الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخواء في الدواء

احمد جبار غرب

2012 / 1 / 7
كتابات ساخرة


أحد الجيران الذي يسكن قربنا وتربطني معه علاقة طيبة يعاني ابنه من حالة مرضية مزمنة لطالما راجع الأطباء والمختصين لإيجاد علاج ناجع لابنه الوحيد لكن كل محاولاته باءت بالفشل والحالة التي يعاني منها ابنه هي إصابته بالحساسية المزمنة التي تطل عليه كلما حاول الاغتسال بالماء ونحن نعلم إن الحساسية مرض شائع جدا في العراق لوجود أسباب وعوامل متجددة جعلت هذه الظاهرة الأكثر انتشارا والحساسية في الحقيقة ليست مرضا عضويا حسب التصنيف الطبي وما يؤكده بعض الأطباء كونها انعكاس لحالات نفسية ليشعر بها الفرد فتظهر في أعضائه مسببه له انزعاجا وألما مقرفا فمنهم من يعاني من حساسية الغبار الموسمي ومنهم من يشكو من حساسية بعض الأطعمة علاوة على جونا المشبع بالإشعاعات والملوثات الصناعية وما خلفته الحروب السابقة اللاحقة تجعل هذا الحالات في ازدياد وحالة صديقي إن ابنه كلما سبح في الحمام ودخل إذنه الماء أصابها الالتهاب وقد أتعبه هذا الوضع وهذه الحالة التي يعاني منها منذ فترة ليست قليلة إذا تتضخم الحالة ويصعب على الصبي السمع وحتى الكلام وماذا يدور في بيته لأنه مثل(الأطرش بالزفة) شكي لي حالة ابنه الصغير فأستدر عطفي عليه كونه صغيرا ليتحمل الألم ذهب به إلى العيادة الطبية القريبة من منطقته وبعد عملية التحويل تلك الظاهرة التي لا اعرف لها معنى ولماذا يصار اليها ذهب به إلى احد المستشفيات الكبيرة قطع التذكرة وهي بسيطة الثمن ودخل إلى الطبيب ومعه ابنه شرح للطبيب حالة ابنه المتكررة عاين الطبيب بكل دقة وفحصه بالناضور واخذ قلما وسجل على التذكرة دوائا للصغير وقال له بعد يومين يجب إن تأتيني فقط أريد إن تفتح أذانك حتى أرى ماذا بها اخذ صديقي الوصفة وهرع إلى الصيدلية الخاصة بالمستشفى لكنه فوجئ وكالعادة بأن العلاج غير موجود في صيدلية المستشفى قال له كيف لتوجد هل يعقل مؤسسة طبية كبيرة لتوجد قطرة بسيطة فرد الصيدلي اذهب إلى وزارة الصحة لتجيب على أسئلتك لتوجد كل الأدوية هنا لكن صديقي استغرب من إن الموظفة المسئولة قد سجلت الدواء ضمن الصرفيات وهذا ما ألمه فرجع للموظفة طالبا منها إن تلغي إثبات صرف الدواء وهو أساسا لم يصرفه الصيدلي فإجابته أنها لم تسجل الدواء إنما سجلت ورقة التحويل فلم يدخل في سجال مع الموظفة رغم تأكده من أنها صرفت الدواء وقيدت الدواء في السجل الخاص بذلك اخذ ابنه وهو يلعن حضه العاثر ويقول مع نفسه إذن لماذا نراجع المؤسسات الصحية إذا ليوجد فيها دواء يعطى للمرضى هل نراجع من اجل إن يعطونا ورقة صغيرة ولكن الصديق أسرع الخطى إلى اقرب صيدلية لشراء الدواء خوفا منه على مضاعفات حالة ابنه المرضية سلم التذكرة إلى الصيدلي و ناوله إلفا دينار هي ثمن الدواء لكن ثمة تساؤلات لتنتهي تدور في مخيلته ياترى متى يأتي اليوم الذي تكون كل الاحتياجات متوفرة للإنسان البسيط والذي ليملك غير قوت يومه ودون عناء رغم إننا من البلاد الغنية لكننا من أفقر الشعوب التي تعاني واعتقد إن فكرة توزيع نسبه من واردات النفط إلى المواطن مسألة حيوية وفيها حق للشعب في كل مستوياته يحاول الساسة اغتصابه وحتى لا تكون كل الموارد المالية في بطون الحيتان الصغيرة والكبيرة عبر مختلف الأساليب المشروعة وغير المشروعة و في كل حلقات المجتمع ورغم فائدة هذا القانون يحاول السياسيين إن يعرقلوا القرارات التي تصب في مصلحة المواطن والسؤال الخطير هولماذا؟ ولمصلحة من يعمل هؤلاء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت