الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل بدم بارد بدعوى اداء الواجب

عدنان صالح

2012 / 1 / 4
حقوق الانسان


انتهجت دولة القانون في الاونة الخير نهجا دكتاتوريا متمثلا برئيس وزراء حكومتها ابتداءاً وانتهاءا بأقل شرطي شأناً من أولئك الذين ينتهكون ابسط حقوق الانسان عبر عدم احترامهم واعتبارهم خدماً لدى امير دولته .
اليوم الاربعاء حدث في سامراء حادث ، كحال الحوادث التي يتم التعتيم عليها وهو ان احدى نقاط المرابطة (والتي من واجبها لمن لا يعلم ما هي نقاط المرابطة هو ان تقف على مسافة من شارع رئيسي ما) ولا دخل لها بالسيارات المارة. الذي حدث ان هذه النقطة نصبت سيطرة لتفتيش السيارات المارة بالقرب من مبنى بلدية سامراء الجديدة لمقابلة لجامع الرزاق فاوقفت عدة سيارات تباعا ومن بينها سيارة كان يستقلها الشاب مأمون العباسي الموظف في محطة توزيع المنتجات النفطية في القلعة واثنين من اصدقائه وبعد ان قام الشرطي المسؤول عن التفتيش بالتدقيق المفتعل وغير المبرر بعد ان فتش سيارتهم وجيوبهم واعادة التفتيش مراراً ولسوء حظ الشاب انه تذمر معربا عن عدم رضاه عن اداء هذا التابع "لدولة القانون" واجبه بصورة متنطعة فقال : أف
كانت اجابة الشرطة ان يسدد له اطلاقة في القلب بدم بارد متندرا عليه بانه لا يجوز له ان يبدي اعتراضه على تطبيق القانون !!!!!!!!!
سقط الشاب وسط ذهول اصدقاءه.
وسيتم تهريب الشرطي من سامراء الى احدى مدن الجنوب حتى يتم لملمة الوضع من قبل السيد الفريق "قائد عمليات سامراء" والادعاء بانه فر من السجن ولا دعوى ضده ويذهب دم الشاب مأمون سدى كدم اقرانه الذين ذهبوا ضحايا دولة المؤسسات الطائفية التي يقودها المالكي ..

ان ما يرشح عن هذه الحادثة من تحليل قد يكون ببساطة ان هناك رسالة توجب ارسالها مرارا عبر حوادث مشابهة : وهي ان لدولة القانون الحق واي من افرادها توجيه اي تهمة او تنفيذ اي حكم دون الرجوع الى عرف او قانون او شرع يحفظ كرامة من ينفذ بحقه اي حكم طالما ان الآخر يخالفني الرأي او يرى غير الذي اراه ..
اذن فاننا امام عصر خطير من الدكتاتورية الجديدة .
الدكتاتورية المطوّرة التي انتجها حزب الدعوة بشقه الظاهر وشقه الخفي . فالمحفل الدعوي الذي "حارب النظام البائد" لم يكن ليحاربه بالطرق الحوارية واثبات فشله ودكتاتوريته بل كان ايضا يشبهه الى حد بعيد في اسلوبه للتعبير عن رفضه فهو ايضا كان يفجر السفارات ويغتال الشخصيات والى اخره .. وعليه فانه قام على هذه الايدلوجية منذ البدء ، وحين استلم مقاليد السلطة في العراق لم يكن له بد من ان يستمر في اقصاء الاخر وممارسة امتهان حقه الانساني حتى وبشتى الوسائل وان وصلت الى القتل .

ان هذه الحادثة ، وهي في الواقع ليست حادثة وانما حدث لا يجب ان يمر دون عقاب ، ولا يجب ان تمر دون ان يعبر الشعب فيها عن سخطه تجاه سياسة الحكومة في الاستهتار بارواح الناس مجرد انهم يختلفون معه في المذهب .
وهنا لا بد من التنويه اى ان معظم القوات المتمركزة في مدينة سامراء وقوامها بحدود 5000 جندي هي باغلبية شيعية تجوب المدينة ذات الغالبية السنة ليل نهار منادية بالفاظ نابية وشتائم ونعوت طائفية تثير الاستهجان وان من غير المرغوب فيه رؤيتهم في المدينة . خصوصا بعد حوادث كثيرة مماثلة اوصلت سكان المدينة الى حد الاختناق .
ان السياسة التي تصر الحكومة على ااتمسك بها في الابقاء على هذه القوات في المدينة وعدم ستبدالهم بقوات من محافظة صلاح الدين تؤكد التوجه الطائفي لدى الحكومة وان هذه الممارسات ان شجعت على شيء فانها تشجع على التمسك بخيار اعلان الاقليم والمضي به قدما وحتى النهاية خصوصا وان استبدال القوات الموجودة في سامراء باخرى من المحافظة هو احد المطالب الرئيسية التي نكث بتنفيذها فخامة وجلالة الدكتاتور نوري المالكي في تظاهرة 25/2/2011 والتي وعد بان تنفذ . وهو احد الاسباب الرئيسية التي دعت الى اعلان القليم الى جانب عدة مطالب اخرى بضمنها التخصيصات الماية المستحقة وايقاف الاستماك الطائفي حول الصحن العسكري ومطالب اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسبي الله ونعم الوكيل
الدهيني ( 2012 / 1 / 8 - 09:03 )
حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ومفترى

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج