الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهاية)(الحلقة الاولى )

عبدالحسن حسين يوسف

2012 / 1 / 10
سيرة ذاتية


ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهاية)(الحلقة الاولى )
عبد الحسن حسين يوسف
الاحداث والفترات المهمة في حياة اي انسان غير قابله للنسيان سواء كانت هذه الاحداث سعيده او مؤلمه ولهذا تسمى عادت ذكريات .
والنظام الصدامي المقبور لم يجعل اي ذكريات سعيدة لدى اغلب العراقيين والذكريات التي مررت بهااو كنت شاهدا عليها كثيرة وعندما احاول الان كتابة جزء منها ليس الهدف من ذلك هو التباهي او ادعاء النظال لاني مقتنع ان ما مررت به يكاد يكون لاشىء امام مأسي الاخرين والدليل على ذلك اني لا زلت على قيد الحياةوقد نعمت بمشاهدة نهاية الطاغية ونظام البعث
ان هدفي من كتابة هذه الذكريات هو اولا لتكريم ضحايا النظام من الكادحين والعمال والذين قاومو ليل الفاشيه الطويل دون ان يكتب عنهم احد لا لشيء الا لانهم ليسوا من الاسماء اللامعة فضحوا بسنين من حياتهم رهن سجون ومعتقلات هذا النظام الفاشي وثانيا اساهم مساهمة متواضعه مع ابناء شعبي بان نعمل بكل ما اوتينا من قوة بعدم عودةنظام دكتاتوري شبيه بذلك النظام البائد .
ان اهم تاريخ في حياتي هو 22 /2/1972هذا اليوم هو يوم اعتقالي بتهمة الانتساب الى الحزب الشيوعي العراقي(القياده المركزيه) وهو اليوم الذي وصلت فيه الى معتقل قصر النهايه سىء الصيت .وقبل الدخول بالحلقه الاولى من ذكرياتي اريد ان اصف بشكل موجز ما هو قصر النهاية .لقد اسمى الشعب العراقي قصر الرحاب الذي كان يسكنه المقبور عبد الاله ولي عهد الملك فيصل الثاني اخر ملوك العراق قبل اعلان الجمهورية وسمي بهذا الاسم لانه كان نهاية الملكيه ورغم ان هذا البناء بناء متواضع قياسا بقصور خدم صدام حسين
الا انه كان يسمى قصرا على اية حال
بعد مجىء البعث في 8 شباط 1963 حولوا هذا القصر الى معتقل كبير فقد الكثير من الشيوعيين والتقدميين حياتهم تحت سياط جلاديه وعندما دخلته في التا ريخ المذكور كانت بناية القصر هي المكان الذي يمارس فيه الجلادين التحقيق مع المعتقلين بعد ان حولوا قاعة كبيرة فيه كانت تستخدم للعروض السينمائيه لسكان القصرالى قاعة للتعذيب بعد ان جهزوها بالادوات الازمة لذالك ومن هذه الادوات(الكرين) الذي يرفعون فيه المعتقلين من ارجلهم
او ايديهم وتركهم حتى يفقدو وعيهم او ينهاروا من جراء قساوة التعذيب والاعتراف حتى على اشياء لم يفعلوها اصلا من اجل التخلص من اساليب الجلادين القذرة و الالة الثانية هي (المنكنه )وهو كرسي متحرك مركب به جهاز شبيه بالمنكنه فوقها حنفية ماء يوضع المعتقل على الكرسي ويوضع راسه داخل المنكنة ثم يقوم الجلاد بضغط راس المعتقل بقوة فيها ويقوم بعد ذلك بفتح نقاط من الماء على راس المعتقل لقد فقد الكثير من رفاقنا حياتهم او عقولهم من هذه المنكنة اللعينة لان قطرة الماء تعادل ظربة مطرقة اضافه الى الضرب بالكيبلات وحرمان المعتقل من النوم باساليب مختلفة منها فتح الماء البارد على ارضية القاعه في الشتاء وغلق كافة مصادر الهواءفي ايام الصيف مما قد يسبب حالات اختناق كثيره كان مسؤول الهيئه التحقيقيه الثانيه التي تتخذ من هذا القصر مقرا لها هو المجرم المقبور حسن المطير
يساعده مجموعه من المجرمين اذكر منهم سالم الشكره والد اخر وزير للتعليم العالي في نظام صدام فاضل الشكره وسعد ابن المغنيه وحيده خليل وعبد حاشوش وهشام وطلال وهادي وخضير وهو سمين جدا كان يعذب المعتقلين بالجلوس على صدورهم ويمنعهم من التنفس وغيرهم الكثير وكانت هذه الهيئه مسئوله عن التحقيق مع الشيوعين وكثير من التقدمين ومنهم البعثيين المنشقيين عنهم والذين يسمون انفسهم باليساريين اما الهيئة التحقيقبه الاولى وكانت مهمتها التحقيق مع المتهمين بالتجسس والتنظيمات البهائيه والماسونيين وكانت تحت امرة سعدون شاكر الذي اصبح وزير داخلية صدام فيما بعد. وكان معتقل قصر النهايه اضافة الى بناية القصر نفسها وهو مكان التحقيق قاموا ببناء اربعة قواطع وقاعتين هم قواطع (الف وباء وجيم ودال) القواطع الثلاث الاولى خلف بناية القصر اما قاطع دال والقاعتين ففي جانبه يتكون كل قاطع من (42) غرفه مرقمه حسب التسلسل مساحة الواحدة 2 متر مربع
فيها هوائيه عاليه لا تصل اليها اليد بدون زجاج وباب حديدي فيه فتحه من الاعلى ولا توجد في كل القواطع كهرباء اطلاقا .يعرف كل سجين برقم غرفته فقط ولا ينادوه الا بهذا الرقم
ويكون ساكني هذه الغرف حسب صيد الاخوه رجال ناظم كزارففي بعض الاحيان يصل الى ثلاث معتقلين في الغرفه الواحده بحيث من الصعب النوم جميعا في وقت واحد.
كتبت هذه المقدمه لتكون بداية لما حصل للمناظلين العراقيين على يد هذه الطغمه الحقيره التى لاتملك ذرة من الشرف او الاخلاق من تعذيب واذلال ومزاج الجلادين الذي بقى راسخا في ذاكرتي رغم مرور كل تلك السنين وكانه حدث امس .اتمنى من المعتقلين الذين خرجوامن جحيم قصر النهايه ولا زالو على قيد الحياة ان يكتبوا مشاهداتهم ليطلع عليه لا ابناء شعبنا فقط بل حتى المنافقين الذين يدافعون عنه الان ويعتبروه حكم وطنى وان صدام معادي للاستعمار
.اقول لهاؤلاء ان صدام قد ولى وكان الاجدر بهم الاحتفاض بدولاراتهم التي نهبوها من الشعب العراقي بدل صرفها على المفخخات وقتل طلاب المدارس وتخريب الجسور والطرق العامه .ان املهم بالعوده هو مثل امل ابليس بالجنه كما يقول المثل.
ساكتب لكم في حلقات قادمه مشاهداتي للفترة التي كنت فيها ضيف (عزيز) فيه ...... الى الملتقى..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ عبد الحسن.مع التحية..
ابو سردار ( 2012 / 1 / 10 - 19:35 )
نحن ننتظر بتلهف الى ما ستكتبه ....


2 - أشد على يدك
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 10 - 19:43 )
الجروح وألالم الذي تركه صدام فينا كبير بل هو بقدر حياتنا وحتى الذي لم ينال منه بالسجن فهو سلب سنينه من خلال السجن في الحياة العامه والعزله التي عشناها بالاضافه الى ارهابه فهي لم تكن حياة سويه
نشد على يدك وننتظر باقي الذكريات


3 - تحياتنا لك
علي عجيل منهل ( 2012 / 1 / 10 - 21:07 )
ونحن بانتظار المذكرات وستبقى علما فى تاريخ العراق الحديث المناضل من اجل وطن حر وشعب سعيد كل الصحة والعافية لك


4 - قصر النهاية
آرا دمبكجيان ( 2012 / 1 / 11 - 03:37 )
عندما كان الشاعر و الكاتب و الأديب العراقي اليهودي أنور شاؤول نزيل قصر النهاية في 1971، قال:
لأيِّ قَصْدٍ و غايـــة سَمُّوكَ قصر النهاية
هل أنتهى بكَ عهْدٌ أمْ كنتَ أنت البدايـــة
في كلِّ يومٍ حديـثٌ و كلِّ يومٍ حكايـــــــة
أما لها من ختــامٍ فصولُ هذي الرواية


5 - ذكريات تشدنا الى النضال من اجل ان لا ترجع
فؤاد محمد ( 2012 / 1 / 11 - 08:03 )
الرفيق العزيز عبد الحسن
الفاشيه من جديد
وعلى الاقل ان تنجح العملية الديمقراطية التعددية التداولية
يا كومونيوا العالم اتحدوا


6 - ابطال الشعب
فلاح علي ( 2012 / 1 / 11 - 10:08 )
تحية وتقدير للمناضل عبد الحسن
في الدول الديمقراطية العصرية الحديثة تكرم الدولة مواطنيها المبدعين في مجالات العلم والفنون والرياضة والادب والفضاء وتعتبرهم ابطال الشعب...الخ اما في الدول الدكتاتورية وبالذات الفاشية منها فيتوقف الابداع والانتاج ويتعطل كل شيئ ويحل الموت والدمار والحرمان ودمار الانسان والوطن فيبقى المناضلون يقارعونها الذي هم بحق تطلق عليهم كلمة ابطال الشعب لانهم بحاربون بعقولهم وفكرهم واجسادهم وبأرواحهم من اجل خلاص الشعب من الدكتاتورية والفاشية فمن صمد في قصر النهاية ودوائر الامن ومديرياتها والسجون السرية انهم بحق ابطال الشعب والشهداء منهم هم الابطال الخالدون بصمود المناضلين ونضال الشعب وتضحيات شهدائه تحرر الوطن وبهم تخلص الشعب من الدكتاتورية وبهم صمدت الافكار وبهم نهض الشعب كل المناضلين الذين كانوا في سجون الدكتاتورية يحضون بحب وتقدير الشعب وعلى الحكومة ان تكرم المناضلين ضد الدكتاتورية
ننتظر ما تعرضه من حقائق عن صفحات خالدة
مع التحيات


7 - لنتعلم جيدا
سعد محمد حسن ( 2012 / 1 / 11 - 11:43 )
العزيز الغالي
لنتعلم جيدا من كل الدروس على أمل ان لاتعود الدكتاتوريه وبأي شكل من الاشكال
خالص مودتي وتحياتي والف سلامه لك


8 - الاخ عبد الحسن المحترم
صباح ابراهيم ( 2012 / 1 / 11 - 11:49 )

ان التاريخ ذاكرة الشعوب ، والمؤرخون سادة التاريخ واقلامه . شكرا لك على مبادرتك القيمة في سرد احداث رهيبة ومهمة سجلت بدماء المناضلين وعذاباتهم .
انا مثلك اساهم في ارشفة تاريخ عذابات ومأساة العراقيين الذي اصبحوا ضحايا لصدام حسين والبعث المقبور ، وابحث في الكثير من المصادر عن اسماء لضحايا صدام ونظامه ونبذات عن حياتهم ومناصبهم وطريقة تعذيبهم او قتلهم ، وقد جمعت اسماءً كثيرة لضحايا صدام حسين ،ولازلت ابحث عن المزيد ليكون الكتاب متكاملا وليذكر التاريخ كل اولئك الضحايا ، وبما انك شاهد عيان على جزء من مجازر الجلادين وحوادث قصر النهاية ولديك مصادرك الاكيدة لذا فأني انتظر منك بفارغ الصبر ان تزودني مقالاتك هذه بالمعلومات التي ساذكرها في كتابي كمصدر موثوق لشاهد عيان عاش الاحداث الرهيبة بنفسه . ولك مني كل شكر وتقدير .


9 - كتابة التاريخ
حسين طعمة ( 2012 / 1 / 11 - 15:19 )
العزيز عبد الحسن تحية لك ولكل المناضلين الذين اعطوا حياتهم ثمنا لابناء شعبهم .نتابع منذ فترة مذكرات المناضلكاطع جواد وهي مليئة بالهم والمرارة .ودعوة للاخرين بكتابة سفرهم النضالي الطويل ,والدعوة موجهة بشكل خاص الى رفيقكم أبو ظافر (كاظم منخي).شكرا لك.


10 - شكرا لكم جميعا
عبدالحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 11 - 16:16 )
شكرا لكم ايها الرفاق والاصدقاء على تعقيباتكم الجملية سأشحذ ذاكرتي لأتذكر كل من ساهم في حماية اسرار الحركة الشوعية وكل من خانها لكي اساهم بغلق الباب امام الخونة والمدعين وابرز دور رفاقنا الابطال تحياتي لكم جميعا


11 - ذكريات
خالد عبيد جبر ( 2012 / 1 / 11 - 23:13 )
تحيه للرفيق والصديق العزيز ابو ضياء
على ضوء المقدمه عن قصر النهايه هناللك حكايات وليس حكايه واحده انتم احد ابطالها نأمل ان تكتب هذه الذكريات في كتاب او كراس خاص حتى يطلع الجيل الحالي والقادم ما قدمت الحركه الشيوعيه من بطولات فاقت الخيال تصلح لآن تكون افلام روائيه تقدم للناس .......
مع التقدير ...ونطلب بالمزيد


12 - ستبقى رايتكم خفاقة
حميد الحريزي ( 2012 / 1 / 15 - 18:29 )
الرفيق والصديق العزيز عبد الحسن حسين ابو ضياء
تحياتنا لكم مناضلا صلبا من صلب الطبقة العاملة العراقياجل الحرية والديمقراطية والسلام ، ومن اجل اهدافكم النبيلة في بناء غد الاشتراكية المشرق...
لقد سطرتم رفاقنا الاعزاء بصمودكم وتضحياتكم اروع صور البطولة والعطاء من اجل سيادة الوطن وسعادة الشعب ، ولا زلتم شعلة تتوهج دوما تنير طريق الاجيال الحاضرة والقادمة من اجل التخلص والانعتاق ن ربقة الاستغلال والاحتلال بكل اشكاله ....
تحياتنا لكم وعلى كل القوى اليسارية والديمقراطية ان تتعلم وتفهم الدرس وتوحد جهودها من اجل تحالف كل قوى اليسار للوقوف بوجه قوى الظلام والديكتاتورية والفاشية التي لازالت شعب والوطن خلف ابواب العملية السياسية الحالية وتناقضاتها وصراعاتها الكامنة في بنيتها الفكرية والسياسية ، لتنقض من جديد على كرسي السلطة وبالتخادم مع الراسمال العالمي ومريديه لتابيد سيطرته على مقدرات البلاد ونهب ثرواته....دمتم للنضال


13 - شكرا لك يا رفيقي ابو امجد
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 15 - 20:23 )
صديقي ورفيقي العزيزحميد الحريزي يا ابو امجد الورد ماكتبته سابقا وما تكتبه حاليا هو برنامج عمل لنا جميعا وا يادي قوى الخير حتما ستتشابك لان قضيتها واحده وعدوها واحد هو الامرياليه واذنابها شكرا لك وتحياتي لكل الرفاق


14 - الشامخ
Almousawi A. S ( 2014 / 1 / 27 - 09:48 )
ايها الشامخ عبد الحسن حسين يوسف
حبذا ان نعرف ولو بشكل عام ما آل الية حال المجرمين
وعندي لو سمحت سؤال اخر عن كيفية اعتقالكم خصوصا ان عام 72 كان عاما مضطربا حيث تعرضت القاعدة سواء من اللجنة المركزية او القيادة المركزية لعمليات التصفية القذرة في حين كان القادة في حوار حول قيام جبهة 75
لكم العمر الطويل والصحة الوافرة
وحدثنا مفصلا ايها الفاضل
عن كل قطرة دم حارة
او انة لمناضل شهم

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير