الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسويق الوهم : حزب بنكيران و الإصلاح

حسن طويل

2012 / 1 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تسويق الوهم في سياسة المخزن في المغرب ليست جديدة ، فهي تدخل ضمن الآليات التي إستعملها دائما في الحفاظ على نظامه و مصالح الفئات المهيمنة التي يعبر عليها . بنية النظام المخزني ذو الواجهة الحداثية الرثة والمضمون التقليداني الفج، تفرض عليه أن يستبعد الوسائط الشفافة في ممارساته و تجعل منه يلتجا إلى صناعة الوهم لأنها غطاء جيد لعدم شفافيته . حيث يشهد لنا التاريخ السياسي في المغرب على نماذج ساطعة في إبداع ثقافة الوهم ؛ مثل ظهور محمد الخامس على وجه القمر ، و إكتشاف البترول في تالسينت ووصولا في الأخير إلى التسويق لمهرج مخزني مثل بنكيران أنه صاحب مشروع تغييري و إصلاحي للوضع القائم . إن طغيان شعوذة المفاهيم على الخطاب السياسي في المغرب ( الإنتقال الديمقراطي – الديمقراطية – التنمية – التوافق – الإسثتناء المغربي ....) هي جزء من تسويق الوهم و الزيف لتغطية واقع بئيس ديمقراطيا و عقيم على مستوى الحريات والحقوق ، هو نوع من السيطرة السحرية على الذهنيات بإستغلال ناجع لإنتشار التجهيل و هيمنة ثقافة متخلفة غير عقلانية بمسهامة من طرف نخب تحول البشاعة السياسية إلى ديكور مخزني جميل .
ومن الحلقات البئيسة في مسلسل الوهم المخزني هوما نشاهده مؤخرا من تحويل مهرج سياسي مخزني رديء مثل بنكيران إلى قائد للإصلاح والتغيير في المغرب عبر رئاسته للحكومة و التسويق الإعلامي لمعارك و همية هو بنفسه ينفيها كل مرة و معلنا ولاءه المطلق لأسياده .حزب ينكيران الأصولي المخزني هو أحد التعابير السياسية البئيسة التي تعبر عن أزمة الفئات الصغيرة من الطبقات الوسطى التي تعرضت لسيرورة من البرمجة الفكرية الأصولية المخزنية على مستوى الدماغ و الإنتهازية على مستوى الممارسة في الحياة ؛ أي أدونة الدين ليكون وسيلة للتسلق الطبقي بتكاليف أقل و بدون صدام مع المخزن .هو معروف بدفاعه المستميت عن شعار " الملك يسود و يحكم " ضد أي دعوات إصلاحية في المغرب ذات أفق ملكية برلمانية تقطع مع منطق الرعية لتدخل في منطق المواطنة . هذا الحزب هو ايضا عدو شرس لحركة 20 فبراير التي تعد الفاعل الأساسي في الحراك السياسي الذي عرفه المغرب مؤخرا ، هو أيضا المناقض الرئيسي للقوى اليسارية في معاركها ضد إستبداد المخزن و التي سعت لإصلاحه .تاريخيا أيضا لم يسجل على حركة بنكيران أي مواقف جريئة و لو في دفاعها عن ما تدعيه من مشروع فكري وتصور مجتمعي ( جبان حتى في الدفاع عن ظلاميته ماعدا توجيه سهامه لأعداء المخزن والحداثيين ) ، حركة مثل هذه لانفهم الحملة الإعلامية التي صاحبتها و التي صورتها ، من خلال صناعة الوهم ، على أنها حاملة لأمال المغاربة و المنقذة للأزمة التي يعانون منها . فالمتأمل البسيط للخطوات الأولى لتكوين الحكومة وتشكيلها،يستنتج بدون أدنى مجهود أن هذا الحزب بقائده المهرج المخزني لايتقن سوى شيئين: خطاب شعبوي عقيم و متعة مرضية بالطاعة للمخزن .فالقطاعات الإستراتيجية ليست له المسؤولية فيها رغم انه حصل على الرتبة الاولى في الإنتخابات المخزنية و هي مقسمة بين وزراء المخزن و الأحزاب الكارتونية الأخرى، وفي الوقت الذي يهلل الإعلام فيه بالصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة وفق الدستور الجديد ( وهو على فكرة دستور إستبدادي نواته الصلبة ملكية فردية سلطوية ) ، نجد بنكيران هذا يعلن أنه هو من أقترح أن يتولى وزراء القصر هذه المناصب بكل وقاحته المعهودة ، ويكرر في كل مرة أنه مطيع جيد و رجل صغير جدا أمام ملكه . فالوهم الذي يحاول إعلام المخزن تسويقه، من تصوير لمغرب الدستور الجديد والصلاحيات الواسعة لرئيس الحكومة ، وجعل من بنكيران ( الذي فرح فرحا طفوليا أثناء لقائه بالملك لتعينه رئيسا للحكومة ) ذو شخصية قوية و تحويل حزب مدافع شرسا لصالح الإستبداد المخزني ( كان دائما ضد أي حراك للإصلاح من قوى اليسار إلى عشرين فبراير ) الى قائد للإصلاح ،يمكن أن يصدقه المغاربة لوقت معين لكن سرعان ما يتحول الى كابوس الواقع المخزني البئيس .
"إنك يمكن أن تسوق وهما ، لكن لا يمكنك أن تخفي الحقيقة للأبد " هذه بداهة بعيدة عن ذهنية المخزن وسوف لن يكتشفها سوى بخلخلة حقيقية لبنيته من طرف شعب أصبح يريد أن يكون مجموعة من المواطنين و ليس تكثلا جامدا من الرعايا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دع التاريخ يتكلم
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 9 - 16:50 )
لاتستبق الاحداث الزمن اكبر رهان سنرى مدى صحة هذه الادعاءات


2 - بنكيرانيين ...
محمد بودواهي ( 2012 / 1 / 12 - 09:45 )
صاحب التعليق رقم 1 واحد من البنكيرانيين المتخلفين . فكثيرا ما نجده يسوق تفاهات الخطاب البنكيراني الفج في تعاليقه السفيهة خاصة عندما يتعلق الأمر بمحاربة ومهاجمة مناضلي اليسار وقوى التقدم والديموقراطية والحركة الامازيغية وعموم حركة 20 فبراير المناضلة ... فإنه لا يترك الفرصة تمر دون أن يدلي بدلوه في مستنقع المياه العكرة .

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية