الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 1

محمد نبيل صابر

2012 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


فى ظل سخونة الاحداث والانتخابات واستكمال الثورة والاستقطاب الحاد بين التيارات السياسية وفى خضم المقارنة بين خبرة الاخوان المسلمين فى العمل السياسى وحداثة التيار السلفى انتبه القليل الى صدور عدد من الجرائد تتبع التيار الدينى فى مصر معظمها تنتمى الى التيار السلفى فمن الجرائد الرسمية لاحزاب النور والحرية والعدالة هناك الفتح والرحمة ...الخ
هذا المقال ليس دراسة وافية وانما نظرة عامة على اسلوب ونوعية الخطاب الاعلامى لتيار الاسلام السياسى عبر عدة محاور
اولا: الخطاب الصحفى
وفى هذه النقطة يهمنا ان ندرس ظهور جرائد حزب الحرية والعدالة والنور والفتح والرحمة وبمقارنة سريعة بين هؤلاء بعضهم البعض وبين الصحف الاخرى سواء مستقلة او حكومية يهمنا ان نلاحظ خبرة الاخوان (الحرية والعدالة ) مع حداثة عهد التيار السلفى فى العمل الاعلامى (النور -الفتح -الرحمة) فجريدة الحرية والعدالة رغم كونها اللسان الرسمى لجماعة الاخوان وحزبها فهى لم تنسى كونها جريدة فتسمح بين الحين والاخر ببعض المقالات المعارضة لتوجهات الاخوان وخاصة لو كاتبها احد بقامة الكاتب محمد عبد القدوس وان كان ينبغى ملاحظة ان حتى تلك المقالات لم تكن معارضة لتوجهات او تحركات اساسية للاخوان مثل قرار عدم المشاركة فى اعتصام مجلس الوزراء او محمد محمود....الخ وانما كان فى معرض الدفاع عن الاشتراكين الثوريين مثلا مقارنة بموقف نفس الصحيفة على صدر صفحتها الاولى والذى خلط بين الاشتراكيين الثوريين والاناركيين . وفى نفس الوقت تم التركيز على حملة الانتخابات والتنظير لجماعة الاخوان المسلمين واهدافها وهذا امر طبيعى
يلاحظ ايضا ان الجريدة فى تغطيتها للاحداث المختلف عليها "احداث محمد محمود ومجلس الوزراء وسحل ست البنات" التزمت بالسير والتعبير عن الاعلام الرسمى والكثير من الغمز واللمز فى حق الثوار
اما صحف التيار السلفى (النور - الفتح - الرحمة) فلقد اعلنت الجهاد ضد كل المخالفين سواء فى الاخبار والمقالات او الحوارات مهما اوقعها هذا فى تناقض او اختلاف فجريدة حزب النور مثلا لا تسمح بوجود اى من الكتاب ذوى الاسماء الكبيرة وتكتفى بوجود مشايخ السلفية (ياسر برهامى- احمد النقيب) ككتاب لصفحات الرأى مع عدد من بعض مرشحى الحزب حتى لو كانوا حملة مؤهلات متوسطة (مما يدفعنا للتساؤل عن كيفية قيامهم بالكتابة بأسلوب اقرب للاسلوب الصحفى؟) فاقتصرت المقالات على شكل يبدو اشبه للوعظ الدينى كما هو الحال فى حلقات برامج تليفزيونية على القنوات الدينية تنظير للتيار السلفى من هنا و هجوم على اى مصطلحات او تيارات او ايدلوجيات اخرى من منظرور دينى وليس من منظور عقلى من جهة اخرى اما جريدة الفتح فقد حافظت على وجود المشايخ واضافت اليهم احمد فريد وسعيد عبد العظيم وحاولت ان تعوض نقص الخبراء والاسماء الشهيرة فاستعانت بد/ طلعت رميح ود/ محمد عباس باعتبارهم خبراء استراتيجين ومفكرين من الوزن الثقيل رغم ان مستوى شهرتهم على المستوى الاكادبمى والتحليلى ضعيف جدا
هذا من ناحية الشكل اما من ناحية المضمون فالملاحظ ان الصحف تمتلئ بالهجوم على كل المخالفين سواء على المستوى الشخصى او حركات ثورية مثل 6 ابريل وكفاية او الاحزاب الاخرى ..ورغم ان هذا يبدو حق طبيعى الا ان مستوى الهجوم اللفظى يبدو شديدا وخصوصا فى جرائد الفتح والرحمة التى من الناحية الرسمية لا تنتمى لحزب النور -وهى اللعبة التى يجيدها الحزب بابعاد كل ما يمكن ان يثير ضده الخصومات القوية عن الشكل الرسمى للحزب وهو ما سنوضحه لاحقا- ...اما جريدة الحزب فهى تسير على نهج برنامج الحزب ففى الغلاف مثلا فى احد الاعداد اعلان عن حوار صحفى بالداخل مع احد اساتذة الاقتصاد عن الاقتصاد الاسلامى والحوار نفسه لا يحمل مضمون وتفاصيل عن ماهية الاقتصاد الاسلامى وكيفية تطبيقه ..الخ بل كلام عام وتبشير بالنجاح الاقتصادى المتوقع مع اهتمام شديد بالتغطية الانتخابية اما جريدة الفتح فقد خصصت كل صفحاتها للهجوم المباشر الحاد والقاسى على كل المخالفين حتى لو كانوا افرادا (علاء الاسوانى على سبيل المثال ) فرغم تخصيص صفحة للادب الا ان تلك الصفحة تخصصت فى الهجوم على علاء الاسوانى والنقد الشديد لكتبه وكلامه وتحركاته والايحاء بان هناك مؤامرة من اجل صناعته كنجم ادبى...وعندما انتهت انتقلت للهجوم على وزير الثقافة "لذى يدعم بقايا الشيوعيين فى الوزارة ويسير على نهج سلفه بالسماح بحرية الثقافة والابداع حتى لو تجاوزت الحدود الدينية " كما تصفه الجريدة واما صفحة المقالات فحدث ولا حرج فهى تتراوح بين السب والتشكيك فى الثوار ومهاجمة كل من لا ينتمى للتيار الدينى احزابا وحركات وافراد
ومن امثلة هذا التضارب مثلا ففى احد الاعداد الاولى لجريدة الفتح تصدر عنوان "ويكيليكس فخ امريكى"..وفى العدد قبل الماضى "ويكيليكس يتحدث عن تمويل امريكى للمصرى اليوم" ورغم ثبوت تزوير تلك الوثيقة وعدم صحتها لم تنشر الجريدة التصحيح وهو ما يجعلها اقرب الى الجرائد الصفراء
ولن اشير هنا مثلا الى حملة نفس الجريدة ضد البرادعى والتى اصبحت مثار للسخرية ولكن يهمنى ايضا ان اشير الى عنوان تصدر صفحتها الاولى فى العدد الاخير فى حوار مع نائب مدير عام هيئة المجتمعات العمرانية والذى يحذر فى العنوان من دعم مدينة زويل العلمية !!!!!!!!! والذى يمكن ان يوضح كيف تتعامل تلك الجريدة مع كل من لا ينتمى للتيار السلفى الذى تمثله
يتبقى ملحوظات شكلية اخرى تنشر جريدة الحرية والعدالة صفحة يومية للرياضة بينما تهملها صحيفة حزب النور ولا داعى طبعا للحلم بها فى جريدة الفتح والرحمة
لا تنشر جرائد التيار السلفى اى صور لكاتب بدون لحية ولا اى صورة لانثى حتى فى تغطية خبر اختفاء نغم الهلباوى فقد اكتفوا بنشر صورة شقيقها وهو ما لا يحدث فى جريدة الاخوان
والى لقاء اخر ....يسقط يسقط حكم العسكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط