الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات منسية من تاريخ الشعب العربي الاهوازي القصة الكاملة لشهداء معركة مشداخ

جابر احمد

2004 / 12 / 31
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


حسب اعتقادي لم يظلم احد في تاريخ نضالنا السياسي بقدر ما ظلم شهداء شعبنا العربي الاهوازي ورواده الأوائل، فقد نستنا شدة الإحداث وتلاحق ألازمات مجموعة من أبطال هذا الشعب الذين قدموا أرواحهم فداء لحرية شعبهم ومرضاة لنيل حقوقه القومية وكنت أتوقع من جميع الفصائل والقوى الوطنية والديمقراطية الاهوازي إن تزين صفحات مواقع انترنيتها ووسائل أعلامها بصور هؤلاء الإبطال لكي تبقى ذكراهم خالدة خلود النضال الوطني الاهوازي ، لذلك رأيت لزاما علي إن أبادر إلى إحياء ذكرى بعض من هؤلاء الشهداء خاصة ونحن نعيش في قمة الثورة الإعلامية بحيث لا تستطيع أي قوة إن تمنع وصول الخبر إلى متناول القاري مهما تفننت ومهما عملت، و إن الشهداء اللذين سوف أتناولهم في هذه المقالة هم شهداء أعزاء على قلبي وعلى قلوب جماهير شعبنا ، منهم من عاشرتهم أيام صباي ومنهم من تعرفت عليهم عبر مسيرة النضال ورغم أنهم رحلوا عن هذه الدنيا بكل ما يملكون من آمال وأمنيات، إلا أنهم باستشهادهم فتحوا الأبواب مشرعة لنضال شعبنا ، ومنذ استشهادهم وحتى هذا اليوم وشعبنا ومنا ضلينا الأحرار ا يوصلون العمل بكل قوة اقتدار ، مصممين على نيل حقوقهم المشروعة بما فيها حقهم في تقرير مصيرهم بنفسهم رغم قوة عدوهم وقوة أدوات البطش الذي يمتلكها.
ولعل من بين كوكبة هؤلاء الشهداء، شهداء معركة مشداخ الإبطال، الذين اعدموا في مدينة الخفاجية صبيحة 31 تموز من عام 1972 بعد أسرهم من قبل قواي الأمن وحرس الحدود في عهد الشاه، وكيف خططوا لعملهم العسكري لمجابهة النظام الشاهنشاهي البغيض ؟ وكيف استشهدوا ؟.
كان قائد هذه المجموعة هو الشهيد البطل حميد رحمة الموسوي المعروف بفهد، هذا البطل الذي انخرط في العمل السياسي في ريعان شبابه، وكان له دور بارز في إيجاد أول الخلايا التنظيمية في مدينة الأهواز وتحديدا في حي رفيش وحي لشكرباد الفقيرين، ورغم انه لا يمتلك مستوى تعلمي راقي لكنه كان يمتلك حب الوطن وعزيمة الإصرار وكان يردد دائما وهو ماسك بإحدى قبضته تراب الاهواز وفي القبضة ألأخرى الرصاص وهو يردد إمام رفاقه من اجل هذا( التراب ) أموت بهذا ( الرصاص )، وبما انه عاصر نكسة حزيران وهزيمة عام 67 فقد تأثر إلى حد كبير بأفكار الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح التي انتهجته هذه الثورة وكان رحمة الله عليه قارئ جيد للتاريخ الثوري العالمي متأثرا إلى حد كبير بالثورة الكوبية وبثوار التوباماروس وبالثورة الفيتنامية، شانه شأن الغالبية العظمى من الشباب الثوريين آنذاك، اللذين تأثروا بنظريات الكفاح المسلح، كما كان انه على دراية كاملة بخصائص شعبه وبطوبغرافية المنطقة بحيث يستطيع الانتقال من منطقة إلى منطقة في ظل الظلام الدامس مهتديا بالنجوم وخبير في المناطق الاهوازية بجبالها وسهولها واهوارها ، وقد دفعه إيمانه بقضيته وعدالتها إلى تكوين مجموعات مسلحة لمجابهة أعدائه ورغم إنني لا أحبذ استخدام العنف ، إلا إنني لا ألومه على الخط الذي انتهجه لنفسه وليس إمامي إلا إن أقف إمام هذا المناضل وقفة إجلال وإكبار وأنني بتطرقي إلى قصة هذه المجموعة من شهداء شعبنا لا ادعي إلى ممارسة العنف أو التحريض عليه وإنما أشير إلى حقبة تاريخية من نضال شعبنا ، كذلك إلى تضحيات هؤلاء الإبطال في سبيل الحرية وحق تقرير المصير لان أساليب نضال شعبنا العربي في الأهواز – عربستان وخلال العقود الثلاث المنصرمة قد تغيرت إلى حد كبير.
كانت المجموعة التي يقوده الشهيد حميد رحمة الموسوي " فهد " مكونة من ثمانية أشخاص كلهم ينتمون إلى اسر عمالية وفلا حية، معدمة وهؤلاء الشهداء هم:
1 -الشهيد حميد رحمة " سيد فهد " قائد المجموعة. من مدينة الاهواز – رفيش .
2- الشهيد منصور حسين ألكعبي " بطوش ".، الشوش . الدبات
3- الشهيد حميد شنيشل الطرفي " يوسف زويد" مدينة الأهواز لشكرباد.
4 – الشهيد عبد الواحد عبيد الساري، ريف البسيتين
5 - الشهيد صادق ألعيبي " داوود " عبدان.
6- الشهيد عبد الرزاق " عمار ياسر ” من مدينة المحمرة.
7 - الشهيد سيد فاخر السيد برهان ألفاضلي قرية السادة الجعاولة الدز.
8 - الشهيد محمد فريح ألكعبي الشوش – قرية الدبات
وقد اتفق هؤلاء الشهداء في اواخر شهر حزيران من 1972 على توفير بعض المستلمات الضرورية التي تمكنهم من خوض النضال العسكري ضد نظام الشاه المقبور، انطلاقا من الريف الاهوازي كانت خطتهم مبنية على إيجاد قواعد عسكرية في بعض الجبال والكثبان الرملية، وكذلك في الأحراش والغابات المنتشرة على ضفاف نهري الدز والكرخة ، وقد استلزم تنفيذ فكرتهم من الحيز النظري إلى الفعل العملي بإيجاد قواعد ثابتة في أكثر من منطقة من المناطق الشمالية واعتماد مبدأ الحركة السريع في حروب الأنصار منطلقين من المقولة القائلة اضرب واهرب ، وكانوا ينون أيضا ومن خلال هذه القواعد الاتصال بالريف الاهوازي وكذلك المدينة للقيام بتقوية ارتباطاتهم التنظيمية وتعبئة المواطنين ، وتكون هذه القواعد منطلق للارتباط بالخارج أيضا، وكانوا يعتقدون انه ممكن حماية هذه القواعد والاحتماء بها لما يقدمه لهم عناصر تنظيمهم المتواجدين في الريف والمدينة مما تكفل لهم الإقامة في هذه القواعد والاستمرار في القيام بعمليات عسكرية منتقاة يحددونه سلفا ، كما إن عملياتهم لن تكون محصورة في المناطق الشمالية وإنما في حال نجاحها يمكن تكرارها في مناطق الجنوب ، وحسب المعلومات المتوفرة لدى كاتب هذه المقالة ، والكتيبات والبيانات التي أصدرتها الجبهة الشعبية لتحرير الأهواز – عربستان - أنهم غادروا الأراضي العراقية في مساء 21 | 6| 1972 مجتازين الكثبان الرملية نحو الجبال والمنحدرات الواقعة في وسط عربستان .
إن تجربة هؤلاء الإخوة في حرب العصابات تشبه إلى حد كبير تجربة بعض التنظيمات العربية والإيرانية التي اعتمدت على الكفاح المسلح ، فقد تصورهم عن ممارسة حرب العصابات من الناحية يختلف عليه عنا هو بالفعل، فبعض من الشهداء لم يعتادوا صعوبة حياة البراري، ولا حرارة الطقس، مما أوجد خلل لدى المجموعة ولعل أولى الصعاب التي واجهوها هو عدم تمكنهم من إيجاد تلك القواعد التي كان من المفترض إن يقيموها، كما واجهوا صعوبات في إقامة اتصالات مع القرويين، كما أنهم عجزوا من الاتصال بالمدينة والاحتماء بتنظيماتهم المتواجدة هناك، كما كان لديهم كميات من السلاح والمواد التموينية محملة على ظهر الخيول إعاقة حركتهم من جهة وجعلتهم عرضة للكشف من قبل الدوريات الإيرانية التي كانت تراقب المنطقة من الأرض والجو من جهة أخرى الأمر الذي مكن النظام الإيراني من كشفهم وتتبع إثرهم وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لإلقاء القبض عليهم أو قتلهم.
وبالفعل فقد وقع أول اشتباك مع المجموعة في منطقة تسمى " دكة البقعة " وقاد استمر هذا الاشتباك لمدة أربعة ساعات تمكنت المجموعة من إلحاق بعض الخسائر البشرية بالدرك الإيراني، معتمدة على مبدأ الحركة السريع، إلا ن السلطات الإيرانية زادت من كمائنها في المنطقة وفي ألاماكن الهامة التي قد توفر ملجأ أمنا للمجموعة، وفي ظل عدم توازن القوى فقد قتل احد أفراد المجموعة بعد إصابته بنيران الأعداء وفي المواجهات التالية استشهد ثلاثة من أعضاء المجموعة واحكم الطوق على البقية الباقية، بالقرب من جبل مشداخ فأنهكهم العطش والجوع وبعد نفاذ ذخيرتهم تم إلقاء القبض عليهم ومن ثم زجهم في السجن حيث ذاقوا اشد أنواع العذاب علي يد جهاز الأمن الإيراني المعروف آنذاك بالسافاك .
لم تحض المجموعة بمحاكمة عادلة وإنما شكلت لهم محاكم ميدانية عسكرية وهي محاكم غير قانونية، وبسرعة أصدرت المحكمة العسكرية حكمها عليهم في الإعدام حيث نفذ هذا الحكم في مدينة الخفاجية في 31 تموز من عام 1972 وقد امتنعت السلطات الإيرانية من تسليم جثث الشهداء إلى دويهم كما أنهم دفنوا سرا أيضا.
ومما يزيد العجب عندما طالب ذوي الشهداء بعد انتصار الثورة الإيرانية بتشكيل لجنة تحقيق للتعرف على كيفية إعدام هذه المجموعة أو الاهتداء إلى قبورهم وتسمية شوارع مدينة الأهواز بأسمائهم رفض هذا الطلب بشدة من قبل المسئولين وبقيت قبور شهداءنا مجهولة حتى يومنا هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس