الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي السياسي وحرية القرار

زاهد الشرقى

2012 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يبقى الوعي مظهر من مظاهر التعقل المنطقي لدى ألانسان , ووجوده هو قوة دفع للانسان إلى التوقف عن الانطواء تحت جناح ألاخر أو تصديق ثرثته الفارغة مهما كانت , والوعي هنا يكون ألاساس الحقيقي والبداية الصحيحة من اجل الهروب وكسر قيد الخوف والقلق . كذلك أن ألانسان لا يدرك ويعي غايات فا عليته فحسب , بل قادر انه قادر أيضاً على تحديد تلك الغايات بمنتهى الحرية. وهنا نجد الحقيقية والاسس الصحيحة لتحديد المسار الواضح في حياة الفرد من خلال الوعي وأستخدام لغة العقل والتفكير الجيد , والتي من خلالها نستطيع توفير ذلك الجو المناسب في حرية ألاختيار والقرار .
ولعل عالم السياسة من أكثر العناوين الحياتية التي بحاجة الى الوعي وحرية أتخاذ القرار , وبالاخص في المراحل الصعبة وألازمات التي تتطلب الشجاعة والقرار الصحيح الذي يوفر الفائدة العامة للوطن والشعب وليس فائدة المسؤول او السياسي او الحزب او الكيان الذي يمثله فقط .
والسياسي الذي لايمتلك الوعي وحرية أتخاذ القرار تجده ينحدر نحو الهاوية الخطيرة , والتي من شأنها أن تأتي بنتائج قد تساهم في جعل العملية السياسية برمتها في مُنزلق الهاوية ,وبالاخص عندما يكون ذلك السياسي في منصب حساس وصاحب قرار .
ولعل أسباب عدم الوعي وحرية القرار كثيرة , أبرزها عدم مقدرة البعض على التعايس والتأقلم مع عالم السياسة الذي هو بحر كبير بحاجة ألى من يفهم أسراره الغامضة. وهنا نجد ما يسمى الدخلاء على عالم السياسة هم اكثر الشرائح التي يسيطر عليها عدم الوعي واحياناً الخوف والتردد في الكثير من القرارت , والتي أن اتخذ هذا السياسي بعضها فهي بالتأكيد سوف تكون لمصلحة ضيقة شخصية او فئوية او حزبية من اجل البقاء في مركز القرار او أن يكون قريباً منه , وهذه القرارات التي تأسست على عدم الوعي والادراك سوف تجلب الكوارث أن أستمرت بلا رادع لها بل تصل بنا ألى نخر المؤسسات الحكومة بالفساد المالي والاداري , والى التأسيس لنظام دولة عام لا يستند على أهم عنصرين مهمين وهما العدل والتعليم . كذلك البعض الاخر نراه من خلال الانصياع مع الاسف الشديد الى الاجندات والمخططات الخارجية التي دائماً ما تصب في الضد من مصلحة الوطن والشعب .
كما أن لتداخل الدين بالسياسة احياناً ياخذنا ألى مراحل غامضة عندما يريد البعض تطبيق وتفيذ قرارت تحمل في طياتها وأساسها التشدد الديني , وهنا نجد هذا التداخل يحمل من السوء الكثير لو أخذنا بالاعتبار التعدد الديني والعرقي والاثني لشرائح المجتمع . وأن هذا ألاقليات سوف تشعر بالتهميش مما يولد حالة من الظلم وعدم ألاهتمام والرعاية من المسؤول او صاحب القرار السياسي أتجاه هذه المكونات .
كل تلك ألاسباب وغيرها سوف تؤدي بالنهاية ألى حالة من فقدان الامل والخيبة لدى المواطن البسيط , والذي هو بحاجة الى تلك العقول المتقدمة والمنفتحة من أجل النهوض بواقعه المتعب . لانه لايأتي الخوف من ألامل بل من خيبة ألامل , وخيبة ألامل هنا لدى المواطن هي شعوره بعدم الحصول على أبسط متطلبات الحياة في ألامن والاستقرار وتقديم الخدمات والرعاية الصحية وغيرها , وهي امال وطموحات واجب على المسؤول والسياسي مهما كان منصبه في السلطة تحقيقها , لكن عندما يجد المواطن خيبة ألامل تلك هنا علينا الخوف من العناوين والافكار الاخرى البديلة التي قد تتولد في أذهان الكثير من شرائح المجتمع , والخشية هنا من أن تتحول تلك العناوين الجديدة ألى مسميات العنف والتفكير بالقوة من اجل الحصول على الحقوق .
نعم لا بد من وجود الوعي السياسي , ولا بد من وجود حرية أتخاذ القرار الجريء والصحيح الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب , ولا بد من وجود أفكار تساهم في النهوض والتغير نحو ألافضل , وليس البقاء ضمن نطاق ما يسمى الثرثرة والانطواء تحت أجنحه الاخرين , وكذلك حان الوقت للتصحيح واللحاق بكل السلبيات التي مضت من اجل معالجتها قبل أن تتحول ألى أساس وركيزة يستند عليها الفاشلون في تمرير رغباتهم الضيقة .
كما أنه حان الوقت للاهتمام بالمواطن وتحقيق الجزء ولو اليسير من احلامة المشروعة , حتى لانعطي الذريعة بالتفكير بالعنف طريقاً للوصول الى الحق المسلوب منذ زمن طويل .
ختاماً لابد من الوعي وحرية القرار والتصرف السليم ومعايشة الواقع الحياتي والاجتماعي لشرائح المجتمع . كما لابد من كل تلك الامور أن تجد اليوم لها مكان وتطبيق حقيقي وليست مجرد شعارات تطلق هنا وهناك , فما مضى وبالاخص في العراق سياسياً واجتماعياً وامنياً واقتصادياً حمل من ألالم والحرمان واليأس الكثير وبالاخص في نفوس الشعب العراقي الجريح , ولا بد من المكاشفة والمصارحة بدل التعنت والتمسك بعناد البعض الذي سوف لم يصل بنا إلا لهاوية خطيرة . حان وقت ادراك الكثير من الامور وأصلاحها داخلياً بالاعتماد على الاصوات الوطنية والديمقراطية والمؤمنة بطريقة التداول السلمي للقرار السياسي . بدل ألانصياع خلف اجندات خارجية لم لن تجلب لنا سوى مزيد من ألانقسام والاقتتال السياسي .كما حان الوقت للتأسيس الحقيقي لقوانين مهمة وأساسية في العمل السياسي وأهما قانون الاحزاب والتعداد السكاني وفق الاسس العملية الصحيحة , كما حان الوقت ليعترف البعض بأنهم ليسوا رجال المرحلة التي حملت الكثير من المشاكل والازمات للوطن والشعب . وأن يؤمنوا بأن العراق فيه الكثير من الافكار والاصوات والخبرات القادرة على قيادته ,بدل تهميشها وأقصائها ومحاربتها حان وقت فسح المجال لها لأن العراق للجميع وليس حكراً لجهة او مسمى او كيان سياسي واحد.
*************************************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا