الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التسامح هو الحل
غادة عماد الدين
2012 / 1 / 7الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
التسامح هو أفضل علاج علي الإطلاق يسمح لنا بأن نشعر بالترابط واهتمام أحدنا بالآخر وبكل أمور الحياة.
إن للتسامح قدرة مذهلة علي علاج حياتنا الداخلية والخارجية فبوسعه أن يغير من الطريقة التي نري بها أنفسنا ونرى بها الآخرين، وأن يغير كيفية رؤيتنا للعالم فهو ينهي بصفة قاطعة وللأبد الصراعات الداخلية التي يعاني منها الكثيرون منا وكانت وما زالت بداخلنا في كل لحظة وكل يوم.
وسيتسمر التسامح هو محور العلوم التي تدرسها مراكز العلاج السلوكي حيث يضفي التسامح جوا من الراحة والحرية علي حياة الناس حتى وهم يواجهون أقصى المواقف.
إن قوة التسامح لا نظير لها فبينما يقوم بتغيير عقولنا إلى مجالات أكثر رحابة، ننتقل إلى ساحة الطمأنينة بلا اعتبار لتحديات الحياة التي نواجهها.
إننا سنستمتع جميعا بتوفير المزيد من المرح والسلام من خلال ممارسة عملية التسامح ليس فقط مع أنفسنا ولكن مع الآخرين.
ولكن ما هو التسامح؟
من خلال مفهوم الحب والروح فالاستعداد للتسامح هوان ننسي الماضي الأليم بكامل أرادتنا، إنه يأتي عندما تقرر ألا تعاني أكثر من ذلك، وأن تعالج قلبك وروحك، إنه الاختيار الذي يجعلك تمحو كل مشاعر للكره أو الغضب، إنه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شي قد حدث لك منهم في الماضي، إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا علي مزايا الآخرين بدلا من أن نحاكمهم أو ندينهم.
التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهما بدا لنا العالم من حولنا ظالماً، التسامح هو الطريق إلى الشعور بالسلام الداخلي، وأن تعرف السعادة الطريق إلى أرواحنا، والشعور بهذا السلام متاح دائما لنا يرحب بنا وان كنا لا نري لافتة الترحيب ولو للحظة لأن الشعور بالظلم ومشاعر الانتقام أعمت بصائرنا عن رؤية غضبنا.
" قوة الحب والتسامح في حياتنا يمكن أن تصنع المعجزات"
وبوسعنا أن ننظر إلى التسامح وكأنه رحلة عبر جسر خيالي من عالم نعاني فيه دائما من السخط إلى عالم من الوئام، تلك الرحلة التي تصحبنا إلى كينونتنا الروحية ... إلى عالم الحب المتنامي غير المشروط، ومن خلال التسامح نتقبل كل ما تهفو إليه قلوبنا فنتخلص من خوفنا وغصبنا وآلامنا لننسجم مع الآخرين ونشعر بسمو الروح.
إن التسامح هو الخروج من الظلمة إلى النور، ومهمتنا علي الأرض أن نسمح لأنفسنا أن ندرك إننا كالنور للعالم، ويسمح لنا التسامح أيضا بالفرار من الماضي.
ومن شأن التسامح إن يحررنا من سجون الخوف والغضب التي فرضناها علي عقولنا فهو يحررنا من احتياجنا ورغبتنا في تغيير الماضي فعندما نسامح تلتئم جراح الماضي وتشفي وفجأة ندرك ونري حقيقة حب الله لنا حيث يكون هناك الحب ولا شيء آخر سواه، ومع إتباع هذه الحقيقة فليس ثمة شيء يدعو للتسامح.
وفي كتاب "دروس في المعجزات" هناك فقرة جميلة عن التسامح وقد اقتبستها هنا لأنها تصف الفوائد التي يمكن أن تعود من خلال التسامح
" التسامح يمنحني كل ما ابتغيه"
ما الذي بوسعك أن تبتغيه ثم لا يمنحك إياه التسامح؟، هل تريد السلام؟، التسامح يقدمه لك، هلي تريد السعادة؟ وهدوء البال، هل ترغب في تحقيق هدف ما أو الإحساس بجمال يفوق العالم؟، هل تريد الرعاية والأمان ودفء الحماية دائما؟ هل تريد هدوء لا يعكره شيء؟ ورقة لا يطاولها آذى، وراحة عميقة دائمة وسكوناً رائعا لا يزعجك شيء فيه.
كل ذلك يمنحك إياه التسامح وأكثر فهو يومض بعينيك عندما تنهض من نومك ويمنحك البهجة التي تستقبل بها يومك، انه يربت علي جبهتك أثناء نومك ويستقر فوق أجفانك فلا ترى أحلاماً بها خوف أو شر أو حقد، وعندما تنهض مرة أخرى يمنحك يوما آخر من السعادة والسلام، كل ذلك يمنحك إياه التسامح وأكثر
ولكن في كل الأحوال علينا ألا نتوقف أمام تلك الأسئلة التي من الممكن أن تجهض شعورنا بالراحة والطمأنينة مع فضيلة التسامح، أسئلة تفرض نفسها علينا دائماً من عينة:
• أشعر بالخوف من أن أسامح هذا الشخص، وإذا فعلت فهل أتغاضى عما فعله وهل يكون التسامح بمثابة رسالة إليه بأنني أوافقه علي فعله هذا.
• أشعر بسبب ما أصابني من جراح إن هناك سلكا من الأسلاك الشائكة حول قلبي، أو أن قلبي قد تحول إلى حجر ولا أستطيع تجاوز تلك القسوة التي أشعر بها تجاه ذلك الشخص كلما تذكرت ما فعله.
• أتردد بين رغبتي في أن انتقم من هذا الشخص الذي جرحني، وبين رغبتي في محو كل شيء من ذاكرتي.
• لا يمكنني أن أغفر لنفسي ما فعله أو أنني لا استحق ألا أكون سعيدا مرة أخري.
• أحب أن أكون قادرا علي نبذ هذه المشاعر الكريهة التي احملها تجاه ذلك الشخص ولكنني اخشي إذا نبذتها أن يؤذيني مرة أخري.
• إنني واثق من أنني سأشعر بتحسن إذا تخليت عن هذا الغضب الداخلي ولكنني لا أستطيع حتى تصور كيفية قيامي بذلك.
مثل هذه الأسئلة والأفكار قد تخطر بذهننا حين نجلس لنكتب أسماء الأشخاص والمواقف التي يمكن أن نصفح عنها وليست هناك إجابات سهلة وسريعة لتلك الأسئلة
إن هناك مميزات ومساوئ للتخلص من المظالم التي واجهناها في حياتنا، وكما ستكتشف بنفسك قريبا أن القائمة التي أنهيتها لتوك ستساعدك في التركيز علي حقيقة ما يمكن أن يفعله التسامح في حياتك.
1 - جذور التعاسة
قبل الحديث عن التسامح دعنا نستكشف جذور التعاسة، ولو عرفنا من أين تبدأ التعاسة يمكننا النظر إلى العالم بطريقة مختلفة.
فالحياة في العصر الحديث الذي نحيا فيه تجعل من اليسير أن نعتقد أن المال وتراكم الأشياء المادية حولنا هما اللذان سيوفران لنا السعادة ولكن المشكلة هي أنه كلما تراكمت الأشياء احتجنا إلى المزيد ومهما يكن ما تملكه لا يبدو كافيا أبدا، إن هناك كثيراً من المغريات في هذه الحياة نلقي عليها تبعية تعاستنا أو قلة ما نمتلكه من أموال ومقتنيات وإننا لو نظرنا حولنا سوف نري أشخاصاً لديهم أكثر مما لدينا ويبدو أنهم أكثر منا سعادة ثم نتجه إلى أشخاص آخرين وننشد ملء الفراغ الكامن في نفوسنا من خلال علاقاتنا بهم.
ونظل ندور في حلقة مفرغة محبطين وتعساء لأنه لا المال ولا الأشياء المادية ولا حتى علاقاتنا الاجتماعية تجعلنا سعداء قد نملك بعض اللحظات السعيدة ولكنها تبدو غير ملائمة وقد نغرق في الشعور بأننا محاصرون في الحياة ونتساءل ما البديل؟
ما هذا الشيء الذي بداخلنا ويجعلنا ننشد السعادة من خارج أنفسنا هل يمكن أن نطلق عليه اسماً، ولنطلق اسم الأنا علي هذا الجزء الذي بداخلنا ويهتم بالأشياء الخارجية فالأنا دائما تحاول تبرير وجودها بحياتنا بزعم إنها تسعي لما فيه صالحنا إذ أن أجسادنا تحتاج إليها للبقاء ومن السهل ملاحظة إن الأنا تري في السعادة والحب وراحة البال أعداء لها لأننا عندما نستمتع بحالتنا النفسية فنحن إنما نستمتع بكينونتنا الروحية فنري العالم مختلفاً تماما عن محاولة الأنا تصويره لنا.
وفي النهاية فسعادتنا أو تعاستنا تقاس بالدرجة التي نقبل بها النصيحة من الأنا.
فكر فيما يحدث عندما نحاكم الآخرين ونكبح السماحة من أن تنطلق أو نتمسك بالشكوى والألم والإحساس بالذنب فما نحسه في مثل تلك الأوقات يعوقنا أن نجرب الحب والسلام والسعادة فيضاعف شعورنا بالتعاسة ونصبح من الباحثين عن أخطاء الغير ولوم العالم والظروف من حولنا عن تعاستنا.
أن التسامح عملية تحويلية فمن داخلنا يمكن أن ندع النموذج الذي يقول أنه ينبغي أن نبحث خارج أنفسنا عن السعادة الحقيقة وبتغيير بسيط في رؤيتنا للأمور يمكن أن نتخطى جوهرنا الروحي الحق لنكتشف في الحال ذلك الذي كان دائما منبع حبناً وسلامنا وسعادتنا فما حدث ليس أكثر من هفوة بسيطة ولا داعي للتحقيق في الأمر وتضخيمه.
يمكننا أن نتعلم التسامح في أي شي ومن أي شخص وبصرف النظر عما يؤمن به سواء أكان الماضي الذي مر به أو الطريقة التي عامل بها الآخرين من حوله.
أما من منظور إسلامي فالتسامح هو الذي يقود إلى التعايش والاستقرار الاجتماعي وتوطيد أواصر الحب والسلام بين مختلف أبناء وشرائح المجتمع وذلك يعد من صميم القيم الإسلامية النبيلة. ولا داعي لممارسه الغلظة والشدة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية لأسباب مختلفة.
فالأصل في العلاقات الإنسانية والاجتماعية أن تكون قائمه على المحبة والمودة والتآلف حتى لو تباينت الأفكار والمواقف. فالتسامح ليس فضيلة وحسب، بل ضرورة اجتماعيه وثقافيه وأيضا سياسيه... فالتسامح بما يعنى من قيم وسلوك ومواقف هو جسرنا لإعادة تنظيم علاقاتنا الداخلية بما يوفر لنا إمكانية حقيقية وصلبه لمواجهة كل التحديات والصعوبات
وأخيراً
"التسامح هو أقوي علاج علي الإطلاق"
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - التسامح
فارس بخاري
(
2012 / 1 / 7 - 14:15
)
لا يوجد اجمل من التسامح يا سيدتي الجميلة
والتسامح والاعتذار من شيم الإنسان
لا يجب ان نضع في بالنا
ان تسامحنا ضعف وان اعتذارنا اهانة
حتى مسامحة من اخطأوا في حقنا
وتحضرني ايه جميلة بالانجيل الخرافي
لكن فيه ماهو مفيد من كلام المسيح
احبوا اعداءكم
باركوا لاعنيكم
احسنوا لمبغضيكم
المسيح قمة الرق والتسامح تصل بنظرنا لدرجة انه ساذج
لكن يصل تسامحه مثال يحتذى به
والتسامح بمنظور اسلامي بين المسلمين هناك نصوص لا باس بها
واقعيا يشهد ان المسلمين لا يعترون بالتسامح الديني بينهم
فحين يصلح التسامح الديني يصلح المجتمع
لان الدين مؤثر واثره يشمل المجتمعه ككل
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز