الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقررون وبماذا يفكرون(3) امتطاء علاوي

الاء حامد

2012 / 1 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كيف يقررون وبماذا يفكرون(3) امتطاء علاوي
ذكرنا في الأجزاء السابقة إن اغلب الكتل السياسية العراقية مدعومة ومسنودة من جهات خارجية وهنالك أملاءات وضغوطات تمارس عليها وفق أجندات ومشاريع تخدم تلك الجهات المساندة.

شكلت القائمة العراقية وفق رؤيا طائفية عنصريه بغيضة بدعم عربي خليجي يتمثل بالمملكة العربية السعودية ودولة قطر وغيرها لتوازي وتنافس التكتلات الأخرى خصوصا بعد الاختلاف الحاصل بين مكونات التحالف الشيعي ودخولهما بقوائم متفرقة. ساهم هذا الاختلاف بشكل أو بأخر التسرع بأتفاق كل مكونات السنة واندماجها بهذه القائمة تحت مسميات وعنوانين وطنيه.

ثم تم إعداد سيناريو أخر كان خطير للغاية في الأردن لم تعيه مكونات الشيعة ولم تدركه هو إدراج احد زعماءهم الليبراليين ( إياد علاوي) لزعامة القائمة العراقية(سنية الأصل والتوجه ) لتأخذ القائمة بعدا وطنيا في ساحة الصراعات الانتخابية وبذلك سيشكل هذا الإجراء غطاء حيوي على مشروعها الطائفي الذي أطرته بطراز وطني أولا وثانيا أنها تنجح بكسب أصوات الشيعة الليبراليين الداعمين لعلاوي مما سيضيف رصيدا مهما لأصواتها وهذا ما ظهر واضحا بنتائج الانتخابات حيث كسب علاوي لوحده مئات ألوف من أصوات الشيعة. ولعل هذا الموقف كان الأقرب إلى المناورة والتلويح للعالم بأهمية الدور الذي ينبغي إن يكون للقائمة في أية تطورات مستجدة خصوصا أنهم قد كسبوا الكثير من أصوات الشيعة في بغداد ومناطق الوسط والجنوب وإنها القائمة الوحيدة التي كسبت وجمعت أصوات من جميع مناطق العراق وهذا يدلل على مشروعها الوطني الذي تبجحت به كثيرا في مناظراتها الانتخابية.

لعبت الأردن دورا مهما بهذا الاتجاه حيث أن اغلب الاجتماعات واللقاءات حصلت على أراضيها, ودخل تجار العراق المقيمين في الأردن على خط المواجهة والاتصال بدعم القائمة ومساندتها لتحول إلى بورصة إعمال حال فوزها مما يساهم في بيع وشراء المناصب في الدولة.وقد شاهدنا ذلك من خلال تصريحات المنشقين عنها الذين اتهموها بهذا الأمر الخطير.وكما ان هذه المؤامرة انطلت أيضا على علاوي نفسه حيث أصبح مجرد دمية تحركه تلك القوى وفق رغباتها العنصرية الضيقة وميولها المذهبي.

انتهت الانتخابات وفرزت الأصوات وبدأت تتصاعد الأزمات تلو الأزمات والمرحلة حينذاك غير قادرة على إحداث الفرز المطلوب مما يؤدي اليه من وجود فريق في السلطة وأخر في المعارضة, أو بمعنى أخر التجسيد لواقع المنتصر تماما والمهزوم تماما وذلك بسبب طبيعة الظروف التي يعاني منها العراق مما وفرا اتجاها معقدا هيأته المرحلة للخروج من الأزمة السياسية بأقل من الجدل والتعقيد يفضي من الجميع الدخول في السلطة والحكم ضمن مسميات المحاصصة والشراكة.

ربما كانت الفرصة سانحة للقائمة العراقية بعد كل هذا الدعم الذي قدم لها وكانت الأبواب مشرعة لتحقيق السيطرة على الحكم وذلك بقليل من الجهد والمبادرة غير ان التردد والتباطؤ اللذين انطبع بهما سلوك قيادتها ومن ثم إحجامها على التحرك في وقت كان من المفترض ان تحسمه لصالحها حين تدرج جماعة الصدر والحكيم اليها لتدخل الى البرلمان متمكنة من تشكيل الحكومة إلا أنها فشلت فشلا ذريعا بسبب إيديولوجيات قائدتها العنصرية مما أضاع من يدها الفرصة التاريخية . مع إننا لا نريد ان نسقط من هذه المعادلة ان هذا الموقف ربما كان مبنيا على قناعات محددة او على تقدير خاص بأن الطرق الى السلطة معبدة ومستقيمة لمصلحة فريق الشيعة في ذلك الحين رغم اختلافهم وتناحرهم.

ومن جانبه كان فريق الشيعة يدرك جيدا الأسباب المختفية وراء تردد القيادة المنافسة له في هذا الاتجاه ويعي بموضوعية إبعاد الفراغ المستجد في السلطة وخشية إبعاده مجددا من السلطة التي غاب عنها لقرون طويلا فحرص على الدخول من هذا الباب. ثم جاءت المبادرة الذكية والمبتكرة من قطب ثالث جعل مصلحته فوق كل الحسابات والاعتبارات فحمل البرزاني هذه المبادرة التي جمعت كل الإطراف معلنا انخراط العقد في جبهة الشيعة فأصابت القائمة العراقية فيه مقتلا ودفعتها الى التراجع ومن ثم الانسحاب من حلبة المنافسة والاكتفاء بالمشاركة.

وهكذا انفض المجتمعون وقد حسم الأمر الذي أصبح أكثر قبولا واقل إثارة للجدل فقد كانت المبادرة واضحة وجريئة حيث أربكت حسابات القائمة العراقية وأفشلت مخططاتهم في سيطرة على السلطة. وإنها أيضا أدت عمليا الى خدمة الفريق الثالث صاحب المبادرة الذي كسب عدة تنازلات مهمة فيما يعرف بالمناطق المتنازع عليها.

بعد الفشل الواضح لمشروع القائمة العراقية لم يروق هذا الفشل للدول الداعمة وهذا الدور الضعيف الذي آلت إليه القائمة لم ترتضيه تلك الإطراف مما دفعها ذلك بأتجاه التصعيد الدائم بحجة الإقصاء التهميش.لهذا نجدها تتسنى الفرص وتنتظرها لخلق الأزمات وأخرها أزمة الهاشمي.

في الجزء الرابع سنناقش كيف استغلت أزمة الهاشمي لصالحها بغية إعادة تمرير مشروعها الذي شكلت من اجله ولو كلف ذلك حربا أهلية في البلاد ...
يتبع ... انتظرونا قريبا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس