الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيدرالية حلا عالميا .....!؟

شلال الشمري

2012 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق تشكل الفدرالية علاجا لصداع عالمي مزمن يمتد الى اعماق التاريخ وحتى الوقت الحاضر !
فمنذ اقدم العصور عرف العراقيون قيمة بلدهم لهذا سمى ملوكهم البابليون والاشوريون انفسهم بملوك الجهات الاربع .
وقد ادرك الامام علي بن ابي طالب عليه السلام اهمية العراق فاتخذه عاصمة لخلافته وهو : القائل ان العراق بلد الرجال والمال .
وهذا ما ادركه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : العراق جمجمة العرب .
وقد بقيت بغداد قبلة العالم لاكثر من ستة قرون حتى سقوطها عام 656 هجرية وهي بهذا تمثل للعرب والمسلمين الاب الروحي والشرعي لتراثهم الثقافي والديني ورمزا لبنيتهم القيمية و يشكل تعافيها املا واحياءا للفكر والتراث والحضارة الشرقية التي تقف حائلا امام مشاريع العولمة والشرق الاوسط الجديد الذي يستهدف العالم الاسلامي والعربي حصريا من اذربيجان وتركمانستان وطاجيكستان شمالا الى حضرموت وزنجبار جنوبا ومن باكستان شرقا الى موريتانيا غربا . لهذا كله يشكل تفكيك العراق جزء اساسي من اعادة التشكيل والبناء للمنظومة الشرق اوسطية الجديدة قيميا واقتصاديا وعسكريا لجعل دول المنطقة قطيعا اليفا لجامها بيد اصحاب المشروع الاوسطي .
وتشكل فدرالية الاقليم السني حلا لمشكلة مزمنة تؤرق اسرائيل وتهدد وجودها منذ تاسيسها عام 1948 وهي عودة اللاجئين الفلسطينيين حيث يشكل الاقليم وطنا بديلا يتم فيه لم الشتات الفلسطيني واعادة التوازن الديموغرافي ( الدين القومية و المذهبية ) في العراق ومن ناحية اخرى تشكل تعويضا للزعامة السنية في العراق التي استمرت منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى احتلال بغداد عام 2003 التي تنحت جانبا لتفسح المجال للشيعة الاغلبية وفقا للنهج الديمقراطي الجديد .
اما فدرالية الاقليم الكردي فهي تمثل استنزافا لاقوى دولتين في المنطقة الشرق اوسطية وهما تركيا وايران تضاف الى مشاكلهما وصراعهما فيما بينهما لاجل تعميم تجربتيهما ومشروعيهما ورؤيتيهما المذهبية المؤدلجة في المنطقة وهذا يغذي اعصار الفوضى الخلاقة الذي يشكل جزءا من مشروع الشرق الاوسط . ونظرا لوقوع الفدرالية الكردية ضمن محيط معادٍ فانها من اشد المتحمسين للمشروع الشرق اوسطي والاكثر ارتباطا وولاءا بالجهات التي تعمل على تنفيذه بل تمثل لـ ( اميركا و اسرائيل ) الاداة الاكثر فاعلية في الوقت الحاضر .
العراق جزء لايتجزا من الامة العربية وفي نفس الوقت يؤمنون ان الشيعة ليسوا من ( امهم العربية ) . اما الاقليم الشيعي فان الاغراءات التي يلوّح بها اصحاب المشروع الاوسطي بضم منطقتي الاحساء والقطيف وبعض مشيخات الخليج والاجزاء الجنوبية الغربية من ايران ـ الاهواز ـ اليه تجعله اكثر بعدا من الاستراتيجية الايرانية واقرب الى المشروع الاوسطي واقل اعتراضا عليه هذا بالاضافة الى موقف المحيط العربي الذي استحل الدم الشيعي وفي احسن الاحوال وقف متفرجا عليه ويتطير من اخبار انتشار التشيع بين اوساطه ويحشد اعلامه البري والبحري والفضائي ضده في الوقت الذي يستحل اموال الشيعة المتاتية من بترول البصرة والعمارة .
ويقف العرب امام مفارقة تكشف خللا في الوعي القومي وهي ان في العراق تاريخيا عراقين لاثالث لهما وهما الكوفة و البصرة وكلاهما في الاقليم الشيعي فهم يؤمنون ان العراق عماد العرب وفي نفس الوقت يرفضون شعبه الروافض .
وبالمجمل فان تحقيق الانفصال وتفكيك دويلات المنطقة سياتي بدويلات جديدة مثل الدولة الكردية والدولة الشيعية تمتلكان القوة والاستقرار وهذا ما لايشجع عليه اصحاب المشروع الاوسطي ولايشكل جزء من قناعات شعوب المنطقة باستثناء الكرد ولهذا فالمرجح ان تقام الفدراليات ضمن الدول لضمان مراوحتها و تخبطها في اجنداتها المتقاطعة وصراعاتها التي تغذيها العقلية العشائرية والطائفية التي تجد لها صدى في الوسط الشعبي من السلبية والسذاجة وترسخ عقلية البطولة لديهم في طوطم تلتف حوله هذه البيئة الراسخة والحاضنة تكلست على هذه المؤسسات لقرون عديدة يصاحبه واقع اجتماعي لازال يعيش في مرحلة المشاعية البدائية ( جني القوت ) تعطل فيه الانتاج الصناعي والزراعي وابتعد عن روح العمل والانتاج واصبح رهن مرجعياته السياسية في ايجاد وضيفة يعتاش عليها ويفتقد نتيجة لذلك لمؤسسات المجتمع وفق نهج حضاري ونخبه اليبرالية انكمش دورها امام المد العشائري والديني الذي جبلت عليه العامة لان مشروع المناصب والامتيازات تغلب على مشروع الدولة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي