الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهان

سمير عبد الرحيم أغا

2012 / 1 / 9
الادب والفن




جفل سليمان وأخذ ينظر فيما حوله وقال بنبرة ذات معنى :
لماذا تريدني في هذه الساعة من الليل أن أذهب إلى ( المحسن ) ؟
أجاب عدنان الأعمى وهو يقبض على ذراعه بسخرية
هيلة إذا تذهب إلى (المحسن) في الليل
يرد سليمان
(عبالك أخاف ؟ )
فيقول عدنان بجد
ما تكدر .....
يتصاعد التحدي حتى ينال منهما العناد ، أنه الاختبار الرهيب لسليمان ، ولكنهما يفعلان ذلك باستمرار ويوميا وهما في مجلسهم في دكان عدنان على نهر ( التحويلة ) ولن تهن عزيمتهما حتى يجدا نفسيهما في أزمة يصعب الخروج منها
ما أكثر ما عرف به عدنان الأعمى الطيبة والمرح ، وما أكثر ما ينبع وجدانه بالسخاء والصراحة التامة ، لا يرد سائلا أذا دعاه ، وسليمان أكثر من يمرح معه ، سليمان صاحب الصوت الشجي ، الذي لم يفلح في أي عمل حتى المدرسة ، ودائما يقول :
أنني مفلس في هذه القافلة وحظي فيها أمين،
وفي وسط هذا التحدي واحتدامه يتراهن عدنان الأعمى مع سليمان برهان غريب ومثير ومغري ويعتبر إلى حال سليمان المادي .. حلما من الأحلام ، وكان مبلغ المراهنة خمسة دنانير .. مقابل أن يذهب إلى ( مقبرة المحسن ) في الساعة الثانية عشرة ليلا ، التي تبعد أكثر من ميل عن القرية وفي مكان منزوي وموحش ، سليمان الذي يصول ويجول والخائف في نفس الوقت ، يوافق غير مصدق بهذا المبلغ الكبير ، وان تراجع فهو جبان وخائف بل يفتن به ويصرح بأنه لن يتركه حتى نهاية عمره ،
هل يتراجع ؟ وهو الذي لم يحمل في جيبه درهما منذ سنوات ومجالس البطالة تشهد بذلك هل تقوده قدماه إلى المقبرة ؟ يقول : أسمع الرجال يتحدثون بخوف في الليل ، ولكن كيف اقنع الناس برهاني ، ولكي يطمئن عدنان الأعمى على الرهان قال له :
يجب أن تضع هذه الطاقية فوق ضريح( السيد محسن ) وفي الصباح سنرسل من يأتي بها لكي نتأكد من صحة الرهان.
يهرع من يهرع يتابع الحدث، وهم يعرفون كثرة المهالك التي تجابه سليمان من لصوص وذئاب في اجتياز الطريق من وسط القبور.. وتشخص الإبصار نحو سليمان.. بما فيها من إثارة وترقب ، وتوقع من توقع إن سليمان لن يفعلها ، وتوقع آخرون عكس ذلك ، وهناك من لم يتمالك نفسه من الضحك وهناك من قال : انه أحمق يفعلها وأن الخمسة دنانير لعبت بعقله وقتلت الخوف ،ومضت به إلى بر جديد ،
يقول الرواة ....
أن سليمان دخل المقبرة ولم تستقر نفسه ولم يثبت قلبه من الخوف، حين تهادى إليه صوت هامس ناعم يقول: يا عم سليمان، ففر راجعا إلى بيته.
وقال آخر إن سليمان قطع نصف الطريق فرأى شبحا يطارده... ففر عائدا معترفا بحماقته مقتنعا في الوقت نفسه بأن اقتحام القبور متعذر أو مستحيل ليلا وقيل أيضا وهو الرأي الأكثر دقة أن سليمان ذهب ووضع الطاقية وعاد بكامل قوته فحق الرهان له . ولكن المشكلة أنه لم يتفق اثنان منهم على هذا الرأي حتى يستحق الرهان وهذا يعني في نظر عدنان أن أحدا منهم لم يره كيف وصل الى المكان وضع الطاقية؟ . إما سليمان فقال :
أحلف لكم أنني كدت أهزم من أول خطوة، ولكن لم أعرف من أين أتتني القوة، حيث أعددت العدة، أغلقت كل الثغرات.. رسمت الخطط، وتدربت على العقبات الصغيرة في الطريق وكيفية التغلب عليها وطبعا بعض الأمور لا يمكن وصفها، ولكن المشكلة إنني لم أعرف أين وضعت الطاقية.. ضحكت وضحك الناس حولي ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب