الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزر الفلسطيني والسرير المباركي

شوقية عروق منصور

2012 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


قال الملك لير في المسرحية الشهيرة – الملك لير - لشكسبير :
" بأن الأسوأ ليس حقيقة ، الأسوأ أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ "
لقد عادت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، وهذه المرة في العاصمة الأردنية عمان ، على الرغم من طريق المفاوضات الطويل الذي أصبح عبارة عن طريق مطاطي او بلاستيكي يذوب تحت نار الرفض والتعنت الإسرائيلي والتنازل الفلسطيني البطيء ، يعود دائماً ليتشكل حسب مواصفات القالب الأمريكي والإسرائيلي والقناع الأوروبي .
تعودنا على عودة المفاوضات ونثر ورود التفاؤل وأضواء الوجوه الإسرائيلية المستعدة للانقضاض على ما تبقى لنا ، ثم تعودنا على قلب الطاولات وكيف تتحول إلى خنادق كل طرف يوجه طلقاته نحو الآخر ، ولا نعرف لماذا السلطة الفلسطينية قبل المفاوضات تقوم بحشو الفرد الفلسطيني بالكلمات والخطابات الرنانة وكأن هذه المرة ستكون هي الأخيرة للحصول على كل شيء، وعلى الفلسطيني السباحة في بحيرات الآمال ، لكن سرعان ما يتبعثر الحشو في الهواء وتنفس بالونات الأحلام الملونة ، لدرجة لم تعد هذه اللقاءات والمفاوضات تهم الفلسطيني وتمنحه بطاقات اهتمام لطرق أبواب تفاؤل ، لأن على الأرض السيرك الإحتلالي لم يترك أي مساحة للحلم إلا اغتاله ، ولم تترك يده الخفية شيئاً الا وسرقه ، مع إطلاق ثعالبه وذئابه .
هذه اللقاءات والمفاوضات لا تهم الفلسطيني ما دامت النتائج لا تتحقق على أرض الواقع، الواقع الذي ينهش ويأكل ويصادر ويطرد وتتقلص الحياة أمامه ، نعترف هناك مفاهيم وافكاراً جديدة في الشارع الفلسطيني الذي يتغير أيضاً ، خاصة عندما يرى الانهيار الواسع في طروحاته السياسية ، وتقزيم رؤيته التاريخية وخضوعها إلى عمليات تقليص حادة عن طريق خبراء في قص أحلام الشعوب .
فعلى السلطة الفلسطينية تدارك الأمر ، حرصاً عليها أولاً وحرصاً على بقاء التاريخ شامخاً ، وردم الفجوة بين القادة وبين الناس الذين ينتظرون .
إسرائيل تريد دفع المفاوضات بيد وباليد الثانية دفع عملية الاستيطان و تختار التوقيت التفاوضي للتسريع في رفع وتيرة البناء الاستيطاني ، وأثناء الانشغال بوضع الميكروفونات لتسويق أخبار المفاوضات ونقلها على الفضائيات المرحبة يعلن نتنياهو إقرار بناء 300 وحدة سكنية في القدس وضواحيها ، ومع اننا تعودنا على لطمات نتنياهو وغيره من النتنياهوات ، الا أن هذه الوقاحة الاستيطانية لا تدفع الجانب الفلسطيني للخروج والاحتجاج خلال المفاوضات ، حتى أنها لا تجد الحرج للجانب الأمريكي والأوروبي ، فيكفي اللقاء وبريق الكاميرات ، اما الرئيس الفلسطيني فأصبح يذكرنا بالممثل المصري القدير " عبد الفتاح القصري " الذي يردد دائماً في أفلامه بصوته الجهوري عبارة " كلمتي مش حتنزل الارض ابداً " لكن ما أن تصرخ زوجته حتى يقول " حتنزل ، حتنزل " .
الكل يرحب ، وينشغل الجميع بعرس المفاوضات ، الاتحاد الأوروبي وأمريكا إلى الدول العربية ، الجميع يحاولون شد جزرة المفاوضات .
هناك أغنية يغنيها الأطفال عن جزرة لا يستطيع الأب قلعها من جوف الأرض فيستنجد بالأم فتأتي فتشد مع الأب لكن لم يستطيعان قلعها ، فتأتي الإبنة فيشدوا ويشدوا ولم يستطيعون قلعها ثم يأتي الابن وبعد ذلك الأقارب ثم يأتي الجيران ويبقون بالتزايد حتى يأتي الفار فيقلعها ، وهذه المفاوضات مثل الجزرة العنيدة ، الجميع يشدون وكل مرة تزداد أعداد الأيدي التي تشد ، لكن الجزرة ما زالت متشبثة . نأمل أن تبقى عنيدة ولا تخضع لأي فأر فتقلع .

السرير المباركي

السرير على مر التاريخ له عدة أشكال وألوان ، من فرشة محشوة بالقش إلى قطعه هامة تصنع من عدة مواد ، من الخشب إلى الحديد إلى الماء إلى الذهب ... الخ
هو يحملنا في الولادة وفي الموت ، وأثناء الحياة يكون وسيلة للراحة والنوم بهدوئه وكوابيسه ، بقلقه وأحلامه ، ويبقى هو الوعاء فقط ، الجسم وحده يقرر حرارة تلك الحياة وكيفية التعامل مع ساعات النوم .
لكن على مر التاريخ لم نر السرير وسيلة من وسائل التسول الأجوف إلى حد المهانة والذل ، والهبوط إلى مستوى متدن في رسم الشخصية .
الرئيس المصري حسني مبارك استنفذ التمثيل لدرجة السطحية المباركية ، فما معنى
أن يجر إلى المحاكمة بسرير طبي ، مع أن مرضه ليس من الأمراض التي تمنع الوقوف أو الجلوس على كرسي متحرك ، جميع الأطباء والذين يرونه ، يعترفون أن مبارك لا يعاني من الشلل أو قلة الحركة ، انه مريض ولكن ليس لدرجة النوم على السرير بهذه الصورة التوسلية السمجة التي تبعث على الدهشة التي تنقط اشمئزازاً ..! لماذا هذا السلوك من "رئيس" كان قوياً وقادراً ويتصرف بمصر كأنها مزرعته والمصريين كأنهم عبيد عنده ..؟! لماذا يسلك هذا السلوك الفضائي الموزع على الفضائيات بشهوة الزمن المفتوح ، في وقت يجب أن يتحلى به القائد بالقوة والجرأة حتى النهاية ...؟!
إن المحاكم التي عقدت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وأيضاً بعد الثورات والانقلابات في الدول العربية و الغربية لم تظهر مثل هذا السرير، الذي تحول إلى نكتة بالية تستدعي من الرئيس الكف عن الالتصاق بالسرير والوقوف جامداً مهما كانت أصعب التهم .
إن الرئيس المخلوع مبارك يتقاسم السرير مع بعض المطربات اللواتي يقمن بتصوير الأغاني الكليبات على السرير ، متمسكات بفكرة الغناء فوقه ، كأنه منصة ومسرح ، قد يكون الذين وراء حسني مبارك يشيرون عليه بالبقاء فوقه ، عوضاً عن المنصات التي فقدها ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار


.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر


.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل




.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية