الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8

كاطع جواد

2012 / 1 / 3
سيرة ذاتية


صفحات رمادية من الذاكرة..(كاني سبندار)..8
أزدادت الخلافات بين فاروق الساعد الأيمن لأبراهيم علاوي وأبو جعفروأبو سميرة والتي كان أغلبها تدور حول عملية أستقطاب فاروق لأكبر عدد من الرفاق حتى يتمكن من عزل أبو جعفر وتصفيته لكن أبو سميرة وبعض الرفاق كانوا يُفشلون ما يصبو ويعمل به فاروق ويسعى لتحقيقه أضافةً الى أن ابو ليلى لم يحسم أمره مع أبو جعفر بعد حيثُ كان يسعى لأيجاد خطة محكمة يتم من خلالها تطويق أبو جعفر أمنياَ وتصفيته وذلك بضرب اقرب المقربين لابو جعفر وتوجيه تهمة التجسس ضده ومساومته على حياته وتوجيهه للأعتراف على أبو جعفر(زوراً)وتحميله مسؤولية الفشل الذي أصاب المجاميع المسلحة في ريف الوسط والجنوب العراقي وأضهارذلك الفشل على أنه تآمر من قبل أبو جعفر ضد (الحزب) كونه كان ينفذ أجندة أمنية بعثية فكان ابو ليلى يفتش على من يجده ملائم لهذه لخطة فوجدها بشخص (مصير) ...والذي سوف اتحدث عن ذلك لاحقاً.
قرر الحزب بناء قاعدة له ليست بعيدة عن قرية جيزان وذلك للتخلص من ايجار البيوت المشغوله كمقروالتي كانت تدفع لها أجرة شهرية او سنوية لا اعلم لقاء أشغال البيوت الثلاث في قرية جيزان ..وهكذا تقرر الامربالبحث عن انشاء مقر جديد بالجهود الذاتيه.. شرعنا بجمع مواد البناء والتي كان أغلبها قطع من الحجر, حيث كنا نقطع الحجر من جبل قريب للمقر الجديد في قرية (كاني أسبندار).. كنتُ أشاهد واشارك في ذلك لأول مرة ,كانت عملية قطع الحجرتبدأ من سفح الجبل المنحدر الى الوادي وكان الرفاق الكورد يختاروا المنطقة بعناية خاصةً وهم من الذين كانوا خبراء بعملية القطع تلك,وبعد أن يُقطع الحجر نقوم بتكسيره الى قطعِ صغيرة ليسهل حملها ,وبهذا تم تجميع كميات كبيرة من الحجر ..شرعنا ببناء غرفتان وقاعة ومكتبة ومطبعة بنفس(تحولت فيمابعد الى سجن للاسف الشديد) وغرفة للسلاح وحمام وبهذا اصبح هذا البناء هو مقرنا الجديد بدل المقر السابق في قرية جيزان,لم تكن (كاني سبندار) قرية بالمعنى الصحيح حيث لم يسكن فيها الا شخص واحد أو شخصين كانت هناك عين ماء(كاني) ومجموعة من الأشجاراما لماذا كانت تسمى (سبندار) كون الاشجار المزروعة هناك كانت تسمى سبندار باللغة الكوردية لذا سمي المكان ب(كاني سبندار) ,كان هناك شارع وحيد غير معبد يفصل المكان الذي أخترناه عن البيوت الموجودة في المكان المقابل لنا كان الشارع الغير معبد شارع ستراتيجي للحركة الكوردية حيث يربط (كلاله) بمناطق بهدنان ممايسهل تحرك القطعات الكوردية افضل من الشارع الرئيسي المعبد ,وكان مقرنا الذي بنيناه يقع في الجهة المنخفضة للجبل اقرب للوادي اما البيوت فتقع في الجهه المرتفعه والمقابلة لنا ,لم يستغرق العمل أكثر من شهر حتى أصبح مكاننا جاهزاً وبهذا نُقل كل ما يتعلق بالمقر من (جيزان )الى كاني سبندار ,كانت كل ما موجود بالمقرعبارة عن بعض قطع من السلاح البسيطه والخفيفه ولم تكن بالكمية الكبيرة لكن كان هناك الشيء المهم وهوالمطبعة البدائية(كان الرفيق سمير هو المسؤول الاول عنها) اضافةً الى افراشتنا وأغطيتنا و أدوات الطبخ واواني الأكل, هذا كل ما نملك..كانت قرية كاني سبندار أقرب الى القرية الأم (ناوكليكان) من قرية جيزان ولا يفصلها الا قرية (دار السلام) والتي كانت عبارة قرية ذات طابع ديني حيث كانت التكيات الدينية والتي يتم فيها ممارسة (الذكر) وهي طقوس دينية منتشرة في كوردستان ..كانت قرية دار السلام هي أحدى هذه القرى الدينية ....أزداد ت الخلافات بين المجموعتين التين ذكرتهما سابقا(مجموعة فاروق ومجموعة أبو جعفر) فقد نقل أبو جعفر الى قرية جيزان هو وزوجته وثلاثة اطفال, خشية أن يتم له الأتصال بالسلطات (الامنية)!! هكذا أشيع عن الأمر(همساً) من قبل جماعة فاروق, لكننا كنا نرى أن هناك طبخه تعد تحت نار هادئه للتخلص من أبو جعفر بما يمكًن فاروق بالاستحواذ على الحزب أو تصفيته (كما تحقق له لاحقاً )..كنا نجهل الجهة التي يعمل لها فاروق هل هي جهة سياسية كوردية أم جهة بعثية ام هو نزق تسلطي؟؟ ...لا أدري بالضبط لكننا كنا ندرك أنه يعمل ضد الحركة والتي نذرنا أنفسنا للدفاع عنها وتحقيق حلمنا الثوري الذي آمنا به..حضر الرفيق أبو ليلى الى المقر الجديد في كاني سبندار من خارج العراق و أقيم أحتفال بمناسبة أفتتاح المقر الجديد وعودة أبو ليلى سالماُ ,كان أحتفالاً متواضعأُ(شراء عنز وطبخها لأكل اللحم المحرومين منه منذ أشهر!!!).. هذه كانت احتفالاتنا لأننا كنا نعاني شضف العيش بكل ما تعني الكلمة من معنى .. كنا بارعين (بلف التبغ) وكان كل شخص مدخن يملك كيسا مملؤاُ بالتبغ وورق( اللف) ,االذي كنا نحصل عليه كالحصة اليومية ...شعرتُ بالضيق الشديد وأخذ نشاطي الذهني بالضعف نتيجة الصراعات التي نمر بها بعد أن أبتعدنا عن هدفنا من أسقاط النظام الى تصفية أحدنا الآخر كنتُ أريد واتمنى ان تخلق حالة من الديناميكية للحزب وذلك من خلال البحث والتقصي عن بعض الرفاق الذين أعرفهم والذين قد نجوا من الضربه التي وجهت لتنظيماتنا في الناصريه ,كنت أتذكر ان هناك شخص قد غادرنا الى بغداد قبل عام من الضربه والذي كان يعمل مدرساً للرسم ,كان فنانا ورساما معروفا هو (صبري طعمه) ,فاتحتُ الرفيق أبو ليلى بالأمر فوافق , جهزتُ حالي للسفر والتوجه الى بغداد أخبرت الرفيق (حسن) بالأمر فرح وقال بالحرف الواحد سوف نهزم فاروق بعملنا الميداني وتعزيز قوة الحزب بالتنظيم والعمل المسلح ,كانت شخصية (حسن) وهو من أهالي البصرة شخصية جادة وشجاعة وكان صاحب رجاحة بالتفكير كما هو حال الرفيق( مصير )حيث كانا من أقرب المقربين لأبو جعفر وأبو سميرة,توجهتُ سيراً على الاقدام من قريتنا الى السليمانية كانت المسافة لا تقاس بالكيلومترات بل بعدد الأيام ..وهذه الأيام تتحكم بها الصعوبات التي قد تصادفنا خلال الرحلة وكان يصحبني بالرحلة أحد الرفاق من أهالي سليمانبة لا أتذكر اسمه حيث كنا نسير في النهار ونستراح ليلاً لتناول طعامنا و للمبيت في أحد ى القرى وبهذا تمت رحلتي بسلام عندها أستبدلتُ الملابس الكوردية التي هي عبارة عن القميص والسروال والجمداني (غطاء الراس ) وأحتفظتُ بها عند أحد الرفاق في قرية (جوار قورنة) لم أتذكر اسمه ,كان وصولي ظهراُ الى مدينة السليمانية حيث انطلقتُ من هناك بالسيارة الى بغداد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا