الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات المدللين

ساطع راجي

2012 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أشاعت الاجهزة الرسمية مختلف انواع المحاذير وسيناريوهات الرعبة لاحباط المواطنين وابعادهم عن المشاركة في أي تظاهرة حتى لو كانت مطالبها ذات طابع خدمي تتعلق بالكهرباء والبطالة وحقوق المتقاعدين والاعمار ومواجهة الفساد وغيرها من الملفات، وهي مطالب تعترف الحكومة نفسها بشرعيتها وتعترف بان هناك قصور فادح فيها، ومع ذلك طالبت بالتوقف عن التظاهر وسمحت بشتى انواع المضايقات ضد المتظاهرين حتى ضعفت تلك التظاهرات بعدما تم تشويه صورتها عبر وصمها بشتى أنواع التهم والادعاء بإنهاء جزء من مخطط سياسي خطير.
وفي مقابل التضييق على المظاهرات المطلبية كان هناك ترحيب وحماية للمظاهرات السياسية الصرفة التي تنظمها القوى السياسية لتحقيق مآربها واهدافها عبر الادعاء بإنها مطالب شعبية رغم كل ما يحيط بها من شكوك حول آليات التحشيد والانتفاع من مؤسسات واجهزة الدولة والاغراءات التي تبذل للمشاركين وتوفير الحماية لهم، واذا كانت المخاطر التي قد تصاحب مظاهرات المواطنين المطالبين بالخدمات هي مجرد مخاطر متخيلة ومفبركة ومصطنعة، فأن المظاهرات التي تنظمها القوى السياسية تحمل مخاطر صريحة وواضحة لا يتجادل عليها إثنان وهي مظاهرات معبأة بكل أنواع التهديد للوحدة الوطنية والسلم الاهلي.
لقد إستعانت الاطراف السياسية في أزماتها المتوالية منذ عدة أشهر بسلاح المظاهرات ضد بعضها البعض بعدما حرمت بشكل أو آخر على المواطنين إستخدام هذا السلاح الحضاري في إيصال المطالب والتعبير عن المواقف والتوجهات، هذه الاطراف السياسية إستخدمت سلاح التظاهرات رغم إنها موجودة في السلطة حكومة وبرلمانا ولديها مؤسسات دستورية لفض النزاعات والمشاكل القائمة فيما بينها بينما المواطن بأمس الحاجة الى هذا السلاح السلمي بعدما تنكر له ممثلوه وانشغلوا بصراعاتهم ومصالحهم.
الطريقة التي نظمت بها التظاهرات والشعارات التي رفعت سواء في أزمة الاقاليم أو أزمة نائب رئيس الجمهورية، كانت تحمل تهديدا حقيقيا لأنها إصطبغت بالطائفية والتحريض على العنف وحمل المتظاهرون في بعضها اسلحة (عصي وغيرها) وقطع المتظاهرون الطرق ولم يلتزموا بمكان او زمان محددين خروجا على اهم اعتراضات الجهات الرسمية التي طرحت في رفض التظاهرات المطلبية للمواطنين، والمتظاهرون الذين حشدتهم الاطراف السياسية اعتدوا على الاماكن العامة وإقتحموا الدوائر الرسمية ومع ذلك لم يواجهوا أي خشونة من الجهات الرسمية بل على العكس كان هناك اطراء ومديح فاضحين من المسؤولين للمتظاهرين.
الاطراف السياسية المتصارعة سمحت لنفسها بإستخدام الشارع وتحشيد المواطنين في معاركها الخاصة ولم تهتم كثيرا بالمخاطر الناجمة عن ذلك رغم إن القضايا الخلافية لا تخص المواطنين في جوهرها بل هي مجرد جزء من التطاحن السياسي الذي قد يهدأ في أية لحظة بتسوية مرضية لاطراف الصراع تاركين الشعب لاحتقاناته التي اثارها الساسة، ولم ينتقد المتصارعون بعضهم بعضا بسبب استخدام التظاهرات ولم يتحدثوا عن الالتزام بالضوابط العامة وعدم التحريض واثارة القلاقل والاعتداء على مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة رغم ان مجرد اقتحام المتظاهرين عنوة لمؤسسة رسمية انما هو اعتداء حتى لو لم ينجم عنه أي ضرر مادي، لقد دللت الاطراف السياسية المتصارعة نفسها وكان دلالها على حساب الوطن والمواطن.
الامر الاكثر إزعاجا في التظاهرات الاخيرة هو قبول بعض المواطنين لأن يكونوا أدوات في صراع الساسة رغم إن هؤلاء الساسة لا يهتمون كثيرا بمصالحهم هؤلاء المواطنين ولا يتردد هؤلاء الساسة في قمع نفس هؤلاء المواطنين فيما لو خرجوا بتظاهرة تطالب بتحسين ظروف حياتهم، ومن الخطأ أن يسمح المواطن للساسة بالتلاعب بمشاعره واثارة حميته في معارك لا تخصه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ