الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمت حياً في ذاكرتي

دارين هانسن

2012 / 1 / 6
الادب والفن


لست لي هذه السنة ولست لك...بقايا منا تبحث عنّا!
وأنا أحاول أن أحتفظ ببقايا عطرك فوق جسدي وببقايا من رائحة تبغك التي غمرت لفحتي..لست لي هذه السنة وأنت لست وحيدا وكل يفصَل مقاسات عشقه على هواه ويرمي بالأخر في غياهب الذاكرة وأظن بأني أحتاج سنة ضوئية لاستعادتك إلى الذاكرة الأنية والعقل الحالي ولكن كلما تصفحت إيميلي أكتشف بأني مخطأة ..وبأنك مازلت تحتل مائدة الإفطار وحكاية أخر الليل وفيلم السهرة الكلاسيكي وعلبة سجائري وفراغي الحائر ..لاأستطيع طردك من فراغي ولا أستطيع أن أحتويك في إمتلائي !! لربما هو خطأ في التوقيت لقاؤك! تمنيت أن أقتلك وأعلن إحتلالي لك وليرقص خيالي في الظل فرحاً بنصري الميت!
يقولون بأنه من السهل ان تعبري فوق من تحبين عند إكتشافك حب جديد يحتله! وأن تلبسي الفستان الذي يعشق تفاصيل جسدك به وتذهبي لإكتشاف حب أخر..وأن تنتعلي كعبك العالي وترقصي في الظل ..من السهل أن تحذفيه من ذاكرتك ومن قلبك وتنشغلي بأمور أخرى كلون شعرك وقصته وتفاصيل يديك..من السهل أن تضحكي فرحة وتعيشي كل لحظة بلذة طرية ..
من السهل والسهل والسهل وأنا أفكر هنا أجميلة تلك التي تحتلك الأن كيف شكلها وهل تشبهني بشيء!..وتناقضات في خيالي تتضارب بين غربة أتمناها وأطلبها وعشق أكرهه وأعشقه وحياة أعيشها بموت وموت أحياه بصخب..وأنت هناك حياتك تبدو جيدة ..كل حب في بدايته إسطورة وكل لهفة في بدايتها ولادة جديدة ....وكل قبلة جديدة ولادة جديدة للقلب ومغامرة تحتل قدرنا لفترة لتصبح بعدها ماض أو بأحسن الاحوال روتين يومي وواجب يفرضه احترامنا للذكرى ورغبتنا بتجدد المغامرة...
اخلع معطفك الشتوي وتقبل صيفي الحار وشمسي التي لا تغيب ..اخلع خوفك واقتنع بوجودنا بلحظات بعضنا واترك للأيام أن تمر بهدوء من ساحاتنا ..ليس للساحات ملكية خاصة لفرض ضرائب على حركة الأيام..
امض إلى حيث شجرتنا تقف بهدوء وانتظر ضحكاتنا لكن لا تلبس ذاك المعطف الرمادي كطقس أيلول..
مزق ما بقي من صمت في ضلوعي من عشق في حروفي من خوف من لقاؤك مجدداَ والتعلق بأناملك مجدداً ..ومزق خوفك من حبك لي ومن فقداني واتركنا نلتحف الرمال ننام فوق الماء ونضيع في الصحاري لنلتقي مجدداً حيث تنتظر شفاهنا وبلهفة قبلة مبللة من بيرتنا التي لا تنتهي ..وامض إلي كجندي هارب من الحرب واغزو حياتي كبلد عذراء ..اترك أحرفي تتساقط من بين شفتيك فكلما ناديت اسمي تركني قلبي عاشقاً مجنونا يركض بجنون لينهب ما تبقى من سعادة في الوجود .!
أأرسلها لك؟
كالعادة أضغط على زر الحذف بدل الإرسال وأغلق حاسوبي بعجلة قبل أن يتراجع كبريائي ويضعف ويعلن انهزامه أمام بركان شوقي ..أحذفها وأضحك وبعيني دمعة ويدي تلامس شعري وعقلي يتساءل؟أأركض إلى حيث تكون وأعلن انتهاء الروتين والخوف المجهول وأنام بين ذراعيك طفلة هاربة من القدر وحين ترمقني بعينيك وابتسامة فرحة تسيطر على شفتيك أتحول إلى إمراة تتحدى القدر وتعيد صياغته بما يتناسب مع مغامرات أنوثتها؟!
تفلت يدي من شعري وتتفقد عيني الساعة لتكتشف بأنه حان وقت نومي فغداً روتين أخر ينتظر بصبر اكتماله..لكن قبل أن أحتل سريري معك أتفقد دفتري أولاً لاطمئن بأنه على الأقل قد تمنت صفحاته لي أن تدوم أنت في ذاكرتي...دمت حياً في ذاكرتي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص