الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟

لؤي الخليفة

2012 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة مشهد مؤلم وصورة قاتمة تلك التي تطالع المرء حين يعود بذاكرته الى الاعوام التسعة الماضية , تلك الاعوام العجاف التي غصت بدماء العراقيين وجعلت من مشاهد الرعب والازمات زادهم اليومي ناهيك عن الخشية من المجهول ومما اخفاه الساسة لهم ... وازاء ذلك طوى النسيان من قتل منهم فيما يعيش معاناته بصمت من عوق وبترت اطرافه وشرد الالاف من الاطفال ممن ثكلوا بأبائهم ومعيليهم ... ودون شك فأن هذه المشاهد المريرة هي جزء من العديد من غيرها زادتها ظلمة وساهمت في تصعيد الازمات المتلاحقة والتي ما برحت ولازمت العراقيين حتى يومنا هذا ... ولكن لم كل هذه القسوة بحق المواطن ؟ , ولاجل من قتل هذا وعوق ذاك او خطف وهجر ؟ .
سنكون بعيدين عن الصدق اذا ما قلنا ان ما جرى كان من اجل الوطن وسيادته وعزته , وسنكون في قلب الحقيقة حين نعزي ذلك الى المصالح الدولية والاقليمية اضافة الى اخرى فئوية وشخصية بحته ووفق اجندات معدة سلفا هدفها قتل روح المواطنة لدى الفرد العراقي ودفعه الى التفكير بمصيره وعائلته بعيدا عن قضايا الوطن وما اعدوا له من مؤامرات وخطط سواء اكانت تقسيما ام جعله تابعا لهذه الدولة ام تلك ... فمنذ العام 2003 وحتى يومنا هذا تتكرر ذات الاحداث الارهابية وذات المشاهد لا تتعدى ... ثمة سيارة او دراجة ملغمة او يقودها انتحاري تنفجر وسط اناس يتبضعون او عمال يسعون الى لقمة العيش او دائرة حكومية ... او انتحاري بحزام ناسف يفجر نفسه قرب مدرسة ... قذيفة تطلق من هنا او هناك ... , والغريب ان هذه الكوارث التي لم تسقط علينا بكل تأكيد من السماء تكون موضع شجب واستنكار الجميع سواء في الداخل او الخارج , بيما لم يكل المسؤولين والساسة مع كتلهم واحزابهم عن الادانة محاولا كل منهم رمي الكرة في ملعب الاخر , كمحاولة للتنصل من المسؤولية ... وقد كان الامريكان وحتى ايام غير بعيدة شهودا على ما يجري , بل انهم كانوا اللاعب الرئيس في هذه الساحة وفي كل ما حدث ... .
احد المحققين الجنائيين اجاب حين سألته مجموعة من الصحفيين عن الكيفية التي مكنته من معرفة جناة ارتكبوا جرائم مبهمة عديدة ارعبت الناس , قائلا ان ادوات الجريمة وطريقة التنفيذ ودوافعها هي التي قادتني الى المجرمين ... وفي بلدنا الجناة وادوات الجريمة واهدافها ومن يمد لهم يد العون والمساعدة ... كلهم معروفين الا ان المحققين ... !! .
اعتقد ان الموضوع اكبر مما ذهبنا اليه , فلم اسمع يوما بقالا قال عن بضاعته فاسدة ... فكيف نطلب من من مجرم الكشف عن القتلة وهو من كلفهم بهذه المهمة القذرة ؟ , وكيف نريد ممن باع ضميره ووطنه بدراهم معدودة ان يكف عن تنفيذ املاءات واجندات داخلية اوخارجية , حديثة او قديمة هدفها تركيع العراقيين وتمزيق وطنهم , فهؤلاء
الساسة والقتلةالذين يذبحون العراقيين يوميا اتقنوا اللعبة جيدا , فتراهم بعد كل جريمة يفتعلون الازمات وطي صفحات سوداء وفضائح مشينة وصرف الانظار عن تجاوزات دول الجوار المتواصلة , او طمس ملف هذا الفاسد او ذاك ... .
ولو حاولنا ان نلقي نظرة سريعة على الاحداث التي جرت منذ انسحاب قوات الاحتلال وخاصة بعد الازمة السياسية الاخيرة والتي لم تزل تعصف بالبلاد , نرى ان الكثير من الملفات الساخنة قد علقت او ربما تلفت , ومئات القضايا التي تخص حياة المواطن جمدت ... ولو اردنا ان نفصح اكثر نقول على سبيل المثال لا الحصر , الم تنسنا الازمة كارثة ميناء بوبيان الكويتي الذي سيخنق العراق اقتصاديا ؟ ... الم تتعطل لجان النزاهة البرلمانية عن متابعة فضائح المفسدين ممن سرقوا المال العام وممتلكات الغير ؟ ... اوليست هي محاولات لصرف النظر عن مصير مئات المليارات المتحققة من ايرادات النفط ؟ ... اولم يقتلوا فرحة العراقيين بطرد قوات الغزو ؟ ... وثمة العشرات من الاسئلة والاستفسارات التي لم يعد المواطن بحاجة لاجابة المسؤول عليها بعد ان خبر سلوك الشلة التي تسلطت على رقابه .
ترى ماذا حل بالعراق حتى باتت تحكمه ذات الوجوه منذ سقوط النظام السابق والى اليوم , الم تنجب العراقيات سوى نوري المالكي واياد علاوي ومسعود البرزاني ؟ , امن العدل ان يختصر الشعب العراقي بأولئك الثلاثة واشباههم فقط ؟ ... ولطالما كان الامر كذلك فأن على هؤلاء ان يعرفوا ان العراقيين يحملون المالكي كل قطرة دم تراق , وهم غاضبون اشد الغضب من يد علاوي الممدودة الى خارج الحدود وسعيه الى التفريط بوحدة وسيادة البلد , ويقولون للبرزاني ان كمت تسعى لان تجعل من نفسك رمزا للكرد , فبالمقابل ستكون ..... في نطرالشعب العراقي لانك ماض الى ثلم جزء عزيز من هذا الوطن ... عليكم جميعا وتوابعكم مغادرة هذه الخنادق الملغومة وانطلقوا صوب باحة الوطن الكبير , الوطن العراقي ... ولتكن المصلحة العليا فوق مصالحكم الشخصية وكونوا صريحين مع انفسكم وانقذوا البلاد من ازماتها ومن هذه الفوضى وحالة التشرذم والتمزق واركنوا الدستور العليل جانبا واوصدوا الابواب بوجه التدخلات الخارجية اقليمية كانت ام دولية ولا تستقوا بها فهي لا يروق لها عراقا قويا معافى وابتعدوا عن النعرات القومية والطائفية التي بات يمقتها المواطن الا انتم والا فكفوا عنا شروركم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م