الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


راتب عثمان العبيدي

ساطع راجي

2012 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لمن لا يعرفه أو لمن نسيه أو لمن لم يكن في سن يسمح له بتذكره اليوم، نعرفه بأنه عثمان علي عبدالحافظ العبيدي شاب ولد في منطقة السفينة بالاعظمية من عائلة فقيرة وهو طالب في الصف الخامس ثانوي يعمل في مخبز بالإضافة إلى دراسته، وفي يوم الاربعاء 31/8 من عام 2005 قام بانقاذ سبعة من زوار الامام الكاظم في ذكرى استشهاده والذين سقطوا في نهر دجلة في حادثة جسر الائمة الشهيرة وعندما اصابه التعب لم يكف عن عمليات الانقاذ فمات غرقاً هو الاّخر، فطار إسمه في اقطار الارض وفي انحاء العراق بخاصة رمزا للفعل الانساني العابر للانتماءات والطوائف وكانت تضحيته العفوية مثار الاعجاب فدبجت عنه القصائد واعتلى اسمه المدارس.
في يوم الثلاثاء 27/12/2011 قرر مجلس الوزراء الموافقة على إحالة موضوع تخصيص راتب تقاعدي لعائلة الشهيد (عثمان علي عبدالحافظ العبيدي) الى اللجنة المركزية لتعويض المتضررين لغرض شموله بالراتب المقرر إضافة الى الإمتيازات الممنوحة في القانون وتقديم مقترح الى مجلس النواب لمنح عائلته راتباً تقاعدياً قدره مليون دينار شهرياً تقديراً لموقف الشهيد الوطني بحسب البيان الحكومي.
تصوروا شهيدا بشهرة عثمان العبيدي يحتاج الى ستة سنوات لاقرار راتبه التقاعدي وقيسوا على ذلك حال عشرات الالاف من ضحايا الارهاب، واذا كان عثمان قد كتبت له الشهادة فان غيره من جرحى ومعاقي الارهاب يعيشون حالا مأساويا بانتظار العناية الحكومية واجراءات الدوائر المترهلة، وكادت تضحية عثمان العبيدي أن تنسى في خضم نهر الضحايا المتدفق منذ سنوات.
تعامل الدولة مع تضحية عثمان العبيدي وجه رسالة اهدار لمعنى التضحية فخلال السنوات الست التي استغرقها راتب عثمان في دهاليز الدوائر وهو لم يخرج بعد للنور، خلال تلك السنوات نهب المحتالون والمزورون والافاقون ونهازو الفرص ومقاولو الاكاذيب واللاعبون على حبال السياسة، مليارات الدولارات وكانت الدولة تراقبهم بعطف بالغ خلال تلك السنوات متجاهلة تضحيات عثمان وامثاله، سواء التضحيات المقصودة كتلك التي قدمها عثمان او التضحيات التي اقتنصها خاطر الارهاب عنوة، انها رسالة تجاهل رسمي لكل تلك التضحيات، رسالة اهدار لمعنى الانسانية وقيمها ورسالة تعطيل لكل فعل انساني تضحوي.
وجاء التذكير بتضحية عثمان العبيدي سهوا متزامنا مع الغاء لتضحيته وتضحيات الاف العراقيين الذين قدموا حياتهم لتجاوز مرحلة الاحتقان ودفع خطر الطائفية عن العراق حيث الشد السياسي الطائفي اليوم في أقصى درجاته تحريضا واصطفافا واستعداء، انه اهدار ثان للتضحية، وشطب لمعنى الحياة الانسانية التي تقدم قربانا من اجل المجموع واستهزاء صارخا بدماء المواطنين سواء من ابناء الاجهزة الامنية والصحوات الذين فارقوا الحياة خلال المواجهة مع الارهاب، أو المواطنين المدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الفتنة الطائفية.
عمليا وبعيدا عن الرثاء والحسرة، يمكن لحالة عثمان العبيدي وغيره من الشهداء والضحايا أن تكون دافعا لوضع نظام تأمين وتقاعد عام لكل العراقيين تمنعهم من الوقوف على ابواب المسؤولين لاستجداء ثمن عملية جراحية او انتظار محسني الفضائيات من أجل الحصول على ثياب للاطفال او ثلاجة للمنزل التنكي، نظام رعاية يحفظ للعراقين ما تبقى من كرامتهم المهدورة بانتظار المساعدات ودهاليز الدوائر الرسمية المشغولة عنهم بامتيازات رؤسائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ