الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمنيات في العام الجديد

أمير الحلو

2012 / 1 / 5
كتابات ساخرة



في البلدان (المظلومة) يلجأ الناس الى ترديد عبارة (عيد بأية حال عدت يا عيد)؟ للتعبير عن فقدانهم لكل المبررات التي تدعوهم للاحتفال بالعيد، أي عيد، نظراً لاوضاعهم التي لا تبشّر بأي خير يتمناه الأنسان في الاعياد، ويظهر أن الشعب العراقي قد ألتحق بقائمة (المظلومين) الذين يرفضون العيد وما يحمله معه من محاولات (التخدير) وتجميل وجه المسببين بتعاسته والجور الواقع عليه.
لست من الصنف الذي يحتفل بالأعياد ولم ألبس الملابس الجديدة في طفولتي وصباي، ولم أشارك بأية دعوة (عيدية) منذ سنوات طويلة، لأني لم أجد (بارقة أمل) أنتظرها وأطلبها من العيد وأسباب الاحتفال به، ولا يعني أنني يائس أو متشائم، بل أكره المظاهر الخادعة التي تحاول تجاوز الواقع والاعتماد على (التمني)، وذلك يلاحظ من (خفوت) مظاهر الاحتفال بالاعياد عندنا لأنه لا يوجد ما يفرح الناس أو يعطيها الأمل في مستقبل أفضل، ولا أزعم أنني رأيت أي مظهر من مظاهر الاحتفالات في بغداد كما لم يعرض عبر الاعلام أي احتفال في المحافظات بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، وهي مناسبة (شئنا أو أبينا) نعتمد عليها في تثبيت التأريخ لأنها لا تتغير كالشهور العربية.
وحتى لا أكون ظالماً أقول أنني وبعد خرجت من بيتي المظلم بسبب انقطاع الكهرباء صباح ليلة العيد ولا أدري كيف حلقت ذقني أو فطرت ولكني ما أن وصلت الى طريق محمد القاسم السريع حتى وجدته يحتفل صباحاً بالسنة الجديدة عن طريق إضاءة جانبي الطريق بواسطة المصابيح الموضوعة على الاعمدة الحديدية على طول الشارع الطويل، فشكرت بقلبي ادارة الكهرباء التي أستطاعت تخطي الأزمة العائلية، عن طريق اسعاد الناس في الطرق الطويلة، وقد تذكرت وأنا أرى هذه الحالة مقطعاً من مسرحية للفنان السوري دريد لحّام، فقد أعتقلته الجهات الامنية (في المسرحية طبعاً) وخضع الى التعذيب الشديد ومنه وضع أسلاك الكهرباء على المناطق الحساسة في جسمه، فأذا به ينفجر ضاحكاً وسط الألم، فسألوه عن السبب قال أن قريتهم الريفية لم يصل اليها الكهرباء لحد الآن بينما وصل الكهرباء الى جسمه!
كما تذكرت وأنا أعبر أحد الشوارع الواقعة في منطقة جبال (هملايا) البغدادية مسرحية للفنان عادل أمام وهو يجيب المحقق أن اسم بلدته فيقول: قرية خربّتة وهي غير موجودة على الخارطة، فقد سألت العاملين على تبليط شارعين تقع بينهما تلك المنطقة (الجبلية) فأخبرني المهندسون بثقة عالية ان هذا الشارع غير موجود على الخارطة في مقاولتهم وبالتالي فليس هناك من يريد التطوع في تبليطه.
لا أريد ذكر المواقف السلبية في عامنا الجديد، ولكني أقولها (إن نفعت الذكرى) ومعي الملايين التي تتمنى أن تنعم كأكثر شعوب العالم بأبسط متطلبات الحياة اليومية من عمل وكهرباء وخدمات بلدية وأمن واستقرار.
لا أريد أتباع مقولة (والتمني رأس مال المفلس) ولكني أجد أن كل مقوّمات تصحيح المسار موجودة، فلماذا نضيف عامنا الجديد الى الاعوام (الكبيسة) أي الكابسة على أنفاس الشعب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر