الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الوطنية الفلسطينية (3 ):

خالد عبد القادر احمد

2012 / 1 / 9
القضية الفلسطينية


لفترة طويلة استحوذ حزب الله وقناته الاعلامية المنار, على القلوب الفلسطينية حين كان منظوره ثوري وطني لبناني, مهمته مواجهة عدوان الكيان الصهيوني على لبنان, لكن المناورة الامريكية من جهة وخضوعه للابتزاز السياسي الايراني السوري, اجبراه على التخلي عن ثورية وطنيته, والارتداد الى حزب طائفي محاصص للاحزاب والقوى الطائفية اللبنانية الاخرى, لقد بات حزب الله جزءا من بناء ما عرف بمعسكر الممانعة, غير مستقل في حركته عن حركتها, وخصوصا في تعامله مع القضية الفلسطينية, حيث انحاز الى حال الانقسام والانشقاق وبات يعمل على بقائها وترسخها في محاولة لابقائها رهينة الاحتياجات السياسية لمناورة معسكر الممانعة, لقد يات حزب الله حزب سياسي براغماتي لا مرشد مبدئي لمنهجيته السياسية حيث فقد المبدئية الفكرية للوطنية الثورية التي كان يتمتع بها, وباتت قناة المنار تلقي يقاذوراتها الاعلامية على العلاقات الداخلية الفلسطينية,
في نهج تعاملها الاعلامي باتت قناة المنار نسخة اقليمية اخرى عن قناة الجزيرة, بغض النظر عن وجهة الانحياز الطائفية فهي لم تعد اكثر من قناة تبشير طائفي ومذهبي يحاول رسم خريطة شرق اوسط مذهبية خاصة لا تعدو ان تكون اداة من ادوات تجسيد خارطة الشرق الاوسط الجديد الامريكية شاءت منهجية حزب الله السياسية ومنهجية قناة المنار الاعلامية ذلك ام ابت, وهم في تموضعهم النفيض لتموضع سعد الحرير وقناة المستقبل لا يفعلون سوى انهم يحفرون من الجهة المقابلة اخدود الانقسام والتقسيمات الاقليمية, لكنهم لا يحفرون خارجه, وكما يضرب كل حفاروا المنطقة فاسهم بالراس الفلسطينية فان حزب الله وقناة المنار لا يتوانون عن ذلك ايضا على العكس من ادعائاتهم الحرص على المصلحة الفلسطينية,
ان البدء بنقد منهجية حزب الله وقناة المنار, ليس بعيدا عن عنوان المقال لانه يتعلق باختراق اجندة اجنبية للعقيدة الوطنية الفلسطينية المفترض ان تؤهل شخوص القيادات الفلسطينية, وهو ما لم يجسده حوار السيد محمود الزهار مع محاوره من قناة المنار في الحلقة الاخيرة من برنامج المشهد الفلسطيني, جيث ابدى لسيد محمود الزهار مستوى مكابرة واستعلاء فوقية تدل على حالة مرضية مستعصية منغلقة عن الاستجابة للضرورة الوطنية الفلسطينية, وعلى العكس فقد ابدى محاولة مسبقة النية تصر على اذلال حركة فتح حيث يشترط ان تستجيب _اولا_ للمنظور الحمساوي الوطني الذي يبدو ان السيد الزهار لا يشك ابدا في سلامته وصوابيته, بل قد يشك بالمنزل من كريم القران قبل ان يشك في المنظور الوطني لحركة حماس حول القضية الوطنية,
ان تصريحات هذه العقلية العرقية البيروقراطية الاستاتيكية لا ترى حتى تعارضها مع تصريحات السيد خالد مشعل التي تقر بان جميع الفصائل ارتكبت الاخطاء, فكيف سيقنعنا السيد محمود الزهار بعدم وجود تعددية رؤى واتجاهات في حركة حماس لا تهدد مشروع المصالحة فقط بل وتهدد ايضا وحدة حركة حماس نفسها مما يعني ان تحقيق المصالحة بات رهن حفاظ حركة حماس على وحدتها؟
ان العقلية العرقية البيروقراطية الاستاتيكية ليست حكرا على عقلانية قيادت حركة حماس في التعامل مع الضرورة الوطنية واحتياجات انتصارنا في الصراع, فالاخوة في حركة فتح لا تقل مرضية عقلانيتهم عن مرضية عقلانية قيادات حركة حماس,
ان القدرة على الابداع السياسي ليس من ملكات وكفاءات هذه القيادات, ويكفي ان نجد تبادل طلب الاعتذار بينهما عن حادثة منع وفد حركة فتح من دخول قطاع غزة, لنعرف الى اي حد من السخف وصل مفهوم العمل والعلاقات الوطنية الفلسطينية عندهم جميعا, والذي لا ينطبق على صورتهم فيه سوى انهم جمع من الكلاب يتنازعون اولوية جماع كلبة, ولا اعتذر عن التشبيه بل واجبهم هم الاعتذار من شعبنا
ان لجوئهم المتبادل للاستشهاد بمقولة المصلحة الوطنية او صدق قول الله عز وجل لم يعد سوى غطاء يخفي كذب ايمانهم بالوطن والدين ونعم يحق لي محاكمتهم كما يحق لي التبرؤ من تمثيلهم لي. فهم جميعا تجاوزا كل الخطوط الحمراء للمنهجية الوطنية ومنهجية تمثل اخلاق الله عز وجل فجعلوا من انفسهم وطنا والها في ان واحد مما يدعونا للكفر بهم
ان العقيدة الوطنية هي الاستجابة للضرورة, لا الانتماء والولاء لابتسامات القيادة على الشاشات ولا الانتماء والولاء لاخلاق السادة شخوص القيادات فمحط اخلاقياتهم هو ما تجسده منهجيتهم السياسية في الواقع, والذي لا يدخل في اطاره الولاء لدمشق وطهران ومكة وواشنطن فهذه جميعا اجندات اجنبية ابقت من استعمارها فينا موروث منهجية التفكير العرقي ومنهجية تقليص الثوري والوطني
انني لا اعادي جسد حركتي فتح وحماس بل اعادي منظورهم في ادارة الصراع مع اجندات مراكز الاستعمار العالمي وفي مقدمتها الاجندة الامريكية, والاجندات الاقليمية العروبية والايرانية والتركية وكذلك الاجندات الفصائلية المحافظة والليبرالية حيث المطلوب هو اجندة قومية فلسطينية استقلالية سيادية وطنية ثورية,
لقد كان يفترض في اقامة السلطة الفلسطينية والانسحاب الصهيوني من قطاع غزة ان تكون رافعات تطوير قدراتنا على تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية فلماذا اصبحت عبئا على قدراتنا الوطنية ومعاول لهدم هذه القدرات؟
ان الشعب الفلسطيني يرفض ان يتم تمويل السلطة الفلسطينية على حساب مستقبل ومصير الشعب في الوطن, كما يرفض جنة السماء اذا كان ثمنها الوطن فلسطين وليس ولم يعد من حق سلطة رام الله ولا سلطة غزة ان تغيب شعبنا وتحدد له مصيره رغم ارادته وبقوة الشرطة والا فليعتيروا من مصير امثالهم في تونس ومصر وليبيا وليتذكروا ان من الممكن ان يكون الشعب الفلسطيني اكثر قسوة فنحن الشعب الوحيد الذي تربى على النضال ضد اكثر من عدو في نقس الوقت,
ان قيادات الفصائل الفلسطينية باتت عدوا من اعداء الشعب الفلسطيني, لا يختلف في ذلك اي منهم فهم جميعا يسيروننا بقوة القمع لا باحترامنا لتمثيلهم الفعلي لنا, انهم جميعا باتوا ملوكا ورؤساء على شعب حجمه لا يتسع لهم جميعا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا