الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري

علي الشمري

2012 / 1 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


((ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري))
لكل حضارة ثقافتها التي تنتجها من خلال عملها وابداعها بغية تطوير المجتمع,وهي نتاج لتفكير سليم ومستمروأخذ المفيد من حضارات الشعوب الاخرى وتطويره والارتقاء به الى ما يواكب الزمن التي تعيشه تلك الحضارة.وثقافة كل حضارة يجب ان تنسلخ عن الجهل والتخلف وعن كل ما لا يتوافق مع العصر بعيدا عن تحكم موروثات الماضي السيئة فيها,ولا بد من وجدود فضاء للثقافة كي تنطلق فيه ألا وهو فضاء الحرية بكل معانيها ومدلولاتها الغير محدودة والغير مشروطة ,حرية الفكر الانساني الغير مقيدة او مشروطة بضوابط من أولي الامرأو الحاكم الحرية الغير مقيدة للفكر الانساني هي من تنتج ثقافة بعيدة عن التعصب بكل أشكاله,ثقافة التسامح والتعايش السلمي والمحبة وقبول الرأي الاخر والاصغاء له,عكس الثقافة الشمولية التي تجعل معتنقيها معزولين عن العالم وما يطوره من علوم مختلفة.
نحن من نستطيع ان نهيأ الاجواء للعقول أن تنشأ ونحن من نصع الغباء لانفسنا وللاخرين .
نحن الى الان لم نستطيع أن ننتصر على الطبيعة ونطوعها لخدمتنا ,بل باقون نعيش في طقسها الردئ المتقلب .ملابسنا الخارجية وان تكن رديئة لا يهم بقدر ما يتشبع به فكر مرتديهامن ردائة الافكار والطروحات السقيمة,نحن لم نبحث عن المظهر بقدر ما نبحث عن الفكر ,كونه هو الذي يستطيع ان يغير وليس المظهرالخارجي ,فالكثير من حثالات المجتمع وجهلته تراهم اليوم يرتدون من افخر ما أنتجته مصانع الدول الصناعية من ألبسة بفضل الثراء الذي حصلوا عليه من نهب الاموال العامة.
تركنا الحر القاتل والعواصف الترابية واليورانيوم المنضب والحلال والحرام بدون معالجات أنسانية بل ضفنا عليها التلوث الفكري كي لا يستطيع التمييز بين الصح والخطأ ,.افشينا فيما بيننا ثقافة التطاول على الاموال والممتلكات العامةوأرواح الاخرين ودمائهم واعتبرناها نوع من السطوة الرجولية والمقدرة.نحن الى الان لم نستطيع الوصول الى الطريق الصحيح كي نبتدأ المسير عليه لاننا لا زلنا لم نجرء على البدء بالتفكير.
أذن نحن من صنعنا الغباء ولا زلنا نشتر به,لم يكن ضعف فسيولوجي وانما هو خلل سيكولوجي نتاج عمليات أشاعة تجارة بيع وشراء الوهم والغيبيات.
اما كيف السبيل الى معالجته فذلك يتطلب أولا القضاء على مروجي بضاعة الوهم والغيبات والحد من تحركهم في الوسط الاجتماعي,.وهو فعلا ينتقل بالوراثة ويكتسب من الوالدين نتيجة للتعصب وعدم القبول بالاطلاع على أراء الاخرين .أما درجاته فيتم قياسها بحسب درجة وصول الشخص الى حدود الايمان التي عندها تتولد الرغبة في عدم معرفة الحقيقه.
وتصديق غير المعقول والبناء عليه .والتهور في ردود الافعال والانبهار من أشياء معقولة وواقعية هي أحدى سمات الغباء .
ويمكن نقله الى الاخرين رغم أختلاف الاجواء والارض أذا كانت هناك عوامل مساعدة ومشجعة على نشره ,والتعليم له دور أساسي في أشاعة الغباء وتنشأة العقول بشكل شامل في ان واحد ,بحسب ما يتم توجيه من قبل المسوؤل عن التعليم.فجماليات الصمت خيرا من الجدل العقيم وهو الذي ينقذ المجتمع ,من أحتدام النقاش الذي يدور حول نصوص مفروضة وليس مسموح النقاش خارجها ,نحن لا زلنا نعتقد باننا نستطيع الخلاص من الغباء ,وثمن الخلاص فادح التكاليف لاننا لم نكن على استعداد لقبول الحرية بعد.لم نستطيع التخلص من الغباء ونحن غير قادرين على التخلص من الخوف الذي هو مصدر الخرافة والجهل ,أذا هزمنا الخوف نصل الى بداية الحكمة التي من خلالها نستطيع ان نطور العقول بالاتجاه السليم.لا زلنا أغبياء لاننا نحرم ما يأتي من العقل والتجربة,الغباء لا يفارقنا طالما بقينا ابناء للدنيا ,ولا يلام من يحب أمه رغم كل عيوبها وسلبياتها.
وهل يمكن أن يصنع الغباء في لحظة معينة؟نعم يتولد عندما يتولى السفهاء والظلمة أمور البلاد في غفلة من الزمن تحت شعارات تحجم عقول الاخرين .وعندها يكون الغباء عام .ومجتمع غبي في لحظة تاريخية معينة عندما يرتضي أن يكون ولي أمره شلة من حثالات المجتمع تفرض الوصاية عليه وتتكلم باسمه زورا وبهتانا.
الغباء لم يكن يوما من المواهب ,ولكن يمكن تنميته من خلال مدارس متخصصة تنشأ لهذا الغرض .وأن أشقى الرعاة من شقيت به رعيته.
نعم هناك سقف زمني للغباء تحدده طول الفترة التي يتبلور فيها الوعي المجتمعي .وان للغباء أسرار مثلما للذكاء أسرار يتحكم بها أولي الامر.
الغباء يصبح ضروري للحياة عند الطغاة لاستغلال شعوبهم ,ويمكن أن يكون محفزا للتقدم والتطور اذا أستطعنا تشخيص ألياته ومسبباته والسبل الكفيلة بالخروج من دائرته شريطة أن نبتدأ بالتفكير.
أن عدم أحترام العلم والعلماء هو الغباء بعينه ودليل على أننا نرفض كل ما هو جديد ونتمسك بكل ما هو قديم ؟
من يستعجل النتائج ويريد القفز على الحقائق وحرق المراحل كلها مدلولات على الغباء
الذكاء عند الانسان مميز على جميع المخلوقات الاخرى ,والدليل على ذلك مقدرة الانسان على ترويض جميع أنواع الحيوانا ت والتعايش معها ,وترويض الطبيعة وتطويعها لخدمته ورفاهيته عندما يكون عقله هو من يسيره وليست عواطفه ,
نعم الحيوان لا يحسد ولا ينم ولا يغدر بأصحابه من جنسه ويدافع بأستبسال عن أطفاله ولا يتجاوز على حقوق الاخرين ,وهذه جميعا نجدها عند البشر الاسوياءالاذكياء وليس عند الجهلة الاغبياء ,
وفي الختام فأن الغباء والذكاء تؤثر فيه عوامل عدة منها القسط الاكبر وراثية والاصغر وبيئية هذا ما درسناه ,لكن الواقع المعاشي اليوم قد يقلب كل الموازين ,فربما تصبح العوامل البيئية أكثر من الوراثية بحسب نوع الحاكم ونوع فلسفته اتي يفرضها على المجتمع,,وهناك قول مأثور (من نصب نفسه أماما للناس فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ,وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه,ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبها)
ملاحظة/مقالتي هذه مستوحاة من فكر صديقي وأخي عبد الرضا حمد جاسم من مقال له بعنوان(الغباء)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم لابد من ذلك ايها الشمري
محمد الرديني ( 2012 / 1 / 6 - 05:49 )
اقتبس من مقالك هذه الفقرة لاحعلها برنامج لكل من يريد ان يخدم وطنه باخلاص
اما كيف السبيل الى معالجته فذلك يتطلب أولا القضاء على مروجي بضاعة الوهم والغيبات والحد من تحركهم في الوسط الاجتماعي,.وهو فعلا ينتقل بالوراثة ويكتسب من الوالدين نتيجة للتعصب وعدم القبول بالاطلاع على أراء الاخرين .أما درجاته فيتم قياسها بحسب درجة وصول الشخص الى حدود الايمان التي عندها تتولد الرغبة في عدم معرفة الحقيقه.
لو استطعنا تفصيل هذه الفقرة الى برنامج عمل لاصبح لدينا الكثير مما يجب عمله واول هدف هو القضاء على مروجي الوهم والغيبيات والتعصب المذهبي
ليكن اذن برنامج عمل من يريد ان يعمل في هذا الظرف بالذات
شكرا لك


2 - الكريم الشمري
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 1 / 6 - 07:02 )
تحيه وشكر
زادني شرفا ان مثل شحصكم الكريم يمر على ما اكتب ولو مرور وانا اعرف انكم تتوقفون وتقراؤن و لا تمرون فقط
استوقفني قولكم وتوقفت عنده حيث تقولون
التلوث الفكري
نعم ايها الدقيق في التشحيص انه اخطر انواع النلوث لسببين كما اعتقد الاول ان هناك الكثير من المتسببين به والمدافعين عن ذلك بشراسه
والثاني هناك الكثير من المشجعين على انتاجه ونشره
وربما شيء ثالث هو ضعف عمليات مكافحته وقلة الماشين في درب مكافحته
تحيه لكم وما تسطرون وتتمنون وتجاهدون


3 - التغير الجذري
حسين محيي الدين ( 2012 / 1 / 6 - 15:10 )
مقالة رائعة تصلح في ان تكون مدخل للتغير الجذري في عادات وطبائع افكارنا ومعتقداتنا لكني اشعر بأنك تتكلم بشيء من الرمزية التي لا مبرر لها . بائعوا الوهم هم رجال الدين ومن لف لفهم علينا ان نقف بوجه اشاعتهم للوهم وذلك بسن قوانين تعاقب من يشيع الوهم والجهل بين الناس . كثيرا ما يتكرر مفهوم علمائنا والحقيقة نحن ليس لدينا علماء بل لدينا متعلمين . اما وصف رجل الدين بالعالم فهذا شيء يعاكس الحقيقة . بل علينا ان نقرن اسمه في هذه المرحلة بالجاهل وعليه يكون كبير الجهال هو مرجع الجهل . وفي الختام انا اجد اننا بحاجة الى دين جديد فريش فلقد حمل الاسلام من الوهم ما لم يعد يطاق


4 - برامج وليس برنامج
علي الشمري ( 2012 / 1 / 6 - 18:36 )
العزيز محمد الرديني المحترم
مجتمعنا يحتاج الى برامج متنوعة وليس لبرنامج واحد لتصحيح جميع مساراته الحياتية والفكرية ,قلة ما نسمع بان هناك شعوب متحضرة ترتضي لوطنها أن يدمر ....,مقابل الحصول على الدولار أو لترضية أسياد دول الجوار,أما عندنا فأصبح مثل هذا الامر من الامور الطبيعية جدا .حيث( ثقافه بأخي ولا بي )
تقبل تحياتي


5 - برامج وليس برنامج
علي الشمري ( 2012 / 1 / 6 - 18:37 )
العزيز محمد الرديني المحترم
مجتمعنا يحتاج الى برامج متنوعة وليس لبرنامج واحد لتصحيح جميع مساراته الحياتية والفكرية ,قلة ما نسمع بان هناك شعوب متحضرة ترتضي لوطنها أن يدمر ....,مقابل الحصول على الدولار أو لترضية أسياد دول الجوار,أما عندنا فأصبح مثل هذا الامر من الامور الطبيعية جدا .حيث( ثقافه بأخي ولا بي )
تقبل تحياتي


6 - لا زلنا طلاب مبتدئين في مدرسة الدنيا
علي الشمري ( 2012 / 1 / 7 - 20:31 )
الاخ الفاضل عقبد الرضا حمد جاسم المحترم
الحياة مدرسة واسعة أبوابها ومشرعة بوجة كل من يريد ان يكتسب منها المعارف والعلوم,وموصدة حتى نوافذها بوجه الحمقى والاغبياء؟فهل يتعلم من يستبدل علم الوطن بالكفن؟؟؟؟؟؟وهل يوجد أغبى من يقتل نفسه تحت راية القدسيةويقتل المزيد من أبناء جنسه من اجل الوصول الى فردوس الاخر؟؟؟؟؟؟؟اي نعيم هذا وطريقه معبد
بدماء الابرياء؟؟؟؟
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟