الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى مبادرات .. نعم للارادات

يوسف كريم حسن

2012 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بين فينة واخرى تطل علينا براسها ازمة سياسية وتلوح بالافق اخرى فيحتدم على اثرهما المشهد السياسي العراقي ويصاب بالخلل والارباك ويدخل منطقة السخونة الشديدة والحمى المخيفة التي تنذر بالهلع وقض المضاجع وبعدها يبدأ مسلسل التراشق الاعلامي والتطاول الكلامي بين الاطراف المتنازعه وبمختلف وسائل الاعلام المرئية منها وغير المرئية فنصبح لانسمع من هولاء المتخاصمين الا الجعجعة الهوجاء والتصريحات الناريه التي توزم الوضع وتورقه بل تشنجه ومن غير المستبعد ان توصله الى طريق مسدود وتعود به وبنا الى المربعات الاولى الحالكة الظلام والقاتمة السواد وبعدها يتحول الاختلاف الطبيعي الى خلاف حاد ومستعصي ومنتج لازمه سياسية قد تهلهل البيت الداخلي وتقوض مرتكزاته الهشة والغير موماسسة او مكتملة البناء.
فمنذ العام 2003 وعلى مدار تسع اعوام متصرمة لايكاد يمر عام الا ونكون على موعد مع ازمة جديدة قديمة في ان واحد تفتعلها او تفجرها هذه الكتلة او تلك بقصد او بغير قصد فتعتاش على مالاتها اما حلها فتسارع له قوى سياسية تمتلك حضور سياسي يفوق حضوضها الانتخابي (والفرق بين المعنين كبير كما في ادبيات علم السياسة) يوهلها للعب دور الوسيط وحلحلة الامور واعادتها الى مسارها الصحيح وسلوكها جادة الصواب عن طريق مبادرة يطلقها هذا الطرف وذاك ويدعوا لها الاطراف الاخرى .
لكن مايوخذ على هذه المبادرة او تلك المبادرات من انها ظرفية وعمرها اقصر من القصير وهي بمثابة جرعة ومسكن سياسي قبل كل شي ينتهي مفعوله بعد انتهاء الازمة اوبالاحرى ترحيلها لان الحلول دوما تاتي ترقيعية وليست جذرية وهذه من الازمات المتلاحقة من الخطا الفادح ان نسميها ازمات متكررة بل متجذرة وهذا نابع من ازمة الثقة المتبادلة التي تعيشها الكتل السياسي فيما بينها قبل كل شي وعدم الاطمئنان الى شريكها والركون الى صداقتها .
فلو اجرينا عملية مسحة سريعة ومتسرعة على المرحلة التي رافقت و اعقبت الانتخابات البرلمانية الاخيرة سنجد ان الازمات كان لها الحظ الاوفر والنصيب الاكبر من الوقت ابتداء من ازمة الاجتثات التي عصفت بالكثير وابعدتهم عن المشاركة مرورا بالازمة الدستورية حول تفسير المادة (76) التي تتحدث عن الكتلة الاكبر وعملية تشكيل الحكومة وصولا الى الازمة الحاليةو المتعلقة باصدار مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية وفق المادة (4) ارهاب ,بالمقابل كانت هنالك مبادرات حاولت وتحاول مرارا وتكرار تطويق هذه الازمات ابتداءا من مشروع الطاولة المستديرة الذي دعا اليه السيد عمارالحكيم واتفاقية اربيل وميثاق الشرف الوطني الذي تبناه السيد مقتدى الصدر والان نحن على موعد مع موتمر وطني عام نادى به السيد جلال طالباني.
فالسوال هو هل ياترى ان هذه المبادرة او الموتمر قادرة على اخراج العملية السياسية من عنق الزجاجة وايصالها الى مرفى وشاطى الامان ؟؟؟
ان هذه المبادرة او لنقل المبادرات بمختلف مشاربها وماربها تصبح في عداد الامور المحكوم على نتائجها سلفا بانها غير مجدية مالم تحل المشاكل بعد تشخيصها وتصلح الخلل وتضع اليد على مكامنه وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ بنود ونقاط أي اتفاقية تعقد وبخلاف هذا فانها تبقى حبرا على ورق وغير ملزمة ومجاملات على حساب المواطن وبمثابة ضوء اخضر تمكن الكتل من التحلل والتنصل من التزامتها في حال شعرت ان مصالحها ستكون قاب قوسين او ادنى من منطقة التهديد والخطر.
المطلوب اليوم هو تفعيل بنود المبادرات السابقة وليس الاتيان بمبادرات جديدة تزيد الطين بلة وهذا يتحقق بوجود ارادة صلبة وتصميم حقيقي لدى القوى السياسية جميعها وبلا استثناء فكفى مبادرات ونعم للارادات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة