الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيمة الفعلية للإنسان في الفكر السلفي

فلاح الزركاني

2012 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



قد تختلف المسميات وتتعارض الشخصيات والقيادات الممثلة للفكر السلفي الإسلامي حول ماهية الإسلام وتطبيقه ونماذجه وطريقة فهمه وفقا لأحكامه ومبادئه وكيفية تفسيره.
وهي اختلافات عقائدية تندرج تحت نوعية التفسير وغاياته ولان الأساس الذي يقوم عليه الفكر السلفي هو تطبيق الشريعة الإسلامية فهو ينظر بالمطلق للآخرين نظرة التكفير والإلحاد ومن خلالها يقوم بالتحكم والتوجيه فيما ينعكس على واقع الإنسان ونظرة السلفيين اليه.
فهم وحسب الأحاديث والنظريات التي يتبنوها ويؤمنون بها يقسمون الإنسان الى مع أو ضد فإما أن تكون معهم وبالتالي عليك السمع والطاعة أو تكون بالضد وهنا عليك أن تتحمل كل العواقب.
وطبيعة الفكر السلفي تعتمد على نوعين من البشر
الأول وهم أولياء الأمر والسادة والأئمة والقادة وهم يتميزون بالتعصب والتدين ( الزائف في المجمل ) والشدة وسلاطة اللسان والغرور والتكبر وغموض التوجه والانتماء.
الثاني وهم المريدون والتابعون والموالون ويتميزون بالجهل والفقر والعوز والبساطة وقلة التعليم والثقافة والسذاجة ( والأعم الأغلب منهم متدينون ) طبيعيون يحبون الله ورسوله فيكون إسلامهم على فطرتهم لا أكثر.
غير إن امتزاج الفئة الأولى وتواصلهم مع الفئة الثانية وقدرتهم على الإقناع والتأثير تحرك العقد المتأصلة في النوع الثاني مما يحفزهم على الكراهية والحقد وهنا يتطلب الأمر منهم إثبات الطاعة لأولي الأمر بالجهاد وقتل النفس في سبيل الله وضمان الجنة ودرجاتها العليا بذلك وهي أقصى ما يطمح اليه المريدون.
وهذا ما ينجح دائما أولى الأمر باستغلاله لتحقيق مآربهم وغاياتهم لا غايات الدين أو الله في الأرض.
وقد يكون من المبالغة الحديث عن قيمة الإنسان لديهم باعتباره عدوا لا كما قال الله العظيم ( وقد كرمنا بني ادم) ولم يقل كرمنا المسلمين أو المتشددين منهم لأنهم بالحقيقة يكفرون حتى من يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله بل وصلت القطيعة الى حد تكفير الفصائل المتشددة بعضها بعضا وهي الإشكالية التي يقع فيها كل من ينضٌر للحركات التكفيرية والتي تلبس لباس الدفاع عن الدين وتنقيته وكأن الرسالات السماوية تنزل ناقصة وان أي مخالفة لهم هي مخالفة للرب وبالتالي تستوجب حكم الردة بالقتل حتى لأقرب المقربين وكما حصل في قتل بعض الأفراد منهم لإبائهم وإخوانهم لمجرد الإشارة بالانتقاد على عقيدتهم.
وهي محنة المتطرف الحاكم والمحكوم فما حصل في محاكم التفتيش لدى الطوائف المسيحية وسيطرة الكهنة بقسوة على الملوك والمجتمعات الارستقراطية التي كانت تدير دفة الحكم واستفادتها من الدين ورجاله في قمع الثورات التحررية أو المعارضة أو الحروب الاستعمارية وحتى امتد الأمر الى رجال الكنيسة المتنورين والذين حاولوا من تغيير الواقع فاتهموا بالهرطقة والردة وغيبوا واعدموا وطردوا أو كما حصل لليهود من عنصرية وعقد انويه زرعها الأرباب المفترضون بأحقية اليهود بالسيطرة على الآخرين كونهم شعب الله المختار وأنتجت هذه الأفكار مجازر لا تحصى ولا تعد وكذلك في تفسير المتطرفين المسلمين للحرب المقدسة التي يديرونها نيابة عن الله
وليس الأمر مقتصرا على الأديان السماوية حسب بل إن هناك جماعات وأحزاب لا دينية تبنت موقف التطرف والتشدد لفرض إرادتها أو السيطرة تحت مسميات من الغرابة أنها تدعو للتطور والثورة على المفاهيم الضيقة التي تحد من كرامة الإنسان وحرياته .
ان الفكر السلفي محكوم بشخصيات تغذيها رغبة السيطرة وحب التملك ولعب دور الله في العالم تحت غطاء من الشرعية الدينية التي تبيح لهم مالا تبيحه للآخرين باعتبارهم الفوقي وضرورة استشارتهم في كيفية الوصول الى الدين الحق ثم الى الله عن طريق التشدد في الدين وبما ان البسطاء لايطيقون التشدد ولا يفهمونه إلا تنفيذا لأوامر الله فبالتالي تكون اقصر السبل لله هي في جهاد أعدائه المفترضون والذين يحددون من قبل شيوخ التطرف أنفسهم فتكون التضحية بالنفس هي الأمر الوحيد السريع والمضمون للوصول الى رضا الله والتي تحدد كيفيتها من القيادات المتطرفة التي تبيح لهم قتل النفس بالآخرين تحت فتاوى شرعية تؤمن لهم غطاء الاستمرار بالتأثير على الواقع .

إن التطرف بحد ذاته مفسدة للدين والمتدينين فهو يخلق أعداء أكثر وتطرفا مقابلا وتشددا بالضد يؤمن استمرار الحرب المعلنة غير إن المريب في الأمر لدى السلفيين هو توجيه عدائهم نحو الطوائف الإسلامية برمتها شيعة وسنه والى كل من خالفهم بالرأي والى النصارى باعتبارهم مفسدين يعارضون الإسلام لكنهم بالمطلق لا يوجهوا نيرانهم وأفكارهم الى اليهود ويعتبرونهم من أصحاب الذمة وبالتالي تكفير من حاربهم لمخالفته القران والسنه ويقيموا عليه حد الناكر والكافر وهذا اللعب على العقول والإفادة من السذاجة التي يتصف بها المريدون والأتباع في تنفيذ غاياتهم التي لا يمكن حملها على الإسلام والمسلمين لأنها بالأساس تخالف الشريعة الإسلامية بنصوص القران والسنه التي جاءت لكرامة الإنسان ورفعته وتطوره كما يتبنى ذلك كل طوائف المسلمين التي تدعوا للحوار والنقاش الهادف البناء .
سؤال في آخر المطاف للمتطرفين
هل خلق الله الإنسان ليقتله إنسان آخر من اجل الله؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو