الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10

كاطع جواد

2012 / 1 / 7
سيرة ذاتية


أختفت الخطوط الفاصله بين الكذب الصدق واالوطني واللاوطني ومن هو مخلص للحزب وغير المخلص حتى أصبح من الصعوبة التميز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف وما بين الواقع والخيال ..تسآلت مع نفسي كثيراً لماذا يلجأ من كنت أحسبهم في يوم من الأيام من الرفاق والذين هم من كان معي في نفس الخندق لمحاربة الفاشية البعثية ؟..لماذا يلجأوا وينساقوا مع مخططاتها تلك بالعمل على اجهاض العملية السياسية وتلك القوى الثورية الرائعة وتمزيقها من الداخل؟؟.. لماذا يلجاوا الى ذلك؟!,..بعدماعجزت عن تدميرها الفاشية بقوتها وجبروتها اللامتناهي من الخارج وبالشكل المباشرخاصةً في قصر النهاية واقبية الامن العامة..هذا ما كنتُ أسألُ نفسي به دائماً وكذلك يفعل رفاقي (حسن ومصير وبيتر ومصطفى وابو سميره وابو جعفر) وآخرين كثرُ مثلنا خاصةً من الذيسن حسموا مواقفهم مثل الفيق اكرم والرفيق بختياروحتى من الذي بقي صامتاً ولديه بعض الرؤي الصحيحة لفهم الأمور وبشكله الموضوعي والصادق من امثال الرفيقين صبري وسمير وطارق...
تختلفُ مهاجمة الاجهزة الأمنية للقوى الوطنية حسب الظرف وحسب ما تقتضية مصلحتهاوتكتيكاتها, فبعد أن وجهتْ الضربات تلو الضربات بقوة وبشكل مباشرلقوي حركتنا اليسارية والتي لم تثنيها عن مواصلة كفاحها ونظالها فقد فشلت الفاشية فشلاً ذريعاً بتحطيم أرادتنا وثنينا عن مواصلة النظال ضدها ,لأننا أخترنا طريقاً واحداًهوطريق الكفاح المسلح كونه كان الوسيلة الوحيدة والناجعة لتحطيم ماكنة العدو الأمنية والمخابراتية ,لأن العدو الفاشي لا يعرف لغةً غير لغة القوة والبطش والتنكيل عند تعامله مع معرضيه.. لذا فكر العدو بوسيلة اخرى لضربنا من الدخال وذلك بخلق حالة من الشك والريبة بين الرفاق ليتمكن من ضرب احدنا بالآخر مع الأسف الشديد ..فقد أستطاع التسلل الى داخل التنظيم ليباغتنا في عقر دارنا في مناطق كوردستان وفي قرية ( كاني سبندار) بالتحديد,على أيدي من كنا نعتبرهم ربان السفينة ورجالها الأشداء...هذه الافكار وغيرها كانت تدور في رؤوسنا نحن الأربعة حتى أصبنا بالصداع والغثيان من كثرة التفكير وشدته ..
بعد أيام معدوده من أدخالنا المعتقل (الرفاقي) أدخل علينا الرفيق (مصير) وكانت آثار التعذيب بادية عليه أضافةً الى التعب والارهاق والحالة النفسية المزرية التي اصيب بها ..وبعد ان رحبنا به وأخذ قسط من الراحة ,سألناه عما جرى بالضبط وكيف وجهتْ له هذه التهمة الكارثية والقذرة؟, وماهي الاسباب ولماذا هو بالذات ؟,اجاب بأنه لا يعلم بالأمرشياً كما هو حالنا نحن, ثم أضاف أنهمم اتهموه بأنه كان السبب بمقتل (زهيرعلاوي) الأخ الاصغر (لأبراهيم علاوي) المسؤول الاول بالحزب وأنه قد وشي به ليتم قتله من قبل الأجهزة الأمنية ذلك عندما كاناسويةً عندما وقع الأثنان في كمين للعدو,ثم اضافان ابراهيم علاوي أتهمه كذلك بانه ترك زهير وحده ليواجه مصيره او بعبارة اخرى انه سلمه للعدو ليقتلْ فكانت التهمة بين الخيانة والتخاذل والهروب من ساحة المعركة هذا ما أَتهم به مصير كما حدثنا به بالضبط أضافة الى أن هناك تسريبات أمنية بشكل وبآخر بأن مصير يعمل لصالح الأمن وأنه يعمل على المساعدة بقتل الرفاق المتواجدين بالريف وتصفيتهم,(هذه الاساليب وغيرها كان يقوم بها العدو البعثي وخاصةً أجهزته الأمنيه ضد القوى الوطنية بعد أن يعجز على اقتناصهم وتصفيتهم بالمعتقل أو بالأغتيال فيقوم بتسريب معلومات حسب الطريقة التي يجدها مناسبة ومتيسرة لديه بأن فلان يعمل لصالحنا )كما اسلفت..
أن هذه الساليب عرفناها بعد حين للأسف الشديد أي بعد أن تم تصفية خيرة رفاقنا بهذه الطريقه, وذلك عندما بلعوا الطعم واكتملت خطة العدو,وخاصةً بالذات (أبراهيم علاوي) لقلة خبرتة ولعدم كفائته كسياسي محنك وكذلك كونه كان مهيأَ لتلقي (الطعم ) وهو الشخص المناسب لتنفيذ المهمة الأمنية الخبيثة تلك.. لذا نفذ ابراهيم علاوي المهمة الأمنية البعثية التي عجز عنها (ناظم كزار) وزبانيته للأسف الشديد بجدارة أضافةً الى ان أبراهيم علاوي ومن على شاكلته كانوا أساساً يرغبون بأبعاد وتصفية الرفاق الذينيخالفوهم بالرأي لا يطيعوهم ويؤتمروا باوامرهم ,كان فاروق هو النموذج الأقرب لأبراهيم علاوي.. كانا اشخاصاً غير اكفاء و هم يدركوا ذلك وعليهم أن يتركوا الحزب لمن هم أكفأ منهم ليقود الحزب ,لكن بسبب حب السيطرة والنزعة الستالينة كانت متحكمه بأبراهيم علاوي ومن هم على شاكلته وخاصة الحلقة التي تحيط به والذين كان جل تفكيرهم جعل الرفاق أمعات وتوابع لهم ليتحكموا بهم كيفما يشاؤوا...
طال توقيفنا في السجن وكان كل يوم يمر نقترب به اكثر من خطر الأعدام ,لأنهم لن يتركوننا يطلقوا سراحنا, كونهم كانوا يعتقدون أنهم أذا تركوننا نرحل فأن العديد من الرفاق سوف يلتحق بنا لأن الحركة التي يقودها أبراهيم علاوي أصبحت غير موثوق بها وأن أبراهيم علاوي مدعاة للشك والريبة من قبل الجميع بعد الذي حدث لنا ما حدث وما شاهدوه بقية من الرفاق بأم أعينهم ,فقد يعدم أو يزج بالسجن كل من ينتقد أبراهيم علاوي أو فاروق..كان ابراهيم علاوي ومجموعته يستدعوا مصير بين فترة وأخرى ويطلبوا منه أن يخبرهم بالذي جرى (لزهير علاوي) وليورطوه اكثر فاكثر حسب رغبتهم وما يخططون له كذلك اخبروه أنهم سوف يخلوا سبيله أن تعاون معهم وان يكشف لهم صلة أبو جعفر بالموضوع كانوا يريدون منه أن يعترف(زوراً) على أبو جعفر وحسب رغبتهم ليضربوا عصفورين بحجر واحدل لتخلص منهم الأثنين .. لكنه كان يرفض طلبهم ويقول لهم بالحرف الواحد(حسبما اخبرنا به).." أنه عندما التحق بالكفاح المسلح أعتبر نفسه شهيدا من اليوم الأول وأن قتله على أيدهم هو ما لم يكن بحسبانه وسيكون أكثر مرارةً له من أن يقتل على أيدي البعث نفسه لأنكم رفاقي والبعث أعدائي ولو أعدمتموني فأن التاريخ سيثبت لهم بأنه برئ ومخلص لحزبه ورفاقه" ..فرد عليه أحدهم بأن الجغرافية ستخبرنا وليس التاريخ !!..كان يستهزأ بآلام وعذاب الشهيد مصير..هم بحقيقتهم كانوا مصممون على قتله..وعندما يأسوا من أن يجبروه على أدانة نفسة وأدانة أبو جعفر قروا المباشرة بقتلة لذا أخبروه بأنهم سوف يخلوا سبيله ويبرؤه من التهمة الموجهه ضده أذا نفذ للحزب هذه المهمة !!..وفعلاً أستدعوه في أحد الليالي السوداء ليتم أعدامه بطريقة وحشية وقذره (طعناً بالحراب)..حسب ما علمنا عن تفاصيل الجريمة من قبل مسؤول أستخبارات او سجون الحزب البارتي (كاكا حمه عزيز)الذي عرفنا عن نفسه بأنه المسؤول الأول بأستخبارات البارتي عندما زارنا لاحقاَ في قرية (خيلان) ..هذا ما أتحدث عنه في الحلقة القادمة
كنا في أحد الأيام نلهوا بسبب الضيق و لكسر الملل و الأحباط الذي أصابنا فأخذنا بترديد بعض الأغاني العراقية الشائعه في ذلك الوقت كانت أغنية في قتها منتشرة لياس خضر وشائعه ..في بعض كلماتها(لا حوت مثلك بلدة الحلة) فقد أستبدلنا الكلمات ب (لا حوت مثلك شرطة البلده)..فما كان من أبراهيم علاوي أن فقد أعصابه ورشده فأرسل فاروق وشيخ علي للسجن ليقتادونا الى الحمام وهم يسبوننا وينعتونا باقذر الكلمات ,كان كل واحد منهم يحمل بيده (صونده) كنا أنا وبيتر ومصطفى الذين اختارونا للضرب(لا أدري لماذا اختارونا نحن بالذات )... وهناك في الحمام أنهالوا علينا ضرباً وهم يسبوننا ويرددوا كلمات مثل( خونه ,أحنه شرطة) ..وكلمات أخرى مثل (دمرتوا الحزب!!) كانت كلماتهم تنم عن غبائهم وحقدهم بنفس الوقت ..كان يساعدهم بالشتيمه المدعو(عباس) كنت أنظر الى عباس وأنا مستغرب ومندهش هل هذا هوعباس الذي كنتُ أطعمه عندما كنا بالأهوار سويةً ونحن في أمس الحاجه لشيء نأكله , عندما كنتُ اجلب لهم الطعام من بيتنا ؟!!لماذا يتصرف معنا بهذا الشكل؟!!..عندها أدركت أن هذه المجموعة قد فقدت رشدها وكل الأخلاق الأنسانية و الثورية معاً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم