الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجُناة يتضامنون، فمتى يتضامن الضحايا؟ عن قضية المفصولين من -الصباح-

باسم المرعبي

2012 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تباهى السيد المالكي، أكثر من مرّة، أن لا سجين رأي في العراق
قد يكون هذا صحيحاً، لكن المفارقة المرّة أنّ هناك قتلى بسبب آرائهم،
وهذا يذكّر بقصة تبييض السجون، أيام نظام صدام، فبدلَ اطلاق سراح السجناء السياسيين يتم قتلهم، مع الفارق طبعاً.

والفصل من العمل لأسباب سياسية هو نوع من القتل. وهو نهج دأبت عليه كل أنظمة الحكم المتعاقبة في العراق، وكل نظام جديد يعيّر سابقه بهذه "الخلّة" ويلعنه ويعمل على اعادة المفصولين ويعدّ ذلك منجزاً له ومكسباً لـ "لجماهير".

رغم انّ الموضوع يتعلق، هنا، بحرية الرأي والتعبير وقد يكون الفارق بين ذلك وبين ما هو سياسي غير ملحوظ في أحيان كثيرة.
على أية حال،
لكن أن يكون هناك ضحايا للتعبير بسبب من آرائهم أو طبيعة عملهم الإعلامي على يد نظام تحقّق، بعد أن دفع العراقيون، ( وما زالوا)، انهاراً من الدماء بسبب من غياب الحرية، فهو الأمر الذي لا يمكن استيعابه أو الإذعان له.

الحديث هنا يتصل بقضية محدّدة، هي، فصل الزملاء، الأصدقاء، أحمد عبد الحسين وأحمد حسين من جريدة الصباح، ومِن قبلهم عبد الستار البيضاني، وعبد الهادي ماهود، والأخير من (اعلام السماوة) وقد مرّت قضيته بصمت الى أن كتب هو معلناً عن حالته في الفيسبوك:
(على الرغم من كراهيتي ومعارضتي للنظام السابق لكن لم يتسن له فصلي لأني لم أكن موظفاً أصلاً، لكن الآن وفي ظل النظام الديمقراطي الجديد صدر أمر فصلي من العمل كمتعاقد في إعلام المحافظة بقرار مؤرخ بتاريخ 21/9/2011 لكن الفصل منذ 5/9 أي قبل بضعة أيام من الجمعة التي إندلعت فيها مظاهرة في السماوة بمناسبة إنقضاء المئة يوم الثانية وغطيتها بأمانة لإذاعة أعمل بها.. لقد أصبحت وعلى حين غرة مفصولاً سياسياً .. شكراً للذي فعلها.. كان يجب أن أشتري براتب هذا الشهر الذي صودر حقائب وقرطاسية لأطفالي لكني سأبيع خاتماً لزوجتي من أجلهم وسأبقى..).

هذه القضية تثير ما هو أكثر من الحنق والغضب. لكن لا عجب
ما يجري في العراق كلّه عجائب،
فالتناقض في كلّ شيء والكذب طال كلّ شيء والفساد صار نوعاً من الفولكلور.

ومهما قال أصحاب قرارات الفصل في تبرير اجراءاتهم، ما من أحد سيقتنع، إذ لا أثر للصدق.
لكن أخطر ما في الأمر هو انّ الجهة وهي "شبكة الإعلام العراقي" تعمد هنا، تدري أو لا تدري، الى "اجتثاث" كفاءات، وكأنها "تتضامن" مع جهات اخرى لا تُحصى، وكلّ في اختصاصها، بتنفيذ هذه "الجريمة".

الجناة يتضامنون
فمتى يتضامن الضحايا؟

فلمْ نسمع أو نقرأ عن وقفة تضامن من زملائهم المباشرين في الجريدة. الاضراب مثلاً،
ولمَ لا؟ اذا كانت القرارات مجحفة وظالمة.
قد يقول البعض، انها لقمة الخبز
لكن ومتى كان التصدّي للتعدّي والظلم، وبأي وسيلة، بدون ثمن؟

اما عن الزملاء غير المباشرين، أي الذين يكتبون في الجريدة، دون ارتباط بها أو سواها مما له صلة بالشبكة،

الاقتراح هو أن يمتنعوا عن النشر في الصباح أو في كل مطبوع تابع للشبكة.

وهذا أضعف الإيمان
لكن ربما يكون ذروة الإنجاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة