الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،فقدان،الربع الأخير ،سكة القطار ،مَسرات هاربة)

نهار حسب الله

2012 / 1 / 7
الادب والفن


ربيع شاحب

علمتني طفولتي ان الربيع فصل للورد، وللحب ايضاً..
ولكنه جاء في وطننا العربي من دون خضرة ولا أريج، من دون موعد غرامي ولا قبلة بين اي حبيبين، فصحح لي الربيع معلومتي التي كانت تحمل مغالطة كبيرة..
حَل الربيع علينا متقدماً.. متجاوزاً على كل ما قد تعلمناه... فتح بابه على مصراعيه ليزرع في مشاتل أزهارنا شواهداً من قطع المرمر نخلد فيها اسماء من ارتضينا خساراتهم من اجل ربيع صحراوي شاحب!


السيرك

حياتنا.. سيرك مفتوح، نلعب فيه بخطورة فيقتل بعضنا البعض الآخر من دون مبالاة لحجم الخسارات الثقيلة المترتبة على اللعبة.
نصفق بحرارة لأسود تنهش فينا بلا رحمة، نبكي تارة ونضحك تارة اخرى من أجل إثارة الجمهور.. إلا اننا اكتشفنا انه ما من مُشاهد يهتم بموتنا!


قلم متحرر

تحرر القلم من جيب مالكه، بعد ان عانى الإهمال وسئم من بذلة صاحبه الرثة التي تفوح منها رائحة الجسد المتعرق.
جاء الخلاص بعد ان وهبه صاحب البذلة لمن يجيد استهلاكه، لينتقل الى أنامل شاعر يعشق الكتابة عن الحب والمشاعر على نحو عفوي بسيط ينال استحسان الجميع.
تعاون الشاعر والقلم على كتابة اروع قصائد الغزل، إلا ان الزمن كان عجولاً في سلب روح الشاعر مما أرغم القلم على إعلان موته تضامناً مع فقيده، غير ان ما تعاونا على كتابته ظل خالداً على مدى اجيال، وشاع في المدينة وحقق شهرة عالية، وتناقله كل من دخل حضرة الحب، الامر الذي ارغم صاحب القلم الاساسي على البكاء لفقدانه صديقه الشاعر والقلم معاً... وقبل كل ذلك بكى ندماً على حياته التي لا تعرف الحب.

إرهاب العشاق

في حديقتي زهور ملونة بهية.. لكنها تأبى أن تفوح بعطورها وكإنها صناعية.
بحثتُ عن الخلل وأعتقدت انه يكمن في التربة او عملية السقي.
تجولت في العاصمة وبدأت استنشق من كل زهرة تمر على نظري.
كنت متعطشاً لتلك العطور، غير إني لم أجد ما أتوق إليه.
مر الوقت وعدت إلى حديقتي خائباً.
جالست وردة الياسمين وأنا عالق في سماء من الحيرة، بقيت صامتاً أمامها حتى قاطعت صمتي ومزقت حيرتي قائلة:
هل تبحثون عن أريجنا، وكيف ترضون ان يشمه عشاق يقطفون رؤوسنا وينهون حياتنا من إجل إهدائها برومانسية باردة لمن يحبون؟
أي إرهاب تعشقون، وبموتنا كيف تعيشون، وبعد حياتنا ماذا تطلبون...
لا تنتظروا عطورنا إلا وانتم مسالمون.

فقدان..

عَرفَتها أحلامي قَبل ان تنال صحوتي شرف ملاحقة ظلها الذي يبدو وكأنه رافد من نهر الجنة يروي ظمأ تعطشي للجمال.
أشعر ان رابطاً حميمياً يجمعني وإياها.
أسست معها لغة تعتمد غمزات العيون وإبتسامات الشفاه، وسرعان ما تحول العالم الى أحلام ملونة وحياة كالاريج على الرغم من كل منغصاته.
إلا انني فقدتها مثلما فقدت أشياء عديدة.. فقدتها تماماً عندما بادرت بنظرات متفحصة في أرجاء جسدها الذي شكل كوناً من الانوثة.
غير اني تحولت الى كتلة نارية لحظة تنبهت لخاتم الخطوبة يتلألأ بين أصابعها.
ودونما وعي ولا إدراك سارعت الى سؤالها عن أسباب الخيانة.
أجابتني بعد أن أدارت ظهرها مغادرة المكان:
نظراتي إليك كانت بداعي العطف والشفقة على شبابك المتعثر خصوصاً بعد ارتباطك بعكاز ينوب عن ساقك التي باتت جزءاً من ركام الحرب الاخيرة.

الربع الأخير

تقاسم الجوع والفقر والجهل ثلاثة أرباع عمري، ولم يتبق من حياتي سوى الأيام الشاحبة.. لحظات اتوسل الزمن ان يطيلها، لا لتشبثي بالحياة ولا لأجل تعويض الخسارات والقضاء على السلبيات وإنما لأوفر للذل فرصة السيطرة على الربع الأخير من عمري.

سكة القطار

رُميتْ على سكة القطار عارية.. عارية ممزقة تماماً، وكُشفتْ اسرار جسدها الفاتن الى السماء، الى سكة الحديد التي تشكو الصدأ وتعانق الاشواك.
كانت قد سلمت نفسها لمن أجاد إشعال كبريت عذريتها في المكان ذاته تحت وَهم اسمه العاطفة، وتركها مع أكوام من الوعود، ورحل مع اول قطار الى حيث تجهل.
ظلت تنتظر بصبر ولهفة ضجيج القطارات جيئة وذهاباً، وما من خبر عمن غاب عنها، الامر الذي دعى الاشواك للطمع بملامسة جسدها الذي بدأ ينسجم مع صدأ الحديد، اسوة بمن مزقه من دون رحمة.

مَسرات هاربة

بصلواتنا، بتوسلاتنا وتضرعاتنا، تمنينا البسمة ورجونا الرب ان يرفع عنا غمامة الاسى، بعدما صار الحزن زادنا وشرابنا..
في لحظات طربنا تغنينا بالمسرات علّها تألفنا وتقترب منا.. علّها تقبل ودنا وتُصالحنا بعد خصام عميق ولدنا لنعيشه.
بين الصلاة والدعاء والغناء والموسيقا طالبنا بالسعادة، غير إننا لم نجدها إلا في صور قديمة تجسد ابتسامات آبائنا القدماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا