الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مقالة :التعري كفعل احتجاجي

حمزة رستناوي

2012 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية





نُشرتْ مقايسة لي في الحوار المتمدّن العدد 3597 بعنوان: التعري كفعل احتجاجي ..و مصالح علياء المهدي .

و سأثبت الآن حوار مع د.رائق النقري جرى عبر الايميل على هامش المقايسة حول مرجعيّة الحكم على المصالح المعروضة بين مرجعيّة عامة الناس و مرجعية أهل الاختصاص.

**أوّلا: تعقيب رائق:

عند بعض كثير من الشخصنات العقائدية يوجد للباس وظائف قداسية , يعني حتى السوفييت في أول ظهور موضة تطويل الشعر كان يعدونها موضة برجوازية , و لذلك فأهل الاختصاص ليس عامة الناس بل حصرية, مثال النقاب حرمته فرنسا بقانون , ولكن هذه الحصريّة غير محسومة بشكل نهائي ,فالطربوش التركي كان جزءا من القداسة و أصبح مع أتاتورك يعاقب عليه القانون حصريّا في تركيا, وقد يعود اليوم ولا عقاب تركي عليه

بشكل عام لكل موضة أنصارها و أعداؤها , زوجتي كانت تلبس الميني جوب والآن ابنتي تستغرب من صورها؟؟ طبعا يدخل العمر والمكان والوظيفة

وللثياب وظيفة تقليدية في مصالح التقاليد أليس كذلك؟؟

**ثانياً: تعقيب حمزة

يذهب الصديق رائق على أن الحكم على مسائل من قبيل ضوابط اللباس يحتاج لخبرة اختصاصية حصرية؟

أقول: يمكن لعامة الناس تأكيد أن شكل و ضوابط اللباس تختلف بين مجتمع و آخر و شخص و آخر في نفس المجتمع كذلك و عصر و آخر , و ليس في ذلك خبرة اختصاصية

إن أهمّية و برهان مرجعية أهل الاختصاص أنها تلزم الآخرين منطقيا بمصالحها سواء رفضوا أم قبلوا أنكروا أو سلموا, بغض النظر عن إمكانية تجريبها من قبل عموم الناس" حد كافي" أو عدم إمكانية ذلك" حد مضطرب"

مصالح ضوابط اللباس بما فيها التعري هي مصالح خلافية نسبية لا يمكن إلزام الناس –عامة الناس عبر العصور- بضوابط موحّدة فيها , و لا يستطيع أهل الاختصاص حسمها و لن يستطيعوا و ليس المطلوب منهم ذلك؟! فما حاجتنا لمرجعية أهل الاختصاص إذن؟!

و يبقى الحديث عن الطربوش التركي و الميني جوب و النقاب تفاصيل و أمثلة لا تؤثر في تكوين تصوّر عام عن القضية المنطقية, فالمصالح المعروضة خلافية بقرينة عامة الناس و لا يستطيع أهل الاختصاص حسمها, مجددا: فما حاجتنا لمرجعية أهل الاختصاص إذن؟!

**ثالثاً: تعقيب رائق

الصديق حمزة: إنّ أمر تقرير الزى في الشارع او الساحات العامة او في أماكن استقبال الضيوف هو ليس أمرا فرديا. يلعب اللباس وظائف مختلفة منها ما هو قداسي او مهني أو تنميط أو بروتوكولي أو احتفالي أو بيئي أو اقتصادي أو تمثيلي ..الخ وبذا نجد مرجعيات مختلفة بصلاحيات حكم مختلفة على ما يناسب من أجل اللبس أو عدم اللبس .. ماذا نلبس وملا نلبس ومتى ولماذا وكيف ؟؟ الخ . على سبيل المثال للطلبة لباس خاص ومختلف أحيانا بحسب العمر وبحسب مجال الدراسة , وبحسب الدولة ..الخ وللجنود لباس خاص ومختلف من سلاح الى آخر.. ومن فصل إلى آخر ومن دولة الى أخرى

وقد يكون اللباس زيا رسميا ملزما او مجرد موضة دارجة..

وقد يتعلق الأمر بالرأس والوجه ومناطق الأعضاء الجنسية فقط أو بكامل الجسد

ولذلك فأهل الاختصاص هم أهل التنميط الرسمي او الفئوي او العقائدي او المهني ..الخ وبالتالي فالأمر الأزياء ليس بيد عامة الناس.. إلا في بيوتهم وغرفهم المغلقة ..- لكون أمر تقرير الزى في الشارع او الساحات العامة او في أماكن استقبال الضيوف هو ليس أمرا فرديا بل هو حصريّا بيد قوى شخصنة التنميط والمراسم الاجتماعية (مهنية او فئوية او عقائدية ..الخ ) وقابل للتغيير باستمرار من مجتمع الى آخر ومن عصر الى آخر

مثال :النقاب حرمته فرنسا بقانون, ولكن هذه الحصريّة غير محسومة بشكل نهائي

فالطربوش التركي كان جزءا من القداسة و أصبح مع أتاتورك يعاقب عليه القانون حصريّا في تركيا, وقد يعود اليوم ولا عقاب تركي عليه!

**رابعاً: تعقيب حسن الصفدي :

بيني وبينك , لم أصل إلى ما تريد التعبير عنه, كأنني أتبع طريقاً مليان كواع في أرض صحراوية.

**خامساً: تعقيب رائق على حسن الصفدي:

باختصار حمزة انطلق من المقدمة الحاوية للجمل التي تتحوّى التسلسل المنطقي التالي : بما أن من عادات النساء العرب (البدو تحديدا) تمزيق ثيابهن والتعري احتجاجا أو غضبا او تعبيرا عن الحزن الشديد , وبما أن التعري العمدي العلني يمكن ان يثير اهتمام الشارع كحدث , وبما أن عامة الناس قد تتفهم مشروعية احتجاج ما .. ولكن قد لا تتفهم طريقة الاحتجاج إذا فالتعري احتجاجا هو مما يختلف حوله الناس قبولا ورفضا .. بالضرورة المنطقية الحيوية لذلك فحكم مربع أحوال المصالح هو الصراع

بقرائن متعددة منها : وجود قرينة توتر عال وانغلاق يظهر في اختلاف حساسيات الناس ضد ما هو غير مألوف في مجتمعاتهم

هل رأيت أي تكويع؟؟ هل لديك اي اعتراض؟؟ ما قدمه الصديق المقاييس حمزة هو تقديم صيغة تسهيلية و تبسيطه على شكل أسئلة و أجوبة ربما لم تصبر عليها , وهي مفيدة للقارئ الذي لم يعرف شيئا من قبل عن المنطق الحيوي وعن المفهوم الحيوي للمصالح ومربعها

وهو بذلك يستقطب اهتمام القراء العاديين وحتى المثقفين أكثر بكثير من طريقتي التقليدية

ولكن إن أحببت طريقة أكمل تشمل حكم كعبة المصالح و نفاذيتها الإقناعية

فيمكن وضعها بين يديك مجانا

فما هو رأيكم دام فضلكم.

&&








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -