الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث العام

عصام محمد عبدالصبور

2012 / 1 / 4
كتابات ساخرة


عندما هممت بالتفكير - حلوة هممت ده - فى اختيار الحدث الاقوى لعام 2011 ..الحدث الذي سيتذكرنا به الجيل القادم مثلما نتذكر نحن "حصان عرابي وهو يقف امام الخديوي" من الثورة العرابية و"مفيش فايدة" من ثورة 19 و"كوبري عباس" من انتفاضة 46 وكما نتذكر ايضا "الريس عبد الواحد الجنايني" وهو يهتف تحيا الثورة ..تحيا الثورة ..فما هو الحدث الذي سيكتب له الخلود ويتذكرنا به الجيل القادم؟!

بالطبع اول ما قفز الى رأسى هو البوعزيزى ..الرجل الذي اشعل النار فى نفسه فأحرق الانظمة العربية ولكني رأيت ان الرفاق الماركسيين سيحدثونني عن اهمية الظرف الموضوعي والتراكم الذي ادى الى قيام الثورة ولم انس انتقاد اخواني فى الله فبالطبع كانوا سيتحدثون عن انه الله وحده - وليس البوعزيزى - الذي اشعل الثورات ليتخلص من الانظمة المستبدة التي لا تطبق شرع الله.. وهنا ادركت ان هذا الحدث سينساه التاريخ وسيكتفي بالاشارة اليه فى بعض المراجع وهذا ما جعلني ايضا اتراجع عن اختيار "خالد سعيد" رغم دوره الهام فى رفع وعي شريحة كبيرة من شباب مصر.

فكرت بعد ذلك فى حدث تكلمت عنه كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية حكومية كانت او مستقلة وهو الاسلوب الجديد الذي استخدم فى حشد الجماهير باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهنا تذكرت احد الرفاق القدامى وهو يحكي لي كيف كانوا يحشدون الجماهير قديما باستخدام المنشورات التي تطبع على طابعة يدوية تصنع بالمنزل ويستغرق فى طباعة ورقة واحدة 5 دقائق واذا عطلت احدى القطع وكان هذا متوقعا كل نصف ساعة تقريبا فيقوم باعادة تصليحها فى فترة زمنية تصل لساعة وهنا تمنيت منه ان يتوقف لكنني لم استطع ان اقولها له ..فهو كان يتحدث عن احدث تكنولوجيا قد توصلوا اليها فى عصرهم وهنا ادركت اننا عندما نتحدث عن الفيس بوك وتويتر امام اولادنا فسوف يضحكون قليلا ثم يمر الموضوع ليكون نكتة لهم كلما تذكروه.

فكرت قليلا ثم قلت لنفسي لابد ان هذا الحدث سيكون هو محاكمة المخلوع ووزراءه واولاده وهو الحدث الذي وصف بانه محاكمة القرن ولم لا فهذه اول مرة يقف فيها ديكتاتور عربي خلف الاسوار ويحاكم ويسأل فيجيب ويدافع عن نفسه ولكني توقفت ووجدت اننا فى عز اشتعال الاحداث قد نسينا هذه المحاكمة لهزليتها او ربما ﻷن سرعة الاحداث مع بداية الموجة الثانية للثورة المصرية كانت كفيلة بأبعاد الاضواء عنها وهنا علمت ايضا ان هذا الحدث سينسى مع الوقت وربما لو تذكره احد سيتذكره من اجل السخرية وكيف كنا مخدوعين بمحاكمة هزلية سيحصل فيها المتهم فى نهاية الامر على نشان رسمي كاعتذار بسيط عن اهانته رغم دوره الوطني والنضالي فى حماية هذه الامة ورفعتها ومجدها وطنطاويها كمان!!

ثم توالت الاحداث فى رأسي من ضباط 8 ابريل وماسبيرو ومحمد محمود والقصر العيني وما فى هذه الاحداث من مشاهد فائقة البطولة تتفوق بقوة على مشاهد الاستاذ محمود عبدالعزيز فى رأفت الهجان وسألت نفسي للحظة اى من هذه المشاهد سيتذكره تاريخنا ثم عزفت عن الاجابة فهذا ليس المهم ..المهم ان التاريخ سيذكر رجالا وقفوا ببسالة امام اعتى الانظمة القمعية ..رجالا وقفوا ليستكملوا ثورتهم حتى النهاية ..صمدوا امام القنابل والمدرعات والاسلحة النارية ..صمدوا عندما انسحب الانتهازيون من المعركة وفرت النساء لتقبل ايادي ازواجهن الغير شرعيين ووقرن فى بيوتهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي