الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 1 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في الرابع من سبتمبر 2011 كتبت و نشرت مقال : إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها .
لكن تحذيري لم يلق إستجابة من إتحادات و تنظيمات خيانة الثورة ، فكان أن إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و قد أوضحت ذلك في مقال : في التاسع من أكتوبر إنتهت مرحلة الخامس و العشرين من يناير ، و كتبته و نشرته في الثاني و العشرين من أكتوبر من العام الماضي ، 2011 .
بعد أن ماتت الثورة كان أمامنا ، و أنا أتحدث بالنيابة عن حزب كل مصر - حكم ، إما أن نصر على تجاهل الواقع ، و نخدع أنفسنا ، بالإصرار على أن مرحلة الخامس و العشرين من يناير 2011 لم تنته ، فنتحول إلى فوضويين ، و بالتالي أداة في يد السلطة الحالية ، كما هو حال العديد من التنظيمات الشبابية التابعة للسلطة مثل حركة السادس من إبريل و غيرها من التنظيمات الشبابية التي ترفع رايات الليبرالية و الإشتراكية و مثل البرادعي و مجموعته و مثل أحد عملاء السلطة بالخارج ، و إما أن نكون حكماء فنقرأ الواقع و نعترف به ، و نقرر أن نستأنف النضال من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان و العدالة بصورة أخرى .
بالتأكيد رفضنا الخيار الأول ؛ رفضنا أن نكون فوضويين ، رفضنا أن نعمل في خدمة سلطة مستبدة فاسدة ، رفضنا أن نكون شركاء في خيانة الوطن .
إخترنا أن نكون حكماء ، فأعلنت نيابة عن حزب كل مصر - حكم : إلتزام الحزب بسياسة الهدوء الإيجابي ، و إصرار الحزب على نجاح الإنتخابات ، و ذلك في مقال : الهدوء الإيجابي من أجل فك التحالف القائم بين القيادة الإخوانية و السلطة ، و كتبته و نشرته في الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، و في مقال : لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات ، و كتبته و نشرته في الثالث و العشرين من نوفمبر 2011 ، كما أكدت على مبدأ حزب كل مصر - حكم في القبول بالتعدد السياسي و الثقافي في ظل الديمقراطية ، و رفضنا للإستبداد الذي يريد البقاء في الحكم بإرعابنا من الديمقراطية لأنها تأتي بالإخوان للحكم ، و قد أعلنت ذلك المبدأ نيابة عن حزب كل مصر - حكم ، في مقال : نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً كان ، و كتبته و نشرته في السادس و العشرين من يوليو 2011 ، و في مقال : ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً ، و كتبته و نشرته في التاسع من ديسمبر 2011 .
الآن ، الثانية و النصف من بعد ظهر الثلاثاء العاشر من يناير 2012 ، و بعد أن إنتهت الإنتخابات تقريباً ، و بنجاح - و هو نجاح نراه في عدم وجود إحتجاجات واسعة النطاق على العملية الإنتخابية و نتائجها - يمكن الحديث بتوسع أكثر عن أسباب أخرى حدت بنا لتأييد الإنتخابات ، و سأتحدث في صورة أسئلة و أجوبة .
كحزب سياسي - و إن لم يسجل رسمياً بعد - فإننا نسعى للوصول للحكم ، و ذلك بهدف تطبيق أفكارنا ، فكيف سنصل للحكم ؟؟؟
الإجابة : حزب كل مصر - حكم يؤمن بأن طريقه الوحيد للوصول للحكم هو صندوق الإقتراع .
الثورة الشعبية السلمية المذكورة في الوثيقة الرسمية للحزب ، و هي الوثيقة التي خرجت للعلن في العاشر من أكتوبر 2007 ، و نشرت رسمياً في اليوم التالي : الحادي عشر من أكتوبر 2007 ، و توجد كمقال منشور بتاريخ الحادي عشر من أكتوبر 2007 تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و كذلك في يوتيوب تحت عنوان : حزب كل مصر ؛ ليست - و أعني الثورة الشعبية السلمية - من أجل الوصول للحكم ، و إنما كانت من أجل الإطاحة بنظام مبارك ، و فتح الطريق أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان .
مبارك و نظامه ، كانا عقبتان تقفان أمام الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و لم تكن هناك وسيلة لإزالة هاتين العقبتين سوى الثورة الشعبية السلمية ، و قد كانت ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و التي إنفجرت في يوم الذكرى السنوية لتأسيس حزب كل مصر - حكم ، و السلطة تعلم ذلك جيداً ، و تعلم دور حزب كل مصر - حكم في التمهيد للثورة و في صناعتها ، و إن أنكرته و حاولت إهالة أتربة التجاهل و التعتيم على حزب كل مصر - حكم و دوره المجيد قبل و أثناء ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و هي محاولات لازالت جارية لليوم .
الإنتخابات إذاً هي وسليتنا الوحيدة للوصول للحكم ، فهل يعقل أن نصل الحكم قبل الإخوان ؟؟؟
إننا نعرف الفارق بين التمهيد و المشاركة في إنجاح ثورة شعبية و بين النجاح في الإنتخابات .
الإنتخابات تحتاج كوادر منظمة مدربة على الإتصال بنجاح بالجمهور العريض و منتشرة في أنحاء مصر و لها وجود فعلي لمدة معقولة في أماكن إنتشارها ، فضلاً عن التمويل الهائل .
الإخوان لديهم تلك الكوادر بعد أن إنفردوا بساحة العمل السياسي في عهد مبارك المجرم ، كما لدى الإخوان التمويل المادي الهائل .
الكوادر المدربة المنتشرة تنقصنا ، و التمويل أيضاً ، و الأهم المناخ الديمقراطي الذي تُحترم فيه حقوق الإنسان ، و أنا هنا أتحدث بناء على تجربتي الشخصية ، و تجربة حزب كل مصر - حكم ، في الفترة التي تلت سقوط مبارك ، و بالخصوص منذ مارس 2011 و لليوم ، حيث منعت السلطة تسجيل حزب كل مصر - حكم ، و هددتني السلطة بالإعتقال و بالتعذيب ثم بالإغتيال لو عدت ، ثم زادت فهددت بتلفيق تهمة لي بالخارج لو لم أتوقف عن الكتابة و بخاصة بشأن محاكمة مبارك و ضباط الشرطة و بشأن قضية السدود الإثيوبية ، ثم زادت من وتيرة إضطهاد طفلي البالغ من العمر تسعة أعوام ، و ذلك بالتعاون مع نظام حكم أوروبي معروف بالفساد .
نقص الكوادر المدربة و التمويل عقبتين يمكن التغلب عليهما بالعمل و بالتبرعات من مصادر مصرية و بالتوسع التدريجي ، و لكن لا يمكن أن يتم كل هذا في ظل الإضطهاد ، و من يقوم بالإضطهاد هو السلطة الحالية التي هي إمتداد لنظام مبارك الأثيم .
بقايا نظام مبارك هي المتسلطة على الدولة حالياً ، فهي التي تمسك بكل مفاصل الدولة للآن ، و لن تكون هناك ديمقراطية ، و لن يكون هناك إحترام لحقوق الإنسان ، في مصر ، بدون إبعاد تلك البقايا عن مناصبها ، و محاسبة المذنبين منهم ، و في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال سابق لشخصي البسيط عنوانه : الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، و كتبته و نشرته في التاسع و العشرين من أغسطس من العام الماضي ، 2011 .
الإخوان ، بحكم إنهم من حازوا على ثقة الشعب في إنتخابات مجلس الشعب ، و التي جرت مؤخراً ، هم من عليهم الآن القيام بمهمة تنظيف أجهزة الدولة جميعها من جرذان نظام مبارك ، من أكبر جرذ إلى أصغر فأر و فأرة ، و الذين يخافون نور الديمقراطية و حقوق الإنسان .
هذا هو الإمتحان الأكبر للإخوان ، و ليس الدستور ، الذي هو مجرد نصوص ، لأن الواقع هو الأهم ، و الواقع يتحكم فيه للآن جرذان نظام مبارك الخبيث المنتشرين في كل أجهزة الدولة .
فهل ستدب في قلوب الإخوان في مصر تلك الشجاعة التي دبت في قلب نظام أردوغان ، و الذي لم يتردد في تقديم كل من تآمر على الديمقراطية التركية للعدالة ؟؟؟
هل سيعلم أذناب نظام مبارك ، و الذين يتآمرون على الشعب المصري لليوم ، إنه لا عاصم لهم في المستقبل القريب من سيف العدالة المصرية المدنية ؟؟؟
إنه - و كما ذكرت آنفاً - الإمتحان الأكبر للإخوان ، و نجاحهم أو فشلهم فيه ، في مصلحة حزب كل مصر - حكم .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
10-01-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة