الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة أردوغان في - قلابان-: مواقف ومحطات..

زوهات كوباني

2012 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



ارتكبت الدولة التركية مجزرة اخرى تضاف الى المجازر السابقة بحق الشعب الكردي. مجزرة جديدة تضاف الى رصيد حكومة اردوغان الدموية حدثت ليلة التاسع والعشرين من شهر كانون الاول في سنة 2011 في قرية "روبوسكي" في ولاية شرناخ، حيث راح ضحيتها 35 مواطنا كرديا بقصف جوي من قبل الطائرات الحربية التركية عن سابق تصميم وتخطيط، وكأنه ارادوا ان يقولوا للاكراد سنلقنكم دروس السنة الجديدة وسنجعل تاريخكم الذي تحلمونه وتفتخرون به، تاريخ المجازر والجيونوسايد والابادة الجماعية والثقافية والسياسية والاجتماعية.

هذه المجزرة ارتكبت عن سابق تخطيط وتصميم بعد اجتماع مجلس الامن القومي التركي في انقرة، كون الدولة التركية كانت تعرف وضع القرويين هناك، والذين كانوا وهذه ليست المرة الاولى يتحركون ذهاباً واياباً ما بين الجنوب والشمال على تلك الحدود لتامين لقمة العيش. حتى ان الثكنات العسكرية الموجودة على الحدود كانت تتعاطى معهم بعد اخذهم الكثير من الرشاوي. هؤلاء القرويون كان بعضهم من "حماة القرى"، الجيش المرتزق التي اسسته الدولة التركية من اجل محاربة الكردي البسيط لابن جلدته من ثوار حزب العمال الكردستاني. بهذه المجزرة الوحشية اعلنت الحكومة التركية للملئ علناً انها لم تعد تفرق بين الكردي سواء كان مرتزقا او وطنياً يعيش في ارضه ويعتمد على جهوده لتامين لقمة عيشه.

تركيا بهذه المجزرة اعترفت بانها فشلت في سياسة "حماة القرى" تجاه حركة الحرية الكردستانية، كما يقال في المثل الشعبي "انقلبت القبعة فظهرت القرعة" لان الاكراد لم يعد ينخدعون بالوعود الاردوغانية – الغولانية، وباتوا على قناعة تامة بان الاعداء الذين تقنعَوا بالصداقة يعملون من خلال هذه السياسات على ضرب الكرد بالكرد وذلك بتطبيق سياستهم القديمة – الجديدة " فرق تسد"، وان وعودهم ما هي الا زيف وخداع ونفاق من اجل من اجل ذر الرماد في العيون. ادراك اردوغان وحكومته لهذا الوضع الجديد اشعرهما بالخوف الشديد، لانه ادرك بانه فقد اقوى سلاح كان يستخدمه في مقاتلة حزب العمال الكردستاني، كل هذا دفعهم الى الخطة الاخيرة بارتكاب المجزرة دون ان يفرقوا بين كردي وكردي. بين سواء المقاتل و الوطني المخلصا او المرتزق والعنصر في "حماة القرى". وهذه كان برقية اردوغان التي ارسلها لتهنئة الكرد في راس السنة الجديدة.

لقد اعلن اروغان بارتكابه لهذه المجزرة الشنيعة سياسته واستراتيجيته تجاه الكرد في السنة الجديدة وهي الاستمرار في القتل والمجازر، ولكن الجانب الاخر هو وضع الحركة الكردية بشكل عام من خلال احزابها ومؤسساتها وناشطيها ومثقفيها واعلان موقفها العلني تجاه العدو والتخلص من السياسات المنفعية الضيقة والتي يجعل الكردي يتراوح بين الوطنية والعمالة ذهابا واياباً دون ان يضع خطوطا لثوابته القومية والوطنية في مسالة الصراع مع الاعداء.

عند النظر الى موقف الكرد من هذه المجزرة نرى ان البعض وكأنهم في نوم اهل الكهف لم يسمعوا بها، وكانها ارتكبت في بقعة اخرى ليست على وجه الارض، لا يهمهم ولا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، والبعض الاخر من "الكتاب والمثقفين" الكرد لم يعطوها الاهتمام المناسب بقدر ما يفعلون مع المجازر المرتكبة في دول وقارات بعيدة، رغم انه لا بد من الكتابة عن هذه المجازر ايضا لان أي جريمة ضد الانسانية يجب ادانتها، ولكن الاولى بهم ان يكتبوا على ما يٌرتكب بحق ابناء جلدتهم اولاً. وكأن هناك انفصاما للكردي عن واقع قومه ومجتمعه وهذه هي التراجيدية بعينها. والبعض الاخر من الاحزاب ابدوا مواقفا خجولة لرفع العتب دون تحديد موقف صريح واضح وصارم وكانهم يترجون من الجلاد ان يرحمهم. طبعا كان هناك من ابدى مواقفا تحظى بالتقدير والثناء وهو واجب قومي ووطني وانساني مشرف. اما حكومة اقليم كردستان فلم تقف بالحدة والصرامة التي وقفت تجاه عملية "جلي" العسكرية الانتقامية التي نفذتها قوات الدفاع الشعبي الكردستاني وقٌتل فيها العشرات من جنود الجيش التركي، حينها سارعت حكومة كردستان في ادانة العملية العسكرية ووصفها بالارهابية. كما وارسلت بسرعة البرق رئيس وزرائها السابق من لندن الى انقرة لتقديم التعازي للدولة التركية، ولكن لم تبدي هذه الحكومة موقفا مماثلا ضد الحكومة التركية تجاه المجزرة التي ارتكبتها مؤخرا بحق القرويين العزل والذين كانوا يعملون من اجل تامين لقمة العيش على هذه الحدود التي رسمها الاستعمار رغما عن ارادة الشعب الكردي، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات في العقول.

لذلك فلا بد من مساءلة اصحاب الضمير: اليس حري بنا ان نستنتج العبر والدروس من هذه المجزرة لنوحدة كلمتنا ونرص صفوفنا ونلم شملنا ونحقق وحدتنا تجاه الاعداء ومرتكبي المجازر بحق شعبنا الكردي الاعزل البريء؟ . الا تجبرنا تلك المجازر ان نقيَم سياساتنا ومواقفنا من جديد ونقوم بتقييَم صحيح جديد؟. الا تدفعنا هذه الجريمة الى تبيَان صفوفنا في معركة الوجود لكي نميٌز الجميل من القبيح والمناضل من المتاجر بالقضية؟.

الشعب الكردي سيقول كلمته في هذه المرحلة التاريخية ويعطي كل ذي حق حقه بعض الفصل بين التزييف والاخلاص، الصدق من الكذب، والخدمة من التطفل، والصديق من العدو، وسيلقي المثقف الكردي المخلص الشريف الضوء على كل هذه الحقائق ويزيل القناع عن وجه الخونة والعملاء والمزيفين وتجار القضية، هؤلاء الذين هم لطخة سوداء في جبين التاريخ.

زوهات كوباني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين