعرف ب - ياناير - ، وهي عبارة أمازيغية مركبة من كلمتين وهما يان ويعني الاول ، وأيور ومعناه الشهر، بمعنى ان العبارة تعني الشهر الاول . ويطلق البعض على المناسبة ، تاكورت أوسكاس وتعني باب السنة ، وإض أسكاس وتعني رأس السنة لذلك يعتبر يناير الشهر الاول في اللغة الامازيغية اي اول الشهور في التقويم الامازيغي.
ويعتبر الاعتراف الرسمي بالسنة الامازيغية في العمق اعتراف بالبعد الأمازيغي لتامازغا كبعد اصلي وأصيل وتأكيد على أن الامازيغية تمتد جذورها في أعماق تاريخ شكمال إفريقيا بحيث يمتد تاريخها بحسب التقويم الامازيغي الى 2962 سنة و لا يرتبط فقط باثنى عشر قرنا أو أربعة عشر قرنا أو غيرها من التقويمات المغلوطة والمفبركة ، كما هو سائد في الخطابات الرسمية و المقررات الدراسية لدول المنطقة .
إن الانفتاح في السنوات الاخيرة على الاحتفالات المنظمة بهذه المناسبة من قبل الاعلام العمومي السمعي والبصري إسوة بالإعلام المكتوب في المغرب والجزائر يؤكد ويستجب لضرورة إعطاء دفعة جديدة للثقافة الامازيغية في أبعادها الرمزية باعتبارها ثروة وطنية تشكل مصدر فخر وإعتزاز لجميع المغاربيين ، ذلك ان الثقافة هي في جوهرها ولبها مجموعة من المظاهر الرمزية المعبر عنها بواسطة انشطة و ممارسات وقيم ، واقصاء ثقافة ما يبدأ باقصاء مظاهرها الرمزية . كما ان رد الاعتبار لهذه الثقافة يبدأ برد الاعتبار لمظاهرها الرمزية - ونتمنى أن تتفتح ليبيا وتونس على هدا المكون الأصيل بعد القيام بثوراتها ضد أنظمة الإقصاء والشوفين والاستبداد ...
والاحتفال براس السنة الامازيغية من قبل الشعب الأمازيغي في كل تامازغا ، ومكونات الحركة الثقافية الامازيغية فيها ، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في المغرب ، والعديد من المؤسسات والجمعيات والإطارات في الجزائروالمغرب وليبيا وتونس وفي كل دول الساحل والصحراء يدخل في صميم تذكير مكونات هدا الشعب بتقاليده وعاداته وعمقه الحضاري الذي ينبغي الحفاظ عليه واسترجاعه حتى يتشبت بجدوره الثقافية والحضارية ، وعلى هذا الاساس فان 13 يناير ينبغي ان يكون يوم وطني يربط الانسان الأمازيغي بخيرات ارضه وعمقه الثقافي الحضاري وتصالحه مع ماضيه لكي يكون الأمازيغ السباقون في هذا الميدان وليس اللاحقين وذلك لكون الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية وثراث ثقافي زاخر شاهد على حضورها في كل معالم التاريخ والحضارة ...وكم نتمنى أن يساهم الإعلام بشكل كبير في التعريف بهده المناسبة والطقوس والاحتفالات المرتبطة بها في إتجاه تكريس قيم التعدد الثقافي من جهة وتوجه نحو التصالح التاريخي مع المكون الأصلي والأصيل في الهوية والثقافة المغاربية ولن يكون ذلك إلا بإعداد برامج ثقافية علمية من طرف الأنتروبولوجيين وعلماء الإجتماع تتحدث بشكل علمي عن هذه المناسبة وتحلل أبعاد الطقوس المرتبطة بها وإمكانية إستثمارها في التنمية المستديمة لمناطق وجهات المنطقة من خلال الحفاظ على المؤهلات والطقوس الثقافية لتامازغا العميقة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ازول فلاون
مغاربي ( 2012 / 1 / 3 - 16:05 )
لايجب على اخواننا الامازيغ الوقوع في نفس الاخطاء التي وقع فيها الشوفينيون العرب المغاربيون واعني به الاقصاء وقد لاحظت في هذه المقالة نفسا اقصائية تجاه عرب المغرب وكان ليس لهم وجود فالضرورة تقتظي علينا جميعا استبعاد الشوفينيون من كلى الطرفين وهيا بنا الى الديمقراطية والعلمانية فهما الضامنتان للكل


2 - مغاربيون وكفا
task force ( 2012 / 1 / 3 - 20:22 )
اشكرك ايها الاخ الكريم على هذه المقالة وفيها وجهة نظر احترمها بالرغم من اختلافي مع بعض تفاصليها ولكن اهم شيء في راي هو وعي الشمال افرقيين بتاريخهم بايجابته وسلبياته واعتزازهم به .. وبخاصة من المثقفين الشباب فلك الشكر ايها الاخ الكريم .. واما الاحتفالات بعيد يناير فهو ليس مقتصرا على المناطق التي يسكنها الناطقون بالامازيغية بل تشمل كل الجزائر على سبيل المثال بدون معرفة اصلها وانما عادة متوارثة وبخاصة في الارباف والبوادي ولقد عايشت سنوات قبائل لا تتحدث الا العربية العامية وتزعم انها من اصول عربية في ولايات الجلفة والاغواط والبيض والمسيلة وبسكرة ولكنها تمارس نفس طقوس احتفالات الناطقين بالامازيغية وبنفس .. الكيفية التي اخبرني بها اصدفاء من شمال تونس ومن ريف المغرب
وهذا دليل قاطع اما انها بربرية تعربت مع مرور الزمن ونست اصولها العرقية او انها بالفعل عربية ولكنها اندمجت في المجتمع البريري بحكم التواجد في شمال افريقيا فمزيدا من هذا النوع من المقالات الهادفة الى تنوير الراي العام المغاربي وايضاح الصورة للمشارقة التي لديهم مع الاسف الشديد نظرة مشوهة عن الامازيغ


3 - لا للشوفينية
مغربي ( 2012 / 1 / 4 - 01:14 )
المقال يركز على عادة يناير كعادة أمازيغية تؤرخ لهزم الفراعنة في عام ذات محصول جيد بعد سنوات من الجفاف..هذه العادة عرفت في شبه الجزيرة العربية كذلك، ولذلك فانه من غيرالمستبعد أن العرب هم من جلبوها الى شمال افريقيا،فالمقال لا يرتكز على التاريخ والدليل العلمي على الوقائع بل هو نقل شفوي من العامة.
سكان شمال افريقيا القدمون عبارة عن قبائل متعددة وكما هم الآن يتكلمون عدة لهجات لا يتفاهمون بها الا داخل القبيلة أو المنطقة دون الأخرى،فسكان القبايل بالجزاير لا يفهمون لهجة سوس أو الريف بل ولا يعرف الريفي لهجة السوسي بل يتكلمون بالعربية الدارجة أو الفصحى.
هناك محاولة لتعليم لغة أمازيغية اخترعها المعهد الأمازيغي بالمغرب ولكنها غير مقبولة من طرف الأمازيغ لأنها غريبة عنهم.
اقصاء العنصر العربي فيه تجني وحيف ينم عن شوفينية متطرفة،فسكان المغرب سنة 1912 كانوا 5 ملايين والآن هم 35 مليون ، فكم كان العرب سنة 1912؟علما أنهم قبائل كثيرة تستوطن سهول الغرب والشاوية ودكالة من طنجة الى آسفي!دون أن ننسى الأندلسيين الذين يسكنون شمال المغرب والبالغ عددهم 5 ملايين.
بعد توسع الدولة الاسلامية خرج معظم سكان الجزيرة ..


4 - إلى السيد مغربي
أمناي أمازيغ ( 2012 / 1 / 4 - 12:44 )
تحياتي للكاتب المحترم محمد .
لم يقدم السيد مغربي شيئا من تعليقه البائس هذا سوى كليشيهات زاعقة ، هدفها بالدرجة الأولا تكون إثارة الفوضى و دغدغة المشاعر .
فلتقدم ما لديك من معطيات تاريخية ودلائل علمية تثبث بها ادعاءاتك، وتفند بها ما عرضه الكاتب في مقالته ونحن نكون لك شاكرين .
مؤسسة المعهد الملكي هي أكاديمية لغوية يكون إحدى اختصاصاتها جمع ومعيرة وتطوير اللغة الأمازيغية ، فهي لا تخترع شيئا !. بل تقوم بعملية التجميع فقط ،وتنسى أن اللغة العربية وجميع اللغات مرت بنفس التطور الكرونولوجي ، ولنسأل ما مصدر الترادف في اللغة العربية ؟! أليس تعدد اللهجات والألسن ؟!
نفس المنطق الديني ينهش كذلك عقول القومجيين ، فكل شيء يعتبر حلالا في دائرتهم وما إن تخرج من قوقعتها حتى ينقلب الحلال ليكون حراما!، لا يمكن تفسير هذا الأمر سوى أنها العنصرية بعينها .
لاحظ أن الكاتب يستعين بمصطلحات جغرافية حيادية ، إحتراما للتعدد الثقافي واللغوي واللسني الذي يميز بلدان شمال إفريقيا ! ، ألا يبدو لك هذا جليا في مقالته ؟ فأين الشوفينية. فهمت . يجب أن يصرح الكاتب بأنه مغرب عربي ، ليفوز بتقديرك واطرائك ، أليس كذلك ؟!!!


5 - لا للشوفينية
رشيد ولد الهادي ( 2012 / 1 / 4 - 14:24 )
الشوفينية او التطرف يكره الاخرين فيما تكتب ايها المعلق رقم 3 حاول ان تكون موضوعيا 3.


6 - العزيز بودواهي
ميس اومازيغ ( 2012 / 1 / 4 - 19:51 )
اسغاس اماينو اغوذان اميس ئو مور نوذرار بودواهي ولكل من تمكن من التخلص من الأستيلاب من ابناء جلدتي/

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش