الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان عن حوار

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

2005 / 1 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تعبيرا عن فهمه العلمي للسياسة والعمل السياسي ، وتكريسا للشفافية في عمله و سلوكه السياسيين وانتهاكا منه للتابو في العرف السياسي السوري المعارض , يتقدم حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا بالبيان التالي :
أيها السوريون :
في وقت سابق من هذا العام قام حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا بمبادرة حوارية مع البعثة الدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية في جمهورية ألمانيا الاتحادية ، حيث التقى وفد من الحزب بالسيد جون ليستر المستشار في السفارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط و ذلك في مقر البعثة الكائن في مدينة برلين ، وفي اللقاء الحواري الذي دام ساعتين عبر المتحدث باسم حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا ورئيس الوفد فراس قصاص عن موقف الحزب المعلن من قضية الحرب على العراق ، موضحا كارثيتها وفاتورتها المؤلمة والتي طالت الأبرياء و المدنيين العزل , منوها أن الولايات المتحدة الأمريكية بدءا بالحرب على العراق ومرورا بكل حيثيات وتطورات الوضع الأمني المتدهور فيه أثبتت أنها لا تفهم تماما منطقة الشرق الأوسط , وأن عليها إعادة هيكلة حقيقية لسياستها بحيث تكون بوصلتها الوحيدة دعم الديمقراطية في المنطقة عبر دعم مفاعيل التغيير الداخلي وتفعيلها فيها ، و أضاف المتحدث باسم الحزب أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية إبان الحرب الباردة ارتكزت على دعم أنظمة القمع و الديكتاتورية في المنطقة وتجاهلت الملف القاتم لحقوق الإنسان فيها و ضرب أمثلة متعددة على ذلك ، و بوحي من نزعتها المحافظة فيما يخص المنطقة و بسبب من عوامل و معطيات متعددة استمرت الولايات المتحدة في امتناعها عن دعم الديمقراطية في المنطقة على الرغم من تفردها في قيادة العالم بعد سقوط المنظومة الاشتراكية ، إلا أن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية أكدت أن الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط هي حاجة محلية و دولية ملحة , وأن غياب الديمقراطية فيها هي من أكثر الأخطار التي تهدد الأمن القومي الأمريكي و السلام العالمي ، وأن الحزب على قناعة كاملة بأن الولايات المتحدة باتت تعي ذلك تماما ، و لذلك فإن دمقرطة المنطقة إن لم تصبح حتى الآن على رأس الأولويات الأمريكية فيجب أن تصبح كذلك .
كما شرح المتحدث باسم الحزب و من وجهة نظر الحزب الوضع السوري بكل تعقيداته مشيرا أنه لا بديل عن الضغط السلمي على النظام الديكتاتوري السوري للبدء في تحول ديمقراطي وانفتاح داخلي ، و أن على الولايات المتحدة اتخاذ سياسة رزينة واستراتيجية تبقي على الضغط السياسي والدبلوماسي والمعنوي والإعلامي على نظام القمع السوري - على الرغم من احتمال استجابة النظام لكل مطالب الإدارة الأمريكية بضبط الحدود السورية مع العراق والانسحاب من لبنان والسلام مع إسرائيل .
وبعد ذلك و استكمالا للحوار بعث المتحدث باسم الحزب في 19122004 برسالة فاكس إلى السيد جون ليستر أكد فيها أنه سيكون ضربا من العبث تقرير سياسة حيال منطقة أو دولة ما ، دون حيازة صورة لها تعد الأكثر مقاربة لواقعها ، الأمر الذي يتطلب العمل على بلورة الصورة المطابقة لواقع سورية و المنطقة من منظورات متعددة ، أهمها ذلك الذي يتأسس على رؤية من الداخل و العميق ،
و اعتبر المتحدث باسم الحزب أن سوريتنا تعطينا ميزة نسبية تساعدنا على تحقيق فهم عميق و متقدم عما يحوزه سوانا ، بما يحملنا على الادعاء بأننا (في حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ) .. يمكننا أن نرى و ننظر من الداخل السوري وأن نتموضع في العميق فيه .. إلا أن ذلك لا يهون أبدا من مدى صعوبة التشخيص المصوب للحال السوري و العمل عليه ، على أن فهمنا لتعقد الأزمات السورية المركبة و المتداخلة و العميقة الجذور قد يقينا من الاختزال و التبسيط و التسطيح بالغة الخطورة .
كما شرح خصوصية نظام البعث السوري في تعاطيه مع الواقع الذي يسيطر عليه في سورية حيث قدم عرضا لملامح هذه الخصوصية كان منها :
1- لم يخلق الإيمان لدى السوريين بضرورة تكوين انتماء سوري يحظى بالأولوية على الانتماءات القومية -الفوق سورية – فمارس التمييز القومي و لم يعترف بشرعية الدولة السورية في خطابه الموجه نحو الداخل .. وكان أن خلق العوائق المتزايدة أمام تبلور هوية سورية أساسها المصلحة و الإرادة المشتركتين بين المكونات البشرية السورية المتعددة .
2- تجاهل ضرورة الإصلاح الديني الذي يؤمن القفز على الحالة الطائفية و يؤسس لموقف عقلاني من الذات أولا و من العالم ثانيا و عمل على إفشال الموقف العلماني في سورية بأن زاود على الفكر الديني السائد ذو الطبيعة الإلغائية خصوصا بعد أحداث 1979 – 1982 حيث استطاع هزيمة الأصولية الإسلامية سياسيا و لكنه أعاد لها الغلبة الاجتماعية بسبب طبيعته القمعية و عدائه للرأي الآخر و نفوره من الحوار و النقاشات العامة و توسيعه لمساحة المحرمات الشاسعة أصلا و أعاقته ثم منعه قوى المجتمع المدني فأقفل الباب نهائيا أمام تحديث الأنظمة الفكرية و المعرفية التي يمكنها هي فقط أن تعيد صياغة البنى و العلاقات المجتمعية على أسس صحيحة .
3- استخدم القمع و أسكت الأصوات المعارضة و منع المجتمع عن التعبير عن تناقضاته بشكل سلمي و فشل في إدارة الاقتصاد و أفاد من احتكاره للسياسة و تغييبه للمعارضة و المراقبة في سهولة نهبه لثروات السوريين و مقدراتهم بحيث أمسى الفقر قدر أغلبية السوريين كل ذلك ساهم في تأزيم التناقضات و استفحالها ورفع حدة اليأس و الإحباط ،
و لذلك ووفق رسالة المتحدث باسم حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية فإن الأجدى في التعاطي مع الحال السوري يمكن أن يكون من خلال المحاور التالية :
1- الانتباه والحذر من إتباع سياسة قصيرة النظر و مفرطة في التقييم الخاطئ لتغيير النظام بأساليب القوة و الحرب ( مثال العراق)
2- إ ن عدم الاكتفاء باستجابة النظام الديكتاتوري السوري للمطالب الأمريكية فيما يخص العراق و لبنان على إلحاحهما يشكل مدخلا من أجل العمل الدؤوب على دمقرطة النظام السياسي في سورية بشكل هادئ و تراكمي و تدريجي و ذلك بالضغط عليه دبلوماسيا و سياسيا لتبني إصلاحات من شأنها المساهمة في تحقيق الانفتاح السياسي و الاقتصادي.
3- العمل الجاد على دعم و تأييد الأحزاب العلمانية الليبرالية السورية و تلك التي تحولت باتجاه الديمقراطية مهما كانت قاعدتها الشعبية محدودة إذ أن لها اصطفافات في المجتمع لا تزال كامنة مختزنة طاقة تنويرية و عقلانية و ديمقراطية تبحث عن تحرير.
4- الركون إلى القاعدة السائدة في أساليب السياسة الأمريكية و التي ترى أن الأداة الوحيدة الناجعة في إحداث التغيير العميق في البنى المجتمعية و الأنظمة الفكرية و المعرفية هي السلطة السياسية هو ركون ليس له ما يبرره (الثورة الفرنسية مثلا ) و استعجال باهظ النتيجة ( و الذي لا يبدأ إلا من تغيير السلطة المكلف ) ، و لذلك فإن العمل الفوري على تبني تغيير متعدد الأبعاد يعمل على توظيف كل القوى و السياقات الممكن أن تساهم فيه من أحزاب و حركات اجتماعية و سياسية و قوى مجتمع مدني و مثقفين و كتاب أمر على غاية الإلحاح و الأهمية .
5- التأكيد على أهمية الدفع إلى الانسحاب الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل و إقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كونهما من أهم العوامل الحاسمة في تفريغ التوتر و الاحتقان و الشعور الكثيف بالظلم لدى الأغلبية في المنطقة و في سورية .الأمر الذي يمكن أن يؤسس لواقع جديد و مستقبل جديد في منطقة الشرق الأوسط .


معا من أجل حداثة و ديمقراطية في سورية
لجنة إدارة الخارج لحزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
ألمانيا في 31122004

www.hadatha4syria.com
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله