الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الامتداد القومي العربي والاسلامي للعراق- ومخاطره على الجماهير!

رعد سليم

2005 / 1 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعلن التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة عدنان الباججي في اعلان حملته الانتخابية ان الطائفية تهدد وحدة نسيج المجتمع العراقي، وان الصيغة الفيدرالية هي الصيغة المناسبة للعراق. كما اعلن التجمع في قائمته الانتخابية ان العراق امتداد عربي اسلامي بالمعنى الحضاري والانتماء القومي و الثقافي التاريخي.

ان هذه هي افكار حركة الباججي الذي يدعي بالعلمانية، وهذه هي شعارات الحملة الانتخابية للحركة. ان حركة الباججي و اغلبية الحركات والاحزاب القومية و الدينية في الساحة السياسيه العراقية تؤمن بجوهر هذه الافكار ومضمونها.

لكن مجمل الافكار التي تستند لها هذه الحركات هي عامل اساسي لتفرقة الجماهير في العراق على الاسس القومية والدينية وحتي الجغرافية. ان اعتبار العراق كدولة عربية و جزء من العالم العربي، و اعتبار الاسلام كدين رسمي للدولة و مصدر لقوانين الدولة، اي بمعني الاخر ان تثبيت الهوية القومية العربية و الاسلامية للعراق يعني حسبان الاخرين غير الناطقين بالعربية و مجمل الذين لديهم عقيدة اخرى غير الاسلام مواطنين من الدرجة الثانية. ان الدولة التي تتشكل على اساس القومية او الدين او الطائفة، و طبقا للتعريف، تصنف المواطنين على شكل درجات ومراتب اولى و ثانية و خير (وبالاحرى اسوأ مثال على ذلك) ماجرى ويجري في العراق و دول اخرى تشكلت قوانينها علي اساس قومي وديني، كان الناطقين بالكردية مواطنين من الدرجة الثانية من حيث الحقوق المدنية و السياسية، وكذلك الحال مع الدولة الدينية في ايران و السودان تجاه غير المسلمين وسكان جنوب السودان.

ان اسباب المشكلة الرئيسية للعراق في تاريخة المعاصر منبثقة من الافكار الشوفينية القومية والدينية. ان اغلب الحكومات و الانظمة في تاريخ العراق تنتمي لنفس الافكار و الايدولوجية والتصوير لهوية العراق ، وكانت لهذه الافكار والعقائد والسياسات المنبثقة عنها دور اساسي في مصائب وماسي جماهير العراق.

ان فرض الهوية القومية و الدينية من قبل الحركات القومية و الدينية على جماهير العراق يعد بمثابة فرض الدرجات و المراتبية علي المواطنين.

سعت الحكومات المتعاقبة الى فرض هذه الافكار والعقائد ولكنها لم تنجح لولا سلاح العنف والدم مماجعلها في خندق معادي لجماهير العراق باكثر الاشكال سفورا، ومن هنا تنبع ازماتها المتتالية والنفق المظلم الذي تمر به.
ان هؤلاء القوميين و الدينيين البرجوازيين ليس لديهم مصلحة مشتركة مع الجماهير، بل يقدمون مصالحهم الرجعية التي تقف بالضد من مصالح الجماهير المتمدنة.

في بعض المراحل تطرح هذه الحركات والتيارات و منهم القوميون الكرد البديل الفيدرالي لحل المشكلة القومية في العراق، لكن الحل الفيدرالي هو حل رجعي لانه يقسم الجماهير على اساس القومية او الدين او الطائفة، ان هذا الحل هو مناهض لحق المواطنة المتساوية. ان الحل الفدرالي يعمق المشكلة القومية اكثر مما هي عليها الان، يؤجل المشاكل المعلقة لمستقبل اكثر دموية. ان يوغوسلافيا دليل حي على هذه التجربة المرة.

ان العراق و اوضاع المجتمع يحتاج لحل ممكن و عملي ومستقبلي بوسعه انهاء الظلم القومي او اجتناب تجزئة المجتمع علي اساس ديني او طائفي او عرقي. ان الحل الممكن و الذي بأمكانه ان ينقذ جماهير العراق من خطر المجابهات القومية او حتي الدينية او الطائفية، هو الحل المدني و التقدمي، اي اقامة حكومة علمانية غير قومية و دينية في العراق ، اي ان كل مواطن يسكن العراق له حقوق متساوية في كافة المجالات السياسية والمدنية و القانونية. ومن ناحية اخرى، ان فصل الدين عن الدولة و فصله عن المؤسسات القانونية و التربوية والتشريعية هو الشرط الاساسي لتحقيق هذا النموذج من الدولة. ليس ثمة حديث عن دولة علمانية بدون الفصل التام للدين عن الدولة وعن حياة الناس .

اما في يخص قضية جماهير كردستان، انها قضية مهمة و تاريخية لايمكن اغفالها او غض النظر عنها او حلها عبر الشعارات او فرض القوة. لقد كانت هذه المسالة سببا اساسيا لعدم الاستقرار في العراق ، حاولت كافة الحكومات و الانظمة السابقة ان ترد على هذه المعضلة بالقوة و السلاح، بيد ان هذا الاسلوب عقد المشكلة بدلا من ان "يحلها". ان هذه القضية مربوطة بجماهير كردستان التي عليها ان تصوت على اوضاع كردستان عبر استفتاء حر لتحديد مستقبلها في الانفصال او بقائها مع الدولة المركزية و كمواطنين متساويين الحقوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا