الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبتان ..عفوا..لكل النساء

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 1 / 3
كتابات ساخرة


اعلم أعزّك الله أنّ هذا الكلام أوّله جدّ و آخره هزل ..و اعلم أنّ هذا النصّ حلال على النساء السافرات حرام على الذكور من الرجال و الأشباه و المحايدين جنسيا و المرهونين بنكيّا و كل المستقلين سياسيا ..و أنّا لا نكتب الاّ بغاية قليل من الضحك ..حلال عليكم و لا أحد معنيّ بأن يكون بطلا في هذا الزمن ..
و جاؤوا اليها بالحقيبة ..تسلّمتها بأيادي مرتعشة لا تدري ما الذي ستصنع بها لوحدها ..و هل ستكفي حقيبة واحدة لكل النساء ..لم تكن تدري ما الذي بداخلها ..و لمّا فتحتها وجدتها مكتظة بالعرعار و الاكليل و أوراق الحلفاء و خضر عديدة المنافع و فواكه من كل الأنواع .علمت حينها أنّها لم تغنم من الديمقراطية و من حق المناصفة و من تصويتها الدائم لأحزاب الكتلة و من عدائها للمعارضة الاّ بجنس النبات تسقيه ليلا و تشمّه صباحا و تطبخه عند الغداء ..صاحت كل النساء برئيس المجلس " سيدي و مولاي ، هل حقيبة واحدة تكفي ؟ و كيف ستتسع واحدة فقط لكل أغراضنا المنزلية و المهنية ..و أين ستضع كل منّا المساحيق التجميلية ..و أقلامهن كثيرة نساء اليوم يا سيدي من قلم الرصاص الى قلم العيون الى قلم الشفاه ..الى قلم الحبر ..و دفتر الشيكات و دفتر الفاتورات ..و مكان حصن الحصين و كتاب الدعوات و سجادة الصلاة و قلادة السبحانيات ..أليس من الظلم ألاّ نغنم الاّ بحقيبة حفظ النبات بالرغم من كثرة أصواتنا و من سلاطة ألسنتنا و من مكر النساء و من تحصيننا لرجالنا و لأولادنا و من لزومنا البيوت وقت طيش الرجال في الحانات و الزيجات العرفيات و العشيقات و القينات ..؟ "
صاح الرئيس :" عفوا سيدتي ..بل أمرنا لكنّ بوزارة النساء حتى تجدن متسعا لكل أغراضكن السرية و العمومية و المدنية ..فلا تكثري من الهذر ..لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة .."
صاحت به احدى النساء السافرات :" ألم تعلم يا سيدي أنّ الملوك كلما دخلوا مدينة خرّبوها ..أمّا عن وزارة النساء فهي حق لنا الاهي مقدس و لا قدرة للرجال على تدبيرها اللهم الاّ من غيّر جنسه و اختار المحايدة البيولوجية على الفحولة العربية ..و قد خصصناها لحفظ ملابسنا الداخلية عن عيون الرجال المتطفلين النهمين على فتح حقائبنا السرية ..و هي حقيبة لا تكفي أرهاط النساء التونسيات ..فهل ستتسع حقيبة واحدة للنساء للسافرات و المحجبات و المنقبات ؟..و النساء المستبلهات و المخلصات و ناقصات عقل ..و الخجولات و المستقلات و المحكومات بلزوم البيت ..هل ستصل اليهن أخبار الحقيبة ..و الفلاحات الكادحات ..و العاملات اليوميات ..و المضروبات و المجلودات ..هل ستتسع
لدموعهن حقيبة واحدة للنساء و أخرى لرعاية حقوق النبات ..و البنات المغتصبات و الملعونات و العازبات و العانسات و المتشردات و العشيقات و المتزوجات النهاريات ..و الجائعات اللاتي تأكلن من ثديهنّ ..هل ستشملهم رعاية الوزارات و الحقيبات ..؟ "
اللهمّ اجعل هذا الكلام دعاء مقبولا و احفظه لفظا يتلو بعضه بعضا ..و احفظ النساء من اللغط و النقص و اللوثات القبيحة و الحقيبة المريبة ..و سامح الله رجال السياسة و لغة الضاد ذات النميمة و ذات الشكيمة و ذات الهُمزة اللُّمزة ..و اكفنا شرّ امرأة جزوع هلعة تكدّر العطاء و تؤخّر العشاء و تمنع الماعون ..و لا خشية على الوزارة من امرأة ثابتة القلب قوية اللسان شديدة العزم ..مع بحًحِ جميل و لثغة حلوة في صوتها...آمين ..فانّ كيدهن عظيم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?