الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خائفة بلا أعين

نور نديم
(Nour Nadim)

2012 / 1 / 8
الادب والفن


تمد يديها لتتحسس الأشياء في طريقها
- أهذا أنت ؟
لا تأتيها إجابة
تصغي أكثر .. تستجمع حواسها
- اجبني بالله عليك .. لا تترك خوف الظلام يفترسني
مازالت تتخبط في الأشياء محاولة خلق تسلسل للخطوات لا تخطئه ذاكرتها
لم تخشى الظلام في طفولتها ؛ لكنه اليوم يغلف عالمها بلا هوادة
ترتجف لمجرد التفكير انها لم تعد قادرة على الرؤيا .
لن ترى تعبيرات الوجوه غير المعلنة ، ونظرات الأعين الخافتة
ترتعب لمجرد التفكير في عدم قدرتها على رؤية علامات الارهاق على ملامحه مهما لمسته
واختفاء وجهه في الظلام من ذاكرتها.
تتساءل كل يوم ؛ أستظل ذاكرتها ملونة أم ستعتم مثل عينيها بمرور الزمن.

قلبها قارب على التوقف من شدة الخوف ، لم يجيبها أحد . مؤكد ليس هو ، فهو يعرف جيدا كم صارت خائفة بلا أعين.
يزيدها الاضطراب تعثرا ..
تحاول جاهدة التركيز في مصدر الصوت
تتخيله آتيا من بلكونة حجرتها ..
تصدق حواسها العاجزة المرتعشة
تتلمس الأرض تحت قدميها كمن لا تثق في وجودها
تختار طريقها مارة بغرفة مكتبك علها تجد بقايا شجاعتها المفقودة بين أرفف كتبك
تمد أناملها الباردة تلمس قلمك واطار صورتك
تأخذها بين ذراعيها بكل قوتها لتذيب خوفها بين ملامح تؤَّمن ظلامها القاسي
وتهمس لصورتك : أين أنت ؟ أنا خائفة كالأطفال

تتقدم نحو الصوت .. تتشبث قدميها بالأرض
تمد يدها باحثة عن إجابة
لتلمس شجرة ياسمين ساكنة هنا مند طفولتها ، تداعبها ريح خفيفة
تتسمر في مكانها وتجهش ببكاء صامت ناظرة لإطار يحمل صورتك
ليأتيها صوت ينادي اسمها
فتخفي دموعها فيك وتبتسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا