الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب حكومة وحدة وطنية في سوريا فورا ً/ 1

العربي سالم

2012 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لايوجد عاقل منصف ينكر الدور الفاعل والمؤثر الذي قامت به الأحزاب "الكلاسيكية " في تاريخ سوريا الحديث وعلى رأسها حزب البعث العربي الإشتراكي والحزب الشيوعي السوري والحزب السوري القومي اللذين سبقا ظهور حزب البعث على الساحة بحوالي عقدين من الزمن ثم انظمت إليهم أحزاب نشأت في الحقبة الناصرية حيث تعالى المد القومي العربي في ظروف ملائمة لتصاعد هذا الفكر " هنا أشير إلى الأحزاب الأقوى والأكثر تأثيرا ً واستقطابا ً للشارع "
أقول كلاسيكية وأتحدث عن دور فاعل لأنها وكما قلت من حيث القدم والتأثير إضافة للوجه الوطني التي تميزت به سواء كانت متشددة كالسوري القومي وحزب البعث أو الأممي كالحزب الشيوعي الذي لم تبعده أمميته عن وطنيته .
هنا لن أتطرق إلى ظهور فصائل مختلفة أفرزتها ظروف المجتمع على هامش هذين التوجهين القومي والعروبي من جهة والأممي من جهة أخرى .
لقد كانت لهذه القوى انتصاراتها المشتركة وانجازاتها المؤثرة في الساحة السورية وإشعاعاتها في المحيط هذه لاتنكر لابل أن انكارها يدخل في باب الخيانة للشعب السوري ونضالاته وتضحياته حيث كانت مشاركة الحزب السوري القومي والحزب الشيوعي في مرحلة النضال ضد الاستعمار الفرنسي واضحة ومؤثرة وقيادية وهناك أسماء شهداء بارزة لهما يحفظها وجدان المجتمع السوري .
كما لقي حظهما الكبير من التآمر إلى جانب حزب البعث منذ نشوئهما ليتعاظم هذا التآمر مع بداية الاستقلال ويستمر تصاعدا ً حتى الآن سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر على أيدي قوى عميلة للأجنبي سواء كانت من السلطات أو على شكل قوى أو أحزاب صنعتها القوى الأجنبية المعادية في ظروف قاسية للغاية على منطقتنا والتي ظهر فيها الكيان الصهيوني .
- من الواضح أن الفكر القائم على أسس علمانية تضمن وحدة المجتمعات في المنطقة وتحترم التعددية وعلى رأسها سوريا هو الأكثر ملائمة لمجتمعات تتميز بتعدد أطيافها وألوانها "أثنيا ً وطائفيا ً ومذهبياً"
- من الواضح إن ظهور أحزاب ذات صبغة دينية أو مذهبية أحادية الجانب في مجتمعات غنية بألوانها وأطيافها سيكون بمثابة صاعق التفجير الذي يتم تفعيله في أية لحظة تراها القوى الاستعمارية المعادية مناسبة لها " كما نلمسه الآن "لأن ظهور هكذا أحزاب يفتقد إلى الجانب الوطني مهما زعمت فأية وطنية هذه التي تقسم مجتمعا ً انطلاقا ً من توجهات ذات صبغة دينية تعتبر أن كل من لايتفق معها في المفاهيم هو عدوا ً لها ولا ندري حقيقة الأمر الحاجة لأحزاب دينية ضمن مجتمعات في غالبيتها ذات نفس البعد الديني فهل جاءت هذه الأحزاب الدينية لتصحح عقيدة متوارثة منذ مايقارب أربعة عشر قرناً وتعايشت مع بقية الأطياف بسلام ووئام تتشارك الهموم الوطنية والاجتماعية وتتعامل باحترام ومحبة مع بعضها البعض وبصفة مواطنين لاتمييز بينهم واحتفظوا بشعار " الدين لله والوطن للجميع " ومؤمنين كلهم بأن "حب الوطن من الإيمان " .
- عندما بدأت بعض مقولات الأحزاب الدينية وعلى رأسها الإخوان المسلمون تتسرب إلى أسماع أبناء المجتمع كمقولة " المسلم التركي أو الباكستاني أفضل من المسيحي العربي " قوبلت بالاستهجان والاستنكار من كافة أبناء الشعب في حينه وهناك الكثير من كبار السن من كافة الأطياف يذكرون ردود الفعل تلك التي لم ترحم مطلقيه .
- أذكر أنه في الخمسينات وفي انتخابات المجلس النيابي بذل هؤلاء جهودا ً كبيرة على مستوى سوريا وبدعم مادي واضح من السعودية فلم يتمكنوا من إيصال سوى مرشح واحد إلى المجلس هو " السباعي " على ماأذكر . كتأكيد على رفض الشارع لأفكار هؤلاء دون أن يحتاج الأمر إلى توعية أو تحريض.. وهذه هي ثقافة الشارع السوري الحقيقية حيث لامكان فيه لأية ثقافة من شأنها إيجاد وخلق شرخ بين مكوناته .
- ولكي تتحمل كافة القوى الوطنية من معارضة وطنية شريفة وموالاة نظيفة يتوجب المبادرة فورا ً الى تشكيل حكومة وحدة وطنية ميدانية تدير الأزمة تتمثل فيها كافة مكونات الطيف السوري بطلائعه الوطنية .
• نعود لموضوعنا الأساس ونتساءل مالذي حدث الآن ومن يتحمل المسؤولية وكيف نمت هذه الفيروسات المؤذية . هذا ماسنحاول الإضاءة عليه في الجزء الثاني . " يتبع "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح