الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدية

سميرة عباس التميمي

2012 / 1 / 6
الادب والفن


للهدية دِلالات روحية, هي اواصر محبة وصداقة بين المُهدى والمُهدي إليه وهي طريقة لإدخال الفرحة في قلوب محبينا والفرحة في انفسنا من هذا العمل الطيب. هي تعمل على زيادة هرمون السعادة في نفس الإنسان وتوجيه الذات نحو عمل الخير بمنحه طاقة إيجابية.
وقد اختلفت نوعية الهدايا, متبعة ًاذواق مختلفة , مناسبات عديدة واسعار متباينة. وهنا على الإنسان إمتلاك ذائقة فنية وحس مُرهف في إقتناء الهدية.
فإولى عناصر الهدية الجميلة هي دقة الصنع, فكلما كان الصنيع مُقارب للحقيقة, سر النظر ببديع صنعه وشكله.وتتداخل الألوان المتناسقة مع جودة المواد في صنع القطعة المراد إهدائها.
العنصر الثاني المهم في إنتقاءنا للهدية هو المناسبة , فالهدية بحد ذاتها مفاجأة وعلينا ان نسعى لإنتقاء هدية جميلة يتفاجيء بها شخصنا العزيز.
وترتبط الهدايا بميول ورغبات الآخرين فالمرأة تفضل كهدايا العطر, القلادة , حقيبة نسائية وأي شيء مرتبط بإنوثتها او رحلة سياحية إلى مكان تحبه مع شخص عزيز عليها. هنالك احتياج لهدايا من نوع خاص , فالمرأة الحديثة الزواج ستفضل هدايا تخص منزلها كركن المطبخ او غرفة الإستقبال كلوحة فنية او تحفة وماشابه .
العنصر الثالث هو السعر, فكم من الهدايا غالية الثمن لكنها لاتلبي إحتياجات الروح المرهفة للجمال .والمقولة" كل شيء بسعره" لا تصح في احيان كثيرة, فالقطعة الغالية قد تخلو من دقة الصنع وجمالية الشكل , ناهيك عن الفائدة المرجوة منها.
في الوقت الراهن وكما نرى فأن بلدان كثيرة تعيش آثار أزمات اقتصادية ونتائج حروب مدمرة. ولكن تبقى نفس الإنسان تواقة للأشياء الجميلة والإحتفال بالإعياد والمناسبات السعيدة فما الحل ياترى؟
كثيرات هن الفتيات والنساء اللاتي يلجئن إلى الصناعات اليدوية كالاكسسوارات , الحياكة , تطريز المناظر الطبيعية, الخياطة ,السيراميك وفنون تشكيلية أخرى متعددة.
فانا شاهدة على الكثير من القلائد والأقراط المصنوعة بأيادي نساء اعرفهن, اجمل بكثير من اكسسوارات غالية الثمن معروضة في واجهات المحلات اللامعة والخادعة للنظر وبعد فترة وجيزة تذهب إلى سلة المهملات.
فالهدية الجميلة المصنوعة بأيادينا تدل على إحترامنا للشخص المراد تقديمها له, حيث إننا إشترينا موادها ووضعنا مشاعرنا واحاسيسنا بتشكيلها وصناعتها حتى تتخذ شكل المظهر الجميل.نفس الحالة تنطبق على الحياكة والتطريز, فبحياكتنا لبلوفر لشخصنا العزيز نكون اقرب لذوقه من بضاعة السوق إليه في مرات عديدة.
الهدايا قد تأخذ شكل الكارتات الجميلة المشتراة او المصنوعة من قبلنا,فمن المبادرات اللطيفة في بداية كل عام دراسي جديد هو تبادل الكارتات الجميلة بين طلبة الصف الواحد مع تمنيات طيبة مكتوبة عليها بعام دراسي جديد وصداقة طيبة.
طلبة الصف الأول بحاجة لمن يأخذ بأياديهم الصغيرة ومساعدتهم بالتكيف مع بيئتهم المدرسية الجديدة, ولصغر سنهم فأعتقد إن رسم َ كل طالب زميله الجالس على نفس الرحَلة ومن ثم قام بإهداء الرسم له هذا الشيء سيبث الفرح في نفوس الطلبة وسيعمل على إزالة التوتر والخوف من اليوم الدراسي الأول وسيساعد على إقامة صداقات قد تدوم مدى الحياة.
على ان يكون هذا الشيء بإشراف المعلمة المرشدة او المرشد لهذا الصف.
لطريقة تقديم الهدايا فنون وأساليب متعددة , فكلما كانت طريقة التقديم مثيرة أصبحت الفرحة مضاعفة, وهنا يلعب خيال الإنسان دوراً في الإبتكار او الإستعانة بنصائح وخبرة الأخرين .كلنا يفرح عندما يجد هدية تحت شجرة العيد ميلاد في اعياد الكريسماس والقسم الآخر قد يضع علب الهدايا , على ان تكون العلبة صغيرة في سلات الأوراد كنوع من المفاجأة اللطيفة.
في درس التربية الفنية ممكن ان تُخصص بعض ساعات التدريس في صناعة بعض الهدايا وإبتكار طرق متنوعة لتقديمها.
تبقى الهدية الصادرة من نفس ودوافع طيبة هي الأجمل, فهي رمز للإحترام والوفاء والمحبة بين شخصين, تبث الفرح والسرور في نفس الإنسان , وعلى الهدية ان تبتعد عن الدلالات المادية لأنها ستصبح رشوة وستُفقد من بهجة ورونق العيد ومدلولاته الروحية .
فقد يلجأ بعض الطلبة المتقاعسين دراسياً بمحاولة رشي مُدرسِهم عن طريق تقديمهم للهدية وعلى المُدرس ان يقوم برفض الهدية وإفهام الطلبة بصورة دبلوماسية عن سبب الرفض. وقد يلجأ بعض موظفي الدائرة بمحاولة رشوة بعض المدراء لأسباب شتى وعليهم الرفض .
فالهدية هي عيد لأنها مرتبطة بالمناسبات والأعياد, فلما لانبتكر الأعياد والمناسبات , إن كانت المناسبات الرسمية بعيدة الزمن بعض الشيء عن تاريخ يومنا الحالي , لنحاول خلق اجواء محبة وعيد مع الأشخاص المحببين الى قلوبنا ان كانت الظروف الصعبة تريد مصادرة الفرحة من قلوبنا , لنفتح مسرعين الراديو او المُسجل لسماع اغنية جميلة تطربنا.
فاعياد الميلاد وعيد نوروز( عيد الربيع) والحب وعيد رمضان والأضحى واعياد الكريسماس , كلها هدايا واغاني وفرحة لاتوصف للنفس البشرية التواقةِ دوماً للعيد, ولها مدلولات روحية لنتمعن في سمو معانيها وعظيم إقامتها ونتعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض