الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يعقل أن صدام وعصابته أبرياء .. ؟؟
حمزة الشمخي
2004 / 12 / 31اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بعد أن سقط النظام الدموي في التاسع من نيسان عام 2003 ، وبدأت عملية مطاردة كبارأزلام النظام وإعتقال الكثير من المطلوبين منهم، لارتكابهم جرائم ضد الشعب العراقي والجيران ، وفي هذا الاثناء تم تسفير مهرج الحرب, وزير الاعلام في زمن الدكتاتورية, محمد سعيد الصحاف الى خارج العراق باعتباره ليس من ضمن قائمة المطلوبين للعدالة !! ، وهو القيادي البعثي الذي ساهم في سياسة الحزب والنظام وجرائمه وحروبه منذ أكثر من أربعين عاما ، وبعد ذلك بفترة تم إطلاق سراح القيادي البعثي الاخر، والذي لا يقل أهمية عن الصحاف في رسم السياسة والقرار والتنفيذ في زمن نظام حكم العصابة، وهو سعدون حمادي والذي تم تسفيره أيضا الى خارج العراق وبشكل طبيعي .
واليوم يطل علينا محامي طارق عزيز ، ويطالب باطلاق سراح موكله فورا بسبب عدم كفاية الأدلة والتهم الموجهة إليه ، وهناك من يقول بأن علي حسن المجيد بريئا عن الاتهامات الموجهة اليه أيضا!!، وإنه تعرض للتعذيب إثناء إستجوابه ونتيجة ذلك أدلى ببعض المعلومات الغير مؤكدة لادانته ، أما برزان التكريتي فقد قال لوزير حقوق الانسان العراقي في أحدى زياراته لهم في أحد السجون، بأنني ليس مع صدام وأنا كنت في المعارضة فلماذا أبقى في السجن؟ ، ويقال أن بعد التحقيق مع وزير الدفاع سلطان هاشم أحمد تبين إنه غير متورط بشكل مباشر في بعض الجرائم ويمكن أن تكون عقوبته عادية وأقل من الآخرين كثيرا ، أما عبد حمود ومحمد حمزة الزبيدي وعزيز النومان ووطبان والجزراوي .. وغيرهم من أعضاء العصابة الصدامية فالتحقيقات جارية معهم .. ولا نعرف ماذا تخبئ لنا تطورات الأيام والمفاجآة حول إمكانية براءتهم وعدم مسؤوليتهم!! عن كل ما حدث في العراق خلال فترة حكمهم الأسود .
أما رأس العصابة صدام، هذا القاتل منذ صباه ، حيث إغتال سعدون التكريتي في مدينة تكريت في بداية حياته الاجرامية ، والذي قدمه خاله خير الله طلفاح، بعد ذلك الى قيادة حزب البعث حينذاك، باعتباره شقي، ومستعد أن يقوم بأي عمل إجرامي، وهذا ما ينسجم تماما مع سياسات وتوجهات هذا الحزب الفاشي، والذي قتل صدام بعد ذلك أغلب قياداته من أجل الانفراد بالسلطة لوحده، وهذا ماتحقق بالفعل، ونفسه هذا صدام، الذي ظهر في اللقاء الأول أمام القاضي العراقي بعد إعتقاله ، بمظهرالمدافع عن العراق وشرف العراقيات عندما غزا الكويت كما يدعي، وأن كل ما قام به خلال سنوات حكمه، هو من أجل كرامة وعزة العراق والعراقيين والعروبة وفلسطين!!.
وأن هناك الكثير من المرتزقة ، من يبرر جرائم صدام وحروبه ، ويقف موقف المدافع عنه ، بل والأكثر من هذا، يعتبر حتى المقابر الجماعية إكذوبة ، وأن أصحابها من البعثيين الذين قتلوا في إنتفاضة آذار 1991 ، ويطالب هؤلاء الأنذال، القضاء العراقي ، أن يعامل صدام كرئيس دولة ويجب أن يتمتع بالحصانة ، وأن كل ممارساته وأعماله الأجرامية هي تأتي في سياق مهماته ومسؤولياته كرئيس ومن حقه ( الدفاع ) عن شعبه ووطنه بكل الأساليب والوسائل، حتى لو تطلب الأمر قتل الكثير من العراقيين!!
نريد أن نسأل هؤلاء المرتزقة ، ونقول لهم هل أن صدام وعصابته أبرياء ؟؟ والمتهمون اليوم هم ضحايا النظام ومتضرريه، وهذا هو مفهومكم وتصوركم للنظام المنهار، بحيث يصبح الجلاد برئ والضحية متهم، آلا تخجلوا بعد كل الذي شاهدتموه وسمعتموه عن أفعال النظام وجرائمه .
ونقول لهم أيضا، أن لكل واحد من هؤلاء أعضاء العصابة، دوره في رسم السياسات ومتابعة تنفيذها، وتوجيه القرارات، وإصدار الأوامر في حالات الاعتقال والتعذيب والاعدام وشن الحروب الداخلية وعلى الجيران ... الخ ، وإن إختلفت الأدوار والمسؤوليات والمهمات ، فيبقى الجميع يشكل، قوة المنظمة الاجرامية التي كانت تسمى حزب البعث .
ونريد أن نسأل أيضا، كل من يريد أن يبرأ صدام وزمرته .. هل يعقل أن كل الذي حدث للعراق وشعبه وجيرانه لا تتحمله الدكتاتورية وأركانها؟؟ ، وبالتالي هم أبرياء من أعنف مرحلة دموية مر بها العراق ، والتي قتلت الانسان ودمرت الاقتصاد ولوثت البيئة ، وتركت تركة ثقيلة ، لا يمكن معالجتها وتجاوزها في المستقبل القريب ، لان الجريمة كانت كبيرة وآثارها المأساوية أكبر .
فكل واحد، من هؤلاء العصابة متهم ، وأدلة جرائمه ثابتة ولا يمكن إلغاءها بتسوية معينة .. كالمصالحة الوطنية مع القتلة كما يحلو للبعض، أو بتأثير أو بقرار( داخلي أو دولي) مهما كانت قوته لا ينفع .
لأن أصحاب الحق أقوى ... وصوت الضحايا أعلى... ولا يمكن تجاوزهما أبدا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر