الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفعة أخرى !

ياسر السالم

2012 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


صفعة أخرى تضاف الى عديد الصفعات التي وجهتها الكتل السياسية الى المواطن العراقي طيلة ثمان سنوات خلت، وهي الصفعة الثانية خلال العام الجديد 2012.
الأولى تمثلت بضجة سياسية فاقمة الأزمة المستعصية، فأفسدت الفرح الشعبي بإنهاء الاحتلال، الذي شهدنا له احتفالات حكومية وحزبية ولم نرى له أحتفالات شعبية. ما يعكس أحباط الشارع.
أما الصفعة الثانية فهي شبه سنوية يتلقاها المواطنون مطلع كل عام .. أنها صفعة الموازنة !
فقد أجلت خلافات الفرقاء، بعد رفع جلسة البرلمان الى السابع عشر من الشهر الحالي بسبب عدم أكتمال النصاب القانوني؛ إقرار الموازنة الى أشعار أخر، لتبقى نواقصها ومخالفاتها التي قيل أنها عديدة معلقة وبأنتظار النقاش والتعديل.
وبدل أن يتجه الخصوم السياسيين إلى اثبات حقيقة قولهم المستهلك، بأن صراعهم وخلافهم يأتي من أجل مصلحة الشعب والعملية السياسية، فيجلسوا تحت قبة برلمانهم، يناقشوا بجدية الحرص الموازنة المالية لعام 2012. نجدهم كما جرت العادة، ينقضون خطابهم اللساني بفعل معاكس، مؤكدين أن الصراع ليس صراع مبادئ ومواقف، بل هو صراع مقاعد وكراسي وأي شيء أخر يدل على الجلوس !
مبررات عدم أنعقاد الجلسة النيابية التي تضمن جدول أعمالها مناقشة 21 مشروع قانون بالاضافة الى مشروع الموازنة؛ أوردها نائب في تصريح صحفي قائلاً "بسبب سفر اغلب النواب لمحافظاتهم تزامنا مع احياء ذكرى اربعية الامام الحسين، وفي ظل استمرار مقاطعة القائمة العراقية لجلسات مجلس النواب، لذا لذا تقرر تأجيل الجلسات الى الـ 17 من الشهر الحالي".
القائمة العراقية التي طالما عودنا أبطالها من خلف شاشات التلفاز وعلى ورق الصحف، توجيه الأنتقاد اللاذعة للمتفردين بالسلطة، والمحاججة الباسلة من قبلهم في كل صغيرة وكبيرة من أجل أن ينال الشعب حقوقه. ها هي اليوم تراهن على قوت الشعب وحقه من أجل التنافس على النفوذ، فيتبجح بعض أعضائها بعدم قدرة البرلمان على إقرار الموازنة دون حضورها، مع تأكيدات على استمرار المقاطعة !
في المقابل، فأن أغلب النواب الذي تغيبوا عن الجلسة الـ13 للبرلمان يوم الأثنين الماضي، وبالتأكيد هم من التحالفين (الوطني والكردستاني) وبقية الكتل الصغيرة؛ أكاد أجزم أنهم قد صرحوا قبل أيام قليلة ماضية، وفوق رؤسهم تحوم الحلقات الدائرية للملائكة التي نراها في أفلام الكرتون، بأنه من الضروري إقرار الموازنة في اسرع وقت، كون تأخرها سيضر بالأقتصاد ومعيشة المواطن.
فاصلة
إن من أهم القضايا التي شغلت أمنيات المواطنين بعيد قدوم العام الجديد، كما كشفته استطلاعات إعلامية، هي قضايا الاقتصاد والمعيشة والدخل وفرص العمل، فهو حقهم غير القابل للجدل.
وأي تأخير محتمل لإقرار الموازنة حتى اذار المقبل، أو أستعجال إقرارها بعيوبها المؤشرة، وكلا الأمرين مر المذاق، لن يكون مفاجئاً، ولا صادماً. لكن اللامفاجىء، أو اللاصادم، لا يعني أنه غير باعث للأسف.
هذه الصفعة تؤكد دون أدنى شكك، أن العام الجديد يحمل تحديات كبيرة وصعبة للمواطن العراقي. ومع أستمرار البعض بالأستخفاف في حقوقنا كمواطنين أود التساءل: هل هنالك فرصة للأمل بأن يسجل عام 2012 لحظة استثنائية، نتخلص فيها من مأزق الصفعات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة