الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السياسية في العراق والامال المعلقه على مبادرة الرئيس جلال الطالباني

ليث حميد العاني

2012 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تزداد الاوضاع السياسية في العراق تعقيدا وخطورة بعد انسحاب القوات الامريكية من البلاد بموجب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الطرفين العراقي والامريكي ،في الوقت الذي لم تحقق فيه غالبية القوى السياسية، وبالاخص الممثلة منها بالبرلمان ، المستوى المطلوب من الاستقرار الامني والسياسي حيث رحبت بالانسحاب قولا،لابعاد انتخابية سياسية بحته ولكنها مقتنعةحقيقة بضرورة تمديد بقاء القوات ،أدراكامنها بعدم قدرة القوات العراقيه على حماية الامن الداخلي والحفاظ على حدود العراق واجوائه ومياهه ،باستناء السيد مسعود البرزاني الذي اكد على ضرورة بقاء القوات الامريكية بغية الحفاظ على الامن والاستقرار في هذه المرحلة .
وما ان انسحبت القوات الامريكيه، الا والازمة السياسية قدتفاقمت بشكل ملحوظ، وترافق ذلك باصدار مذكرة القاء القبض على نائب رئيس الحمهوريه طارق الهاشمي ،،ومن ثم بدا مسلسل التفجيرات الذي راح ضحيته المئات من زوار العتبات المقدسة، وارتفعت اصوات المطالبين باعلان الاقاليم والابتعاد عن المركز، وتعمقت الازمة في العلاقة بين بغداد واربيل بعد ان اعلن الرئيس برزاني احتضانه لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
وليس سرا فان الخلاف بين مسعود البرزاني والمالكي، ظل قائما طيلة الفترة الماضية حول صلاحية الاقليم بالتصرف في نفط كردستان وبشان المناطق المتنازع عليها وامكانية ضمها الى اقليم كردستان، اضافة الى ذلك فأن قضية الهاشمي جاءت لتخلق مبررات جديدة للضغط على حكومة المالكي بهذا الاتجاه.
ان الازمة السياسية في العراق بلغت ذروتها، بعد ان طالب ثلاثة من قادة القائمة العراقية"علاوي ،النجيفي،العيساوي"بتدخل امريكي،حيث اتهموا المالكي بالسير الى استبداد طائفي وان الامور ايلة الى حرب اهلية. وطالب الثلاثة في رسالة نشرت في كبريات الصحف الامريكية بالتدخل السريع لتشكيل حكومة وفاق وطني، بينما يزداد الصراع حدته بين المالكي والهاشمي الامر الذي ينذر، بخلق اشكالات جدية شأنها تخريب ؤشرذمة العملية السياسية ، برمتها ،سيما وان كلاهما متشدد وكل يدعي امتلاك الحقيقه.،،حيث لايتوقع تقديم تنازلات متبادله في سبيل التهدئه، ومن اجل ايجاد حل معقول يضع حد للتصعيد وحلا للازمة في اطار المصلحة الوطنية الكبرى.
اضافة الى التداعيات السياسية الداخلية للازمة السياسية المحتقنة اصلا منذ فترة طويلة،،هناك تاثيرات اقليمية خارجية راحت تزيد الطين بلة وتسهم في تدهور الاوضاع بشكل عام في العراق،.فتداعيات الاوضاع في سوريا تزيد من مخاوف بغداد من امكانية مجئ الاخوان المسلمين الى السلطة بعد رحيل الاسد وتقديم الدعم للقائمة العراقية التي يشكل الحزب الاسلامي القوة الضاربة فيه،ا وقد جاء ذلك في تصريحات لمسئولين عراقيين رسميين.كما ان السعودية لم تقف مكتوفة الايدي طيلة الفترة المنصرمة ، فهي تعمل جاهدة على اضعاف حكومة المالكي من خلال تمويل مناوئيه لابعاد طائفية واضحة للجميع..
وفي الوقت ذاته وكما يعلم الجميع فأن تركيا هي الاخرى لم تخفِ تعاطفها مع الهاشمي واعربت عن استعدادها لايوائه ولكنها فضلت له البقاء في العراق ليمارس الدور السياسي المطلوب منه في الوقت المناسب،كما ان وزير الخارجية التركي واصل تصريحاته وانتقاداته لحكومة المالكي على ماسماه حملات التطهير على اساس مذهبي –على حد قوله ،فالتدخل التركي بالشان العراقي ليس بجديد،،،والمبررات كثيره،،،منها حماية حق الاقلية التركمانية في كركوك،،،والانتهاكات المتكرره للاجواء العراقيه بحجة ملاحقة فلول حزب العمال الكردي وغيرها من مبررات.وايران هي الاخرى لاتستثنى من التدخل المباشرسياسيا وثقافيا واقتصاديا حيث تعمل جاهده من اجل تعزيز نفوذها في العراق خصوصا بعد الانسحاب الامريكي فقد بلغ التدخل وانتهاك الاعراف ذروته حيث وجدت صور القادة الدينيين الايرانيين ملصقة على الجدران في شوارع البصره.
بالامكان القول هنا ان المصالح الاقليمية اليوم تتقاطع، فالعراق لقمة مستساغه والكل يحاول ان يقتطع اكبر جزء ممكن من الكعكة العراقية .
هذا هو العراق،بيت بلا سياج،يدخله من هب ودب ،يفعل مايفعل ونحن لاحول لنا ولا قوه.مصيبتنا ان القوى السياسية الفاعلة في البرلمان تستقوي بالقوى الاقليميه وتنفذ رغباتها حينما يشتد وطيس الازمه.
ان شعبنا العراقي ينظر بعين الامل الى ماتبقى من امكانيات لحل الازمة عراقيا،من خلال المؤتمر الذي دعى له الرئيس طلباني والذي نامل ان لايتحول الى منبر للخطابة او منبرا لحماية المصالح الطائفية او العرقيه،وان يكون نقطة انطلاق لتفاهم حقيقي يغلبُ المصلحة الوطنية ويجد حلولا لمشاكل الشعب العراقي الذي اضناه الفقر والمرض وشحة الخدمات.
ان الاوان لتفاهم عراقي عراقي. وبات من الملح جدا ان تجرى مكاشفه حقيقيه وان يتم الابتعاد عن المجاملات،بات ضروريا ان يوضع حد للمحاصصه والتوافقيات السياسيه على حساب مصلحة المواطن العراقي الفقير، اذلابد من الخروج من هذا المستنقع والبدء بخطوات عملية يتفق عليها والشعب العراقي المجروح سيكون شاهدا على ماسيتمخض عنه هذا المؤتمر،
لابد من بداية شجاعة تتمثل في استقالة الحكومة الحالية التي اثبتت فشلها في ايجاد حلول لابسط الوعود التي قدمتها،والاقدام على تشكيل حكومة تكنوقراط تحظر لانتخابات برلمانية حقيقيه تحت اشراف دولي وتحت رقابة مشدده من لجنة انتخابات نزيهة ومحايده وان يتم تعديل قانون الانتخابات واعتماد مبدا القائمة النسبيه التي ستضمن تمثيلا حتى للاحزاب الصغيره لكي يكون لها صوتا ولو بنائب واحد في البرلمان.
هكذا سينتقل العراق الى الديمقراطية الحقيقيه وهكذا سيخرج من دوامة المحاصصه والاقتتال من اجل المصالح والامتيازات،هكذا سنسير بخطى حثيثه لكي نلحق بركب الامم المتطوره . والا فان طوفان الاقتتال الداخلي ات لامحاله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص