الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(هنا شرارة حرب وهناك شرارة اخرى )

سامي الحجاج

2012 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(هنا شرارة حرب وهناك شرارة اخرى )
عنوان مقتبس من قول احد ابطال رواية عالمية رائعة قرأتها وتأثرت بها للكاتب العالمي الرائع الآلماني (ليونارد فرانك)
وروايته هذه اسمها (كارل وأنا) والتي ترجمها للعربية الآستاذ منير البعلبكي تحت عنوان( رجلان وامرأة)
وقد تحولت هذه الكلمات بداخلي الى جرح نازف لا يندمل دائما يذكرني بأحداث تطفوا على سطح الواقع المرير في العراق
كان العراق دولة تحكمها شريعة الغاب في عهد ملك الغابة القائد الضرورة ووحوشه الملاعين المفترسين من حزبه الفاشي
واصبح بفضل بعض الصعاليك غابة تحكمها قوانين الضرورة ولها مقاسات في الزمان والمكان المعينين !
فالثعالب قانون وللعقارب اخر وللكلاب قانون وللذئاب اخر,وكان القانون تحت اقدام القائد الضرورة
واصبح الآن تحت اقدام ضرورات القائد وضرورات المناصب والمنافع والمصالح والآمتيازات الطائفية والحزبية والكتلوية,
تناقلت هذه الآيام بعض الصحف والمجلات عما قاله القاضي رزكار أمين (الذي لم يكن أمين) والتي ان صحت مقولته فهي وصمة عار في جبين القضاء العراقي وحكومة العراق الجديد
حيث نقلت عن قول رزكار (أجلالي وتقديري لصدام وثقتي بنزاهته منعني من محاكمته)
على ما يبدوا ان ام المهازل لم تمضي وتنتهي شرورها فكل يوم تمطر سحابتها السوداء مهزلة وازمة اخرى
وألا ماذا نسمي تسلل (ابن البعث البار رزكار) الى منصة القضاء العراقي ليتبوء رئيسا لمحكمة الجنايات العليا
في محكمة تأريخية أريد لها ان تكون النموذج الآمثل للمحاكم في التاريخ
وكانوا كل الشرفاء في العالم يصبوا ويتطلعوا اليها بفارغ الصبر وهم منتظرين
بأن يوضع جسد الجريمة الكبرى على طاولة القضاء العراقي ويستخرج منه الآدلة القانونية القاطعة
لآدانة المجرمين وحزبهم الفاشي ولكي تكون اخر مسمار يدق في نعش البعث!!!
وان يسدل الستار على تلك الحقبة السوداء الملطخة بالدماء في تاريخ العراق والتي ليس لها مثيل!
ديمقراطية العراق ليست افضل من ديمقراطية المانيا التي هي بحق النموذج الآمثل للديمقراطية
وفي المانيا كل من يروج لآفكار هتلر والنازية وكل من يمجده يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في المانيا
وقبل اسابيع قليلة أصدرت فرنسا قانوناً يعاقب بالحبس والغرامة كل من ينكر جرائم الإبادة العرقية التي حدثت ضد الأرمن
أليس من حق العراقيين ان يصدر لهم قانون يجرّم ويعاقب كل من ينكر جرائم الطاغية المقبور صدام وحزبه الفاشي وكذلك لكل من يمجده ويروج لآفكاره الآجرامية؟
أليس من حق العراقيين ان يطالبوا بأزالة قبره من ارض العراق الطاهرة؟
أليست المحكمة الجنائية العليا هي التي اصدرت قرارا بأعدامه لآرتكابه جرائم كبرى ضد الآنسانية وبحق البلاد والعباد؟
أذن ما هو المبرر بأن يصبح مزارا للآرهابيين والمجرمين من اتباعه وشبيحته؟
يقال في قصة طريفة:-(لعنة الله على البلاد التي فيها الكلب يربط والجرذ يحل)!!!
كان هنالك سبعان شقيقان واحد كبير هو الملك وآخر صغير هو الوزير. وكان السبع الصغير يعيش في ظل أخيه الملك وكان يرغب في أن يصبح ملكاً فهجر أخاه السبع الكبير ومملكته غير آبه بتحذير أخيه الملك له من مخاطر الغربة. وطاف السبع الصغير في الأرض بحثاً عن مملكة يؤسسها لنفسه. التقى السبع الصغير أثناء طوافه بكلب يطمح هو الآخر لأن يصير ملكاً على قومه. وصارح السبعُ الكلبَ وأفصح له عن نيته فقال له الكلب: أبشر يا مولاي! فما هي إلا أيام وتصبح ملكاً على غابتنا، ولكن ذلك لا يتم إلا بحيلة! فقال السبع: وما هي هذه الحيلة أيها الكلب! فقال له الكلب: دعني أفكر وأدبر الأمر!
وفي اليوم التالي قال الكلب للسبع: لقد وجدتها يا مولاي! أدلك على مضارب قومي فتهجم عليهم لتفترسهم، فأنبري أنا للدفاع عنهم وأنازلك أمامهم وكأني لا أهابك! في هذه الحالة يجب عليك أن تستسلم لي وتجعلني أغلبك وأصرعك أمام قومي وأقيدك بالوثاق! عندئذ سيهابني قومي ويسمعون كلامي وينفذون كل ما أطلب منهم. وأول ما سأطلب منهم بعد استسلامك لي، هو تعيينك ملكاً على قومي، بشرط أن تستوزرني مدى الحياة!
صدّق السبعُ الصغير الكلبَ ونفّذ ما اتفقا عليه ووقعت الواقعة وأسر الكلبُ السبعَ وربط حافريه بوثاق متين ووضع رسناً حديداً في عنقه وجره بعنف شديد أمام قومه الكلاب وأدمى جسده بالسياط فهابه قومه وعينوه ملكاً عليهم! وأخذ الكلبُ السبعَ وجره من عنقه على الأرض بعنف شديد على مرآىً من قومه الكلاب ووضعه في الوادي القريب من مملكة الكلاب تمهيدا لحرقه بالنار تخلصاً منه بعدما أصبح لا يحتاج إليه لأنه نفّذ مأربه في الملك!
جلس السبع منتظراً مصيره وأخذ يندب حظه ويبكي ندماً على عدم سماعه تحذير أخيه الملك من مغبة السفر ومفارقته إياه، فرقّ له جرذ كان قد رأى ما أوقع الكلب بالسبع، فاحتال الجرذ وقرض بأسنانه الحادة وثاق السبع وفكَّ أسره. ولم يتريّث السبع ثانية بل أطلق العنان لحافريه وطار باتجاه مملكة أخيه. وراع منظر السبع الصغير الدامي أخاه السبع الكبير وقال له: ماذا جرى لك يا أخي؟ ومن أوقع بك هذا البلاء وأنت سبعٌ؟! وكيف رأيت لي تلك البلاد؟ فأجاب السبع الصغير أخاه منكسرَ الخاطر: لعنة الله على تلك البلاد يا أخي! الكلب فيها يربط، والجرذ فيها يحل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا