الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب السنيه هي التي اقصت الطائفه السنيه

محمد الفهد

2012 / 1 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاعوام التي اعقبت سقوط حكم البعث في العراق افرزت تجارب وافكار ورؤى مستقبليه ثريه جدا ومفيده لو اراد الساسه العراقيين_اذا صح تسميتهم بهذه العباره_ادراك المعني والعبر في رسم مستقبل التعايش السلمي والموحد كما يزعمون والابتعاد عن التفرقه كمايزعمون ايضا فالاحزاب الشيعيه تجربتها بالحكم فقيره جدا ومرتبكه ويشوبها الخلط بين السياسه والدين وصعود نفر كبير من الذين هم مستفزين طائفيا من العقود السابقه وهكذا تمكن الاسلاميين منهم الصعود الى واجهة الطبقه السياسيه الحاكمه وبالاصل ان هذه الجماعه هي كانت تمثل المعارضه في خارج العراق واغلبها كانت تعيش في الجاره ايران_وهي تمثل اسوء الاقدار التي ابتلي بها العراق_فكان من الطبيعي ان يكون قسم كبير من الولاء لهذه الدوله التي اوتهم حين طردهم العرب او تعاونت بعض هذه الدول مع صدام لغرض مطاردتهم والقضاء عليهم.
وبهذا تحول العراق بعد حكم هذه المجموعه من السياسيين الهاربين الى وجه الدوله الجديده متبنيه الولاء لاصدقاء ايران والعداء لاعدائهم اضافة الى التوجس من تلك البلدان نتيجة التعامل السيء معهم اثناء وجودهم خارج العراق ايام المعارضه لنظام حكم صدام وهذه الجماعه تسمى عراقيي الخارج.
بقي الطرف الاخر وهم عراقيي الداخل الذين هم خليط من البعثيين واغلبيه صامته ومعارضين فقراء اجهدتهم الحياة واصبحوا ضعفاء جدا من ضنك العيش والحصار.
عند بداية تشكيل مجلس الحكم وبداية تمظهر صعود الاسلاميين الشيعه والذين يشكلون الاغلبيه المجتمعيه كنا نتطلع لصعود جماعه سياسيه غير اسلاميه لمواجهة وموازنة كفة العمل السياسي داخل منظومة البرلمان والحكومه لتضفي تنوعا مهما لجعل البرلمان يعمل بطريقه صحيحه وهي ان تكون هناك حكومه بلون سياسي اسلامي ومعارضه غير اسلاميه تتابع عمل الحكومه وتحرجها فيما اذا ماحاولت المساس بالمباديء الديمقراطيه والضغط على الحريات والتوجه نحو سياسة الحزب الواحد .
لكن الطامه الكبرى انه الجهة التي تشكلت هي ايضا من الاسلاميين ومن الطائفه السنيه ولها نفس التوجه القومي القديم الذي طالما اثار حساسية المجتمع الشيعي منها وينعتها بكونها صداميه وهو محق بهذا الوصف لان الاثار التي خلفها نظام البعث وفي الاخص في سنيه الاخيره تحت شعار الحمله الايمانيه وقمع الانتفاضه الشيعيه الشعبانيه ابان عام1991 تركت جروح عميقه في محيلة الطائفه الشيعيه .
وهذا ماسهل طريق السياسيين في حزب الدعوه والاحزاب الشيعيه من ان ينالوا ببساطه من معارضيهم من الجماعات السنيه باحزابهم المتعدده عن طريق تذكير الشيعه بتلك المرحله السوداء وهذا يكفي لاقصائهم عن المناصب والتضييق المستمر على ناخبيهم .
ورغم الفساد المستشري لحكم هذه الجماعه واحيانا الاستهتار ولكنهم في الاخر يضمنون الصعود مرة اخرى للحكم بدون عناء في اي انتخابات مقبله .
والادهى ان الاحزاب التي تبنتها الطائفه السنيه كانت باستمرار تؤكد احتضانها لفكرة ان صدام لايستحق تلك النهايه وطالما تشفعوا لمناصريه واعضاء حزبه ايام المحاكمه التي انتهت باعدام النخبه البعثيه وهذا ايضا مؤشر يصل الى قلب المعارض الشيعي بتوجس الخيفه من صعود من انتخبهم السنه وهذا خطأ كبير دفعوا ثمنه غاليا هم وطائفتهم ومناصريهم وذلك بان الاخرين اتهموهم بالولاء لصدام في السر والعلن.ولانعرف لماذا كانويصرون على هذا التوجه رغم ان صدام وحزبه غير ماسوفين على ماحدث بهم وبادواتهم القمعيه.
اذن كان الحل النموذجي الذي كنا نتصوره ان من سينافس الاسلاميين الشيعه في الحراك السياسي هم طبقه ليبراليه من السنه بدون ماضي يؤاخذون عليه وبطروحات سياسيه حديثه عن التمدن وحقوق الانسان وحقوق المراه والانفتاح على العالم الحر وقتها كان من الممكن النفاذ من كل هذه الازمات التي احدقت بالشعب والبلد واثقلت كاهله بصراع لاجدوى له سوى مغانم وتورطات تاريخيه قديمه وجديده واعادة السردلقصص عفا عليها الزمن واصبحت في حكم الميت.
اضافه الى ذلك ان الاغلبيه في العراق هي من المكون الشيعي وطبقتهم في الحكم هم الاسلاميين فكيف يفكر السنه وهم الاقليه بطرح اسلاميين يمثلون اقليه مجتمعيه ويوفرون لناخبيهم حكم متوازن .معادله صعبه ولانستبعد نهائيه ماساويه للاحزاب السنيه التي ورطت ناخبيهم بهذا المصاب الكبير وحشروهم في زاويه لاينفذون منها الا بخسارة جزء كبير من طقوسهم وتضييق لمعتقدهم والتكلم بالسر مابينهم اثناء الحديث عن الحاكم الشيعي كما كان يفعل الشيعي ايام حكم صدام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السنة ضحية جرائم البعث
عمر علي ( 2012 / 1 / 4 - 12:31 )
استاذ محمد احيك على هذا المقال وهو جاء في وقته.
المكون السني دفع ويدفع ثمن جرائم البعثين الطائفين. سيبقى المكون السني يعاني من الظلم والتهميش طالما يتصدر زعامته غلاة البعثين الطائفين من امثال صالح المطلق وطارق الهاشمي والنجيفي وسلمان النجيفي وكل شلة القائمة العراقية. الاحزاب الدينية الشيعية الطائفية تستخدم بعبع البعث لتخويف الاشقاء في المكون الشيعي مما يجعلهم يلتفون حول هذه الاحزاب وتستمر دوامة التهميش للسنة ويدفعون ضريبة جرائم البعث الذي يقود العمل الارهابي المسلح ضد الشعب العراقي وضد العملية السياسية لاجل عودة عجلة التاريخ الى الوراء. الحل هو تقاعد البعثين عن العمل السياسي وانتخاب القوى الديمقراطية الليبرالية واليسارية والمستقلين ومد اليد للقوى المماثلة لها في المكون الشيعي وبقية المكونات الاخرى لقيام تيار ديمقراطي علماني واسع لمواجهة قوى الظلام الطائفي وسحب البساط من تحتها بالتذرع ببعبع البعثين.
ستكون لدي مقالة بهذا الصدد قريبا وسأنشرها على مواقع الانترنيت
تحية للاستاذ محمد الفهد


2 - تحيه طيبه
محمد الفهد ( 2012 / 1 / 4 - 20:45 )
اشكر مرورك وتعليقك انا كنت من المتفائلين بان يظهر خط مدني وليبرالي لدى الاخوه في المكون السني وكان هناك مجال وراسع لان يكون لهم اجندات الابتعاد عن القاعده والبعث وتواصلهم مع العالم الحر وبالاخص واتتهم فرصة زيارة الرئيس بوش وسياسيين من الكونكرس الامريكي ولكنهم اصروا على تطوير علاقاتهم مع الاردن وسوريا وقطر والسعوديه حيث منابعه القاعده وفلول البعث وانتهوا الى ماانتهوا اليه
اكررتحيتي اليك مع الامنيات بعراق افضل

اخر الافلام

.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته


.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ




.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر




.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة