الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمام الحاسوب

القدميري وفاق

2012 / 1 / 8
الادب والفن


بعد أن أشعل جهاز الحاسوب، وجد نفسه وبشكل عفوي يلج موقعه المفضل ، هذا الموقع الذي أخذ من الإهتمام الشيء الكثير . يقوم بإدخال عنوانه الإلكتروني ثم رقمه السري وهو متوجس ومترقب لكل جديد ستحمله له صفحته، غير أن هذا الجديد يتركز بشكل أساسي في طلب الصداقة الذي أرسله منذ ثلاثة أيام ، إسم قديم جديد ،يحمل أكثر من دلالة في ذاكرته وفي قلبه .

خاب ظنه مع عدم توصله بالموافقة علئ طلب الصداقة الذي أرسل ،تجمدت في ذاكرته صورة تلك الفتاة التي لطالما إعتبرها حبه الأول ،كيف لا وهو قد حملها في قلبه منذ كان في القسم السادس الإبتدائي ،في وقتها لا زال طاهرا بريئا ،صادقا ، وعذبا ، لايفهم من الحب إلئ أنه إبتسامة عفوية من فتاة مجدة ،طاهرة ،تختزل في عينيها براءة الكون .أحبها حبا علئ مقاس الاطفال ، حبا لطالما عبر عنه في رسوم ساذجة وبسيطة ،حين كان ينجز درس الفنون التشكيلية ، حيث إذا طلب منه أن يرسم شكلا معينا رسمها دون أن ينتبه .

إستدرك نفسه بعد أن هربت به الذكرئ نحو فتاة الطفولة التي بقيت عالقة في ذهنه رغم توالي السنين وتوالي الفتيات .

راح يقلب فأرته بين صفحات الأصدقاء وصفحات الإعجاب ، يقف عند جديد هذا في الكتابة ، وعند أخر النكت عند ذاك .

ثم تأخذه متاهات الثورات ، هته الثورات التي أصبحت حديث "الفيسبوك" قبل العالم ، فلكل ثورة صفحة علئ "الفيسبوك" قبل أن يكون لها وطن . هكذا جلس صاحبنا يطالع جديد الصفحات (عذرا الثورات) ،وجد نفسه متخبط إستعصى عليه فهم ما أمامه ، حيث أن إعجابه بما تحمله هذه الصفحات أفل قليلا ، فلم تعد كما البداية تجسد لوحة فنية يرسمها شباب هذا الوطن العربي بواسطة لوحة مفاتيح وشاشة ، ليتم نقل هذه اللوحة إلى الشارع ، لكن الأدوات تختلف فلوحة المفاتيح تحولت أجسادا هي أداة الكتابة ، والشاشة أصبحت العالم العربي كله .هكذا بدت له الثورات وصفحاتها بدءا ، لتصبح الأن في نظره كتلك العلاقات الغير الشرعية التي تستمد أفعالها من قصص الحب الخالدة ، وهي خالدة لأنها لم تتكرر وكل ما يتكرر فهو رديء

، ومن هنا نفهم أن أبناء هذه العلاقات الغير شرعية لن يكونوا سوى أطفال بتشوهات خلقية لن نجد لهم مسميات أفضل من الحروب الأهلية والعنف،وتقسيم الاوطان .

بعد أن إكتفى من هذه الثورات، ومن التحصر على هذا الوطن الكبير الذي قد يظهر أحيانا أنه (معمل له عمل ) علئ قول أخواننا المصريين ، فحتى الثورة بعد أن بدأت أملا إنتهت هذيانا وحمى معدية وضررها أكبر من نفعها .

عاد صاحبنا إلى حائطه الشخصي طلبا للهدنة والسكينة بعد جولة تصفح دامية.. عاد ليبدأ هو هذيانه المعتاد بين وضع المقاطع الموسيقية وكتابة الشذرات على الحائط ،أشياء بقدر ما تعكس ميول صاحبها وتوجهاته ومدى مزاجيته في ذلك اليوم بقدر ما تعكس رغبة خفية في جمع أكبر قدر من التعليقات والإعجاب .

وهو ملتهي بعمله هذا إذ بإخبار جديد يظهر على الشاشة، يطالعه فإذ به يجد طلبا للصداقة، هي فتاة لكنه بعد دخوله إلى صفحتها يجدها من النوعية التي لايفضلها، فهي صغيرة السن..ولطالما كان يؤمن أن التقرب إلى قاصر هو بمثابة الصيد أثناء الراحة البيولوجية ..هذه الفترة التي يمتلأ فيها البحر بالأسماك الحديثة الولادة ..بحيث أن الصياد يستغل هته الاسماك الصغيرة القليلة الخبرة ليمارس عليها فنونه وتقنياته وحنكته في الإصطياد ..لذلك إرتجى أن يرفض طلب الصداقة .

نظر صاحبنا إلى الساعة الصغيرة في أسفل الشاشة ..فلاحظ أنه لم يتبقى سوى دقائق على إنتهاء صبيب الانترنيت ..عجل بالإنتهاء مما كان يفعل وأغلق الصفحات الغير مهمة ..وبينما هو يهم بإغلاق حسابه ..إذ بإخبار جديد يلوح على الشاشة ..يطالعه على عجل قبل أن يدركه الوقت وإذ به يجد موافقة على طلب صداقة ..يتحقق منه .. ليجدها هي بالفعل فتاة الطفولة ..تنضاف إلى لائحة المتصلين .

يرسل لها كلمة شكر

تجيبه بالعفو ..يحاول أن يكتب شيئا ..لكن أفكاره تشتبك .. يرفع عينيه على الشاشة

ليجد أن كل شيء أصبح أمامه

(عذرا الشبكة غير متاحة) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي