الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميراثنا المعشوق بين الدموع

نصيف الناصري

2012 / 1 / 5
الادب والفن



الى آنّا الشفيعة


الشرارة الكبيرة للفردوس

أقف تحت الظل الهائل لصمتكِ وأفكر بإرث الموتى .
أشجار الصيف مضاءة بالمشاعل الزكية لما يتعجّل
العدم . الحاضر ينشد الخلاص من سجنه ، وأنتِ
تفرطين في لحظة غيابكِ اللاهبة . كل حجارة العالم
تمشط شعرها وتحلم بمعانقة الشرارة الكبيرة للفردوس .
لا وريث لنا في أيام غيابك التي يتحفز علينا فيها الرماد
وينابيعنا نضبت مذهولة تحت النصل النذري للشمس .
يدعونا الواجب الآن الى أن نرمم السقوف المتصدعة
لأحلامنا . الحبّ نجمة مريضة في رياح العالم .
لا كهرمان يحجز بيننا وبينكِ ، ولا زهور معادية .
اجرامنا في الهُيام بشفاعتكِ ، استنفد كل احتياطاته .
نتضامن في محنتنا ونحمل في الموازين أضحية متعددة
الى صخرة حبكّ الشافية .








مداخن صيفنا



تومض بروق يأسنا بين النجوم المترنحة لتماثل الساعات .
تخريب كبير لا يمكن اصلاحه في الحاجز الذي يفصلنا عن
الأمل . كل ما خلّفناه من آثار حيواتنا المذعورة ، بخار تغطّت
به الثكنات . يحاول البعض منّا ازاحة موته بأحلام معفَّرة ،
والبعض الآخر يفتح الأبواب ويرتطم بصخور السأم . ملامح
كثيرة للماضي دفنّاها بغضب تحت المصابيح الخالية من الرحمة .
يتنزه الألم الآن في عطشه الفظيع ، وينتصب راعداً في العبور
المغمغم للحظة . حياة بلا وميض تطير حشراتها في الفراغ ،
ونحن نتردّد في الاشارة الى ما يرسخ الظلمة في مداخن صيفنا .





العمى



نلقّح بين الأعشاب السود لشواطىء لحظتنا الفانية ، بيضة النشور
ونعود الى بستان العدم ، تتبعنا علامة فجورنا .
لا ارومة لنا مع الجميل والدائم ، وحظوظنا تنثر حبوبها
على القانون المتعفن في أعالي الشقاء .
معرفة بهيمية نتبجح بها في عقولنا الساكنة
ونحرق المراكب الجمالية في ضفاف المجتمع .
أبنيتنا في الاعصار الكامل للشروق
تخرّبها كمائننا لاخوتنا بين الخرائب المهجورة .
يأسنا من الوميض الشافي للأحلام
يشدّنا الى العمى ، وأصواتنا لا تهتدي الى
معجزات عرّافاتنا الشبحية . كلّ زنزانة أحطناها
بثمار نايات ، تُسجن فيها نجمة ويتهدم قفير نحل .
تفككات طويلة لأقفال أزمان تحتضر ،
أحرقت ضفائر الأشجار التي آمنّا تحت
أسرارها بالظلمة الساخرة لعقائدنا .




الرائحة العفنة للحياة



تسقط طيور عمياء بسبب الجفاف ، فوق أشجارنا الموبوءة
في الصيف . في دار العدالة قضاتنا لا يحنون رؤوسهم أمام
القذائف التي تطلقها مرايا الحلاّق ، تغفو في يقينهم أصوات
طوربيدات تعذب أولئك الذين اكتملوا في عفتهم تحت القبور .
نريد في الغيبوبة التي نقاسمها أهدابنا ، أن نمتلك الاغفاءة الندية
عند الضفاف . ترددات أحلامنا اليائسة تعزل الضياء عن الآبار ،
ونحن يصعب علينا تمضية مصاهرتنا للأعداء ، بين الأيام المنقادة
لثقلها المغزول على أبواب زمننا الهشّة . تطوافات محرومة من
نجوم السواحل ، نقضم فيها ثمار احساسنا بالخطر ، وفي داخل
كلّ منّا وسيلة أخيرة للتخلص من الرائحة العفنة للحياة . تدفئة
ايمان مجهول بحجارة تنغرس في ظلمة أرواحنا الهالكة .





بين الضفاف المحترسة



ثمار أعمالنا مائعة في ظلمة تهشماتنا المنحنية
على الحجارة في الأحلام .
والظلال الصلبة لشيخوختنا ، يهدهدها
العصف في النهايات .
كلّ الرغبات تتلاشى بحفاوة بين الضفاف
المحترسة لأغلالنا ،
وكل سنبلة انتظرنا ضوء قربانها ،
جثة شائخة تضايق النسيم
المكتئب للبركان . يتعيّن على
الضحية أن تجابه شناعة موتها ،
وتنصاع بحنوّ الى الطبائع المحمودة
للصخرة الواهبة قربانها الى
الديمومة . ثمة ما يعيننا على اصلاح
مراكب آلهتنا العطنة ،
ويدفع عنّا ظلمة هجرانها وصمتها
الذي يقذف حضائن موتنا .
الهواء في نداوة احتضاراتنا مشلول ،
ولا هناءات له في تراب
البشرية . والحجارة المغمضة تخيّم
بتعسفات وحشية على الطوفان
المدنس لتضرعاتنا المعزية نفسها
بخرائب محنتها المزحومة بالتفحمات .





قناديل السنة



محموماً في اللحظة المتريثة لرغبتكِ المحصودة في برق النعمة ،
أتسلق الشجرة العذبة لموتي . لا أريد من ينابيع الله المرصعة
بعناقيد الذهب المنتظمة ، إلاّ النسمة الهانئة لحبّكِ المضني تحت
قناديل السنة . أنتِ العقيق الالهي لميراثنا المعشوق بين الدموع ،
واعصار أهدابكِ الجميلة ، نكابده في ميزان تملكاتنا ، ونخضع له
في امتحاننا وسط شواطىء الغياب . نترقب مجيئكِ المتلألىء في
تعاقب البروق . تنثرين في تحالفاتك مع الديمومة على العالم ،
عنف الوردة والأريج الطفولي لنار النهار المنعشة .




بين أنقاض هزائم


أتفيأ في رحلاتي الطويلة صوب موتي ، ظلال أمراض كثيرة .
أريد الآن أن أهزّ جداول حياتي الناشفة
بصاعقة حبّ ، أحارب مع مرتزقة في بلد ما .
أيامي المغضّنة قناديل تصدعت ورقدت
موثقة بين دواليب خسارات فظيعة .
عشت حياتي كلها تحت شموس
مثقلة بالرغبات المتعذرة .
لا غبطة لي ، ولا مفتاح فجر أتلمس
في شواطئه حجارة موتي .
أزمان وحشية ترمدت شاخصة بين الظلمة الخفيضة ،
شربت فيها عصائر سموم ثقيلة وأضعت
بوصلة ايماني بين أنقاض هزائم
تتعذر مصاهرة الأصائل فيها .





الحجارة السوداء للعالم


يأملُ الحمقى في الراحة الأبدية بعد الموت
ويصعب عليهم تنقية اوكسجين حيواتهم
المنحطة من التضجرات في الليل والنهار .
مَن يبغي الراحة في عالم ما
عليه أن ينزع جلده المدبوغ بالكآبة البشرية .
معابد عظيمة تهدمت في الماضي
الذي يتعذر الخشوع لعجائبه المجهولة ،
وفي تنقيباتنا بين أطلالها المصابة
بسموم نباتات الفطر السامة
لم نعثر فيها إلاّ على نقائضنا الوهمية .
يلزمنا في سيرنا المتعجّل صوب الصيرورة
أن نحاذي الملموس والمحسوس .
المسافرون يتنفسون في النهاية
الحجارة السوداء للعالم .




ظلال الواقع



نضخّم في اللحظات التي تؤلمنا فيها حقيقة
موتنا ، الأفعال المسلية لحثالة الخالدين .
تربعنا على حجارة يأسنا القنّاصة
محاولة دؤوبة للانعتاق من الشرط الانساني .
ما يتعطّف لنا في الانحرافات الدائمة لنومنا
هي الغلالة المتقطعة لظلال الواقع .
حرثنا الكثير من الحقول المحمومة
في غرقنا تحت رماد الشمس المتعفنة .
لا بذرة صعدت في تنفساتها
ولا موجة قاومت العصف الراسخ
لسعينا الدائم في الخلاص من أوهامنا .






مرثية الى جان دمّو


مجروحاً في النسمة المتعجّلة ، يشرب جان دمو
من منهل ابيقوري ، والزمن يحيطه بمصدّات
كبيرة من أشجار البركان .
لا النجوم تتشظى فوق حقول عذابه
ولا الأشجار يهدمها الصيف في اعصاراته .
ينتصب ماضيه المجدور في باطن النهار
وروحه مليئة بندوب يتضّوع منها رماد
الحروب . انفجارات مدافع تصعد في ظلال
قيلولته وتحرمه الانصات الى تغريد العنادل
في الأحلام . يضطجع وحياته تهتزّ في أنفاق
يجذف فيها الأسياد القتلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-