الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الى اليسار المغربي: مسؤوليتنا جماعية في تحصين حركة 20 فبراير وتطويرها

المناضل-ة

2012 / 1 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


وعيا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على اليسار المغربي بكافة تشكيلاته، في هذه اللحظة التاريخية حيث تطورت حركة نضال مضطهدي (ات) شعبنا ضد الاستبداد ، يتقدم تيار المناضل ة بهذا النداء إلى القوى اليسارية لتحمل المسؤولية الجماعية في تحصين حركة 20 فبراير و تطويرها، بتجاوز كافة صنوف العصبوية و الممارسات اللاديمقراطية التي طبعت تجارب نضالية سابقة .





نقصد باليسار المغربي القوى المعارضة، بهذه الدرجة او تلك، للخيارات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية المفروضة على شعبنا، و التي لم تتحمل يوما مسؤولية تنفيذ تلك الخيارات بحكومة الواجهة.

نخاطب إذن، من جهة، قوى اليسار الثوري، المقتنع أن قطيعة تامة مع النظام الرأسمالي التابع القائم بالمغرب بجميع أبعاده، كفيلة دون غيرها بتحقيق تطلعات الكادحين إلى الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. و يندرج في هذا المضمار، بشكل رئيس، كل القوى و المجموعات المتحدرة من الحركة الماركسية اللينينية، و ما وازاها على الساحة الجامعية من مكونات التيار القاعدي.

و من جهة أخرى، نخاطب قوى اليسار الإصلاحي المؤمن بإمكان التوصل عبر مراكمة إصلاحات إلى صيغة دمقرطة للنظام، و إلى إضفاء صبغة اجتماعية على الخيارات الرأسمالية القائمة، أي نوع من الاشتراكية- الديمقراطية، كما ُعرفت تاريخيا في البلدان الامبريالية، مع خصوصية مغربية متمثلة في تحدر هذا اليسار من حركة تحرر وطني و ليس من حزب عمالي.

هذه القوى المتنوعة لها اليوم دور في الدينامية النضالية التي يشهدها بلدنا منذ انطلاق حركة 20 فبراير. و عليها النهوض، إلى جانب الشباب حديث التسيس في سياق السيرورة الثورية بالمنطقة المغاربية و العربية، بمهمة مواصلة النضال داخل حركة 20 فبراير.

لا شك ان نضال حركة 20 فبراير مكسب تاريخي لكادحي المغرب، و كل القوى التواقة الى التغيير. فهي حركة جماهيرية مكافحة بالميدان، تجاوزت أساليب الاستجداء التي أدمنتها المعارضة التاريخية (الاتحاد الاشتراكي و الاستقلال و التقدم الاشتراكية) بلا جدوى، و هي حركة تسير على طريق نضال ديمقراطي فعلي، بمعناه الجماهيري، علاوة على حملها مطالب اجتماعية في تناقض مع الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية المفروضة بالاستبداد.

إن من أهم دروس الاشهر العشرة الماضية أن التعبئة الشعبية وحدها أجبرت النظام على تقديم تنازلات، فحتى التنقيح الشكلي للدستور استجداه الحالمون به عقودا من الزمن، كما أن التنازلات المادية لم يسبق ان كانت بذلك الحجم في حيز زمني قصير [رفع أجور العمال و الموظفين و ضخ أموال في صندوق دعم بعض المواد الأساسية، تشغيل الشباب، ...]

بهذا المعنى يتاح للمناضلين من اجل الديمقراطية و الحقوق الاجتماعية، أيا كانت رؤيتهم الإستراتيجية، إمكان بناء حركة نضال شعبي ذات قدرة على بلوغ أهدافها. إنها فرصة تاريخية تتاح لليسار المغربي ليؤكد جدارته في قيادة نضال الشعب المغربي للتحرر من التبعية والاستبداد. لقد عاش اليسار عقودا من الزمن، مطبوعة بالقمع و التصفية الجسدية، في شبه عزلة عن أوسع الجماهير الشعبية، ما افقد كل الاستراتيجيات إمكان الاستناد على قاعدة اجتماعية فاعلة. و اليوم، ومنذ انطلاق حركة 20فبراير وما ايقظت من موجة احتجاج شعبي، يمكن لليسار ان يخرج من مآزقه التاريخية، ببناء حركة نضال جماهيري قوية.

يفرض الحرص على استمرار حركة 20 فبراير و تطورها التنبيه الى ارث سلبي لدى اليسار المغربي سبق أن فوت فرص بناء حركة نضال شعبي حقيقية. و أول ما تجدر الإشارة إليه، على سبيل المثال، تجربة حركة تنسيقيات مناهضة الغلاء. فبعد أن برهنت تلك الحركة عن إمكانات تطور حقيقية، لاسيما ببعض المناطق، بمقدمتها مدينة بوعرفة، كان سعي قوى من اليسار المغربي إلى التحكم الفوقي في الحركة، سببا ضمن أسباب أخرى عجلت توقف تلك التجربة. كما أن تجارب نضالية أخرى عانت من تواجد قوى يسارية جنبا الى جنب و أظهرت صعوبة التعايش المثمر و تنظيم الخلاف بما ينفع حركة النضال العمالي و الشعبي.

إن تعدد القوى الفاعلة في حركة جماهيرية هو من طبيعة تلك الحركة، وما من حل لتأمين استمرار الحركة ونموها، سوى التدبير الديمقراطي للخلاف، و ممارسة أوسع ديمقراطية، و احترام حق غير المنتمين سياسيا في التعبير و المشاركة في بناء الحركة. و للأسف ليس لليسار المغربي رصيد كاف من التقاليد الديمقراطية في تسيير النضالات و الثقة في مبادرة الجماهير الشعبية.

إن الأهداف العامة التي انطلقت من اجلها حركة 20 فبراير كفيلة بجمع المعارضين للاستبداد و الظلم الاجتماعي في نضال مشترك، يحتفظ فيه كل طرف باستقلاله وبحرية إبداء الرأي في مسار الحركة، و احترام حق غير المنتمين سياسيا في التعبير و المشاركة.

ليس الاتفاق التام، الجامع المانع، على اهداف دقيقة لحركة النضال الشعبي المتمثلة في 20 فبراير شرطا لتعاون قوى اليسار المغربي في بنائها. و ليس السقوط في سجالات سقف المطالب سوى عقبة مفتعلة ستدمر الحركة، فالمطالب خاضعة في نهاية المطاف لدينامية الحركة وتعززها في خضم النضال. فحتى مطلب الملكية البرلمانية، مثلا، المثير للجدل بين قوى اليسار مستحيل دون حركة جماهيرية بالغة القوة و الكفاحية.

بينت عشرة اشهر من كفاح حركة 20 فبراير أن ميزان القوى ما زال في صالح النظام رغم بعض التململ ، و أن وعي للطبقات الكادحة السياسي بسيط، ما يجعل واجب اليسار هو المساهمة في تنظيم الجماهير حول مطالبها المباشرة النابعة من حاجيات الشعب المقهور، لترقى بالتجربة النضالية، من الجزئي و المحلي الى الشمولي و الوطني، أي الى السياسي.

إن من واجبات اليسار اليوم أن يجعل من وجوده بمختلف واجهات النضال الطلابي و النقابي و في الحركة الحقوقية و في حركة النضال ضد البطالة رافعة للنضال بما يعزز حركة 20 فبراير كما و نوعا. فلا وجود لليسار خارج النضال الشعبي، و التقاطب اليوم يجب أن يكون: من مع الاستبداد السياسي و الاقتصادي و من ضده؟ على اليسار أن يبلور رؤاه في اكثر المطالب قدرة على التعبئة و التوحيد ، و يترك للشعب حرية الحكم على سدادة مواقفه.

فلنجعل من هذه اللحظة التاريخية فرصة لانطلاقة جديدة لحركة 20 فبراير، مستفيدين من إخفاقات و الأشهر الماضية ونجاحاتها، موجهين سهام نقدنا و نضالنا إلى الاستبداد بكل أنواعه، و إلى الامبريالية، من أجل سيادة وطنية و شعبية كاملة.

• تقتضي المسؤولية الجماعية تحصين مكسب حركة 20 فبراير وتطويره

• تقتضي المسؤولية الجماعية قيام علاقات نضال مشترك سليمة بين القوى المكونة لحركة 20 فبراير

• تقتضي المسؤولية تغليب مصلحة تقدم الحركة بالتدبير الصحي للخلافات، و باعتماد الديمقراطية، أوسع ديمقراطية، و المزيد من الانغراس في الأعماق الشعبية، و بلورة هذا الانغراس في تنظيمات ذاتية.

• تقتضي المسؤولية اضطلاع النقابيين اليساريين بسياسة مستقلة عن البيروقراطية المتعاونة مع النظام بقصد انخراط فعال للطبقة العاملة في الدينامية النضالية الجارية ، بصفتها الطبقة الاقدر على تغيير ميزان القوى.

تيار المناضل-ة

فاتح يناير 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القلق والترقب يهيمنان على الفرنسيين خشية وصول اليمين المتطرف


.. الأحزاب اليسارية في فرنسا تتوحد لمواجهة صعود اليمين المتطرف




.. فرنسا...اليمين المتطرف في الصدارة | #غرفة_الأخبار


.. الشرطة الإسرائيلية تصد متظاهرين يطالبون الحكومة بعودة المحتج




.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ