الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يحتاج العراقيين قنبله ذريه

محمد الفهد

2012 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العناد والتسامح ضدان لايشتملا.ولكل منهما سلاحا يستخدمه في محيطه الفكري والاجتماعي . المتسامح مثلا هو بالاصل عنيد لكنه استجاب اخيرا للضغوط او استخدم عقله ممستفيدا من تجارب الاخرين وتسامح .
اما العنيد فهو الذي يبقى مصرا على عناده في كل مايراه صحيحا هو لاغيره ولايعتد براي الاخرين طالما لايوافقون وجهة نظره ويستمر بعناده حتى يتم تخريب كل شيء من اجل فكره اومصلحه يجب تجاوزها لان هناك مصالح مشتركه للاخرين فيها.
وكلما كان العناد قويا ومستفحلاكانت النتائج اكثر تدميرا فهي تتناسب طرديا مع النتائج .
ولناخذ مثالا على دولتين هي المانيا واليابان قبل الحرب العالميه الثانيه .رغم وجود كثيرا من الدول قديما وحديثا على نفس منوال هاتين الدولتين لكنا نركز على هاتين الدولتين لانهما استفادتا من ترك العناد والتطرف واصبحتا من الدول العظمى.
فالمانيا ذات الطابع القومي الشوفيني بمجرد نجاحها في احتلال بولونيا وسكوت العالم عنها بالتامر مع السوفييت التقطت اشارات من العالم بانها نجحت بعنادها وبدات تلمس نتائج هذا العناد بتسلطها على الدول الاخرى واذلالها للاخرين وخلق نموذج عالمي تكون لهم الرياده فيه واستمروا في هذا النهج حتى حلت بهم كارثة سقوط الرايخشتاخ وانهيار المنظومه النازيه وخسارتهم في الاموال والارواح وتخلفهم عن العيش بسلام كاي شعب من شعوب الارض .
واليابان سارت على نفس المنوال واقلقت الشرق والغرب بروحها القتاليه وعنادها واستسهال دخولها لاي حرب مهما كانت النتائج . وايضا حلت بهم كارثة سقوط القنابل الذريه التي كسرت عنادهم والى الابد واصبحوا الان من الشعوب المسالمه والمتسامحه جدا لكن التكاليف التي دفعها الشعب الياباني كان باهضا جدا .
اذن التسامح وليد العناد والفرق هو في كمية العناد الموجود لدى الشعوب فكلما كان متاصلا بالجذور احتاج صعقات قويه جدا لكي يتحول الى فضيلة التسامح.
والعراق من الدول التي غارقة في عنادها مع الذات ومع الاخرين ومع المكونات وشعبه مشحون بشحنات من النوع العالي جدا والصدمات التي تلقاها لم يستفد منها وهذا قد يتطلب صدمات اقسى وللاسف ربما تكون اكثر من القنابل الذريه التي ذاقتها اليابان في الحرب الكونيه الثانيه.وهذا ما لااتمناه شخصيا ولكن يبدو نحن سائرين بهذا الاتجاه شئنا ام ابينا . ان جذور الدول المعانده ولنسميها الممانعه هي في الاصل واحد اما تطرف ديني او نزعه قوميه او ايديولوجيه يديرها حزب واحد والمشكله ان كل هذه الانواع موجوده في العراق وكلها مستعده للموت في سبيل هذه المباديء والتي للاسف كلها اثبتت تاريخيا فشلها في الحكم من المانيا القوميه الى المنظومه الاشتراكيه وبقي نهج واحد مستمر هو نهج اقتصاد السوق والاغلبيه الساحقه في العراق لايعرف عنه شيئا من قريب او بعيد سوى مايسمعه في الاعلام .
والسبب ان العراق خارج هذه اللعبه وهذا الجو الذي يعيشه العالم والبورصات الماليه واكتفى الشعب بمشاهده الملايين في زيارة الاربعينيه او مايقوم به مجاهدون بتفجير هذه الجموع وكلا الطرفين يفتخر على الاخر وهما كليهما الضحيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة- | #مراسلو_سكاي


.. استشهاد الصحفي بهاء عكاشة بقصف إسرائيلي استهدف منزله بمخيم ج




.. شهداء ومصابون جراء غارات إسرائيلية استهدفت مربعا سكنيا بمخيم


.. نشطاء يرفعون علم عملاق لفلسطين على أحد بنايات مدينة ليون الف




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تحقق مطالبها في أكثر من جامع