الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسكاس اماينو والواقع الامازيغي

كوسلا ابشن

2012 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية




عمل النظام الاستعماري لشمال افريقيا في فترات سيطرته على المنطقة , على محو الذاكرة الجماعية للشعب الاصلي والاصيل امازيغن عبر فرض ثقافة الاحتلال بالوسائل القسرية المادية والفكرية , الا ان العامل السيكولوجي الرافض للتقبل القسري لثقافة المحتل من جهة والراضخ للترهيب المادي من جهة اخرى , فهذا العامل يلعب دور مهم في تخزين الموروث الثقافي الجماعي , المحرم , في العقل الباطني وهذا ما يتجلى في بعض الممارسات و الرموز والطقوس المبهة والتي تنقلها الجماعة من اللاشعور الى الشعور , فالطقوس التي حرمتها الايديولوجية الاستعمارية العروبية- مكالاسلاموية تعيد نفسها في اشكال مختلفة مثال على ذلك دعاء الاستسقاء وما يصاحبها من ممارسات, هي طقوس امازيغية قديمة مارسها الامازيغ اثناء الجفاف لاستعطاف رب المطر ( انزار ) للسماح للمياه ان تعود لمجاريها , اوطقوس نهاية الحصاد ( شجح مجح ) , وكذا الطقوس الاحتفالية التي تمارس في يناير من دون ادراك انها احتفالية رأس السنة الامازيغية , فهذا المخزون الوراثي المنتج جماعيا لا تستطيع اي قوة مادية او رمزية القضاء عنه ومحوه نهائيا في وجود الجماعة الحاملة للموروث ولو في اللاشعور .
اسكاس اماينو امازيغ بمخزونه الرمزي النفسي و الاجتماعي و التاريخي مازال صامد في وجه الايديولوجيات الاستلابية الاستعمارية , واليوم تحول الاحتفال به من اللاادراك الى الادراك الواعي للرمزية التاريخية لاسكاس اماينو امازيغ , واصبح الامازيغ في تامازغا والديسبورا يحتفلون به كل سنة , مع مهرجانات خطابية للحركة الامازيغية لاستذكار اللحظة التاريخية والرمزية للمناسبة الاحتفالية في غياب جدلية الخطاب والواقع الامازيغي المعاش .
التاريخ يسير الى الامام بكل تحولاته وتغيراته في علاقة جدلية بماضي التاريخ وحاضره , اذا ستحضرنا شيشنق الاول فرعون مصر وانجازات الاسرة الامازيغية التي حكمت تلك البلاد لما يناهز 200 سنة , بهذه المناسبة واستحضرنا المعارك التحررية ليوغرطا وديهيا وغيرهما , فاين موقعنا في التاريخ الحاضر من اللحظات التاريخية السابقة والانية ومن مكوننا الحضاري وسيادتنا الطبيعية على جغرافيتنا ومنتوجنا المادي والفكري واستقلاليتنا على كل مغتصب وكل ثقافة استعمارية.
سيحتفل ايمازيغن برأس السنة الامازيغية ( 2962 ) , احتفال بيوم العز الامازيغي الذي صنعه شيشنق الاول , في دهر الذل والهوان , في فترة السيادة الكولونيالية البغيضة واستعباد الشعب الاصلي والاصيل المحروم من خيرات وثروات ارضه التي تنهب من اقلية مازالت تعتز بهويتها الاجنبية المفروضة على الشعب المحلي بقوة الايديولوجية الرجعية المدمرة لثقافات الشعوب , افيون الشعوب المتمثل في الدين الاسلامي الذي اصبح ثقافة سائدة تفني هوية الشعب والارض وتبرر سلطة الكولونيالية ونهبها لخيرات البلد واستغلالها لليد العاملة وقمعها للاصوات التحررية المتنورة الرافضة للكولونيالية وثقافتها الرجعية , الارهابية الاجنبية .
تأتي هذه المناسبة في وقت شهدت فيها تامازغا و ما زالت تشهد موجة من انتفاضات واحتجاجات شعبية ضد الاضطهاد القومي والاجتماعي , منها من وضعت اوزارها ومنها من يتابع الخطوات المحتشمة المناسباتية والاسبوعية . في ليبيا التي كان احد ابنائها من المشواش وراء الحدث التاريخي المحتفل به اليوم , ورغم الانجاز البطولي لاحفاد شيشنق في معركتهم التحررية ضد الطاغية ال قدافي ونظامه العنصري ورغم التضحيات الجسام التي قدموها ففي الاخير خرجوا من المعركة مكبلي اليدين رازخين لنفس النظام الفاشستي العنصري في حلة جديدة ليبرالية-اسلاموية .
ففي تونس الاسلاموية ما زال الامازيغ يعانون كالسابق من جحيم الانكار والتهميش والاقصاء والاستبداد , وما يقال عن ليبيا وتونس لا يختلف كثيرا على ما هو عليه الحال في الجزائر والملروك الا في بعض القشور المدونة في الدساتير السلطوية , اما في الواقع المعاش فلا فرق بين امازيغ شمال افريقيا الكل يعاني من التمييز العنصري والتهميش والالغاء , الكل يعاني من النظام الكولونيالي البغيض . ‎
السلطة الكولونيالية لا تسقط بالنضال الطبقي الاخلاقي ولا بالافكار الميتافيزيقية التي تروجها ابواق النظام العروبي-الاسلاموي للتستر على الكولونيالية ومنع الشعب من التفكير في النضال التحرري القومي -الاجتماعي , وهذا النضال وحده الكفيل لتحرير ايمازيغن من العبودية والاحتلال , وهذا بدوره لا يمكن ان يكون الا بقيادة احزاب ثورية بمرجعية محلية , تتبنى قضايا الشعب القومية والاجتماعية , تناضل بدون هوادة ضد السلطة الكولونيالية واعوانها بمختلف طوائفها واسمائها . تناضل من اجل تحرير الشعب وتفرير مصيره بنفسه وبناء مجتمع حر تختفي فيه الفوارق الطبقية والعرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اورنسن مايكا
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 9 - 15:21 )
لم يعرف الامازيغ قط ما تسميه بالسنة الامازيغية ولاوجود لها ابدا في الاعراف والموروث الامازيغي انما هي بدعة مستحدثة من طرف اللوبي الامازيغوي
اتحدى الكاتب ان يثبت ذلك بمستند صحيح او اغنية معروفة


2 - العداء للذات خدمة للاستعمار
كوسلا ابشن ( 2012 / 1 / 9 - 19:23 )
الى الاخ اعونان
اولا هذه المرة لم ترهق تفسك لاعادة كتابة مقالي بعنوان اخر او فرعي وتنتقده كما تشاء
bravo
ثانيا كما اشرت في مقالي رأس السنة الامازيغية احتفل بها الامازيغ من دون ادراك مغزى الاحتفال فهو عرف يمارس مند القدم وكما اشرت في المقال فكثير من الطقوس الممارسة لم تفك رموزها وهي منتوج جماعي حافظ عليه العقل الباطني ,ا اما الموروث الامازيغي المدون فقد اتلفه الاستعمار العروبي بدعوى انه منتوج وثني , جاهلي يتعارض مع القيم الاسلامية الجديدة الاستلابية الاستعمارية .
اتعرف ما معنى اللوبي يا اغونان لتتحدث عن اللوبي الامازيغوي .


3 - التامازيغيون
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 10 - 05:10 )
هكذا فجاة ظهرت مصطلحات فريدة لم يعرفها اجدادنا قط مثل
تفيناغ حروف عبارة عن اسبراتو مغربية
تامزغا ممالك او دول غيرمحددة تاريخيا او جغرافيا
السنة الامازيغية لوسالت عنها اي امازيغي في اية جهة لاعلم له بها ولايتمكن من نطق رقمها
لاول مرة اسمع عن شعب يحتفل بمناسبةلا يدرك مغزاها
استعمالي كلمة لوبي في سياق مقصود يوضح اني اعرف جيدا توظيفه على الامازيغ الايتركوا توظيف الامازيغية بحيث تتحول الى تسييس للتعصب والعنصرية من يربطها ها بالعرق ومن يرهنها للفرنكفونية ومن يربطها بالشيوعية وحتى بالصهيونية اذ هناك جمعيات وزيارات لابد من وقف هذا العبث بهذه الورقة

اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن